انقلاب الحوثي في "الطريق إلى تعز"!
- متابعات الثلاثاء, 19 مارس, 2019 - 06:45 مساءً
انقلاب الحوثي في

[ رواية الطريق إلى تعز لتوفيق السامعي ]

بعد اثني عشر عاماً من كتابتها صدر عن “مؤسسة أروقة للنشر” رواية تاريخية للزميل الصحفي توفيق السامعي بعنوان “الطريق إلى تعز”.

 

الرواية من القطع الصغير وتقع في 370 صفحة، سلطت الضوء التاريخي على الفكر الإمامي في العصر اليمني الوسيط مع قيام الدولة الرسولية، حيث تشابهت أحداث اليوم بأحداث الأمس، وتم إسقاط أحداث اليوم على الأحداث التاريخية والعكس، فالتشابه بين الحدثين وصل حد التطابق الكلي، بين الانقلاب الماضي وانقلاب الحاضر، وكان ميدانها الأبرز محافظة تعز.

 

وعالج الكاتب الأزمة السياسية التي مرت بالبلاد منذ العام 2006، حيث استشرف في روايته ما ستؤول إليه الأحداث اليوم من صراعات داخلية سببها المشروع الإمامي الجديد.

 

على الرغم من أن الانتهاء من كتابة الرواية كان في عام 2007 إلا أنه من يقرأها لا يقول إلا إنها كتبت اليوم، حيث يبرر الكاتب هذا الأمر بأن حروب صعدة السابقة كانت مؤشراً لعودة المشروع الإمامي مجدداً استشفها الكاتب من خلال أبحاثه التاريخية المتخصصة في المشروع الحوثي والإمامي بشكل عام حيث إنهم يكررون تاريخهم خطوة خطوة وبكل رتابة يستطيع المتتبع لهم ولتاريخهم التنبؤ بما ستؤول إليه أوضاعهم.

 

الرواية قدم لها الأستاذ الدكتور أبو بكر البابكري، أستاذ الأدب العربي الحديث في جامعتي صنعاء والملك خالد بن عبدالعزيز في أبها، حيث أشاد بالنص وبالمؤلف وقال: “الرواية لها من المغازي والرسائل السياسية الشيء الكثير؛ حيث إنها تسقط الماضي على الحاضر والعكس، لأن الأحداث التاريخية تكرر نفسها، وعودة الفاعلين فيه من أحفاد الأئمة اليوم وتمرداتهم كما كان أجدادهم في السابق في التاريخ اليمني الوسيط، حيث تاريخ وأحداث الرواية”.

 

مرت الرواية بكثير من المعوقات والتحديات لإخراجها إلى النور منذ اثني عشر عاماً، فقد أنجزت في أبريل 2007، استعرض الكاتب جانباً من تلك التحديات في مقدمة الرواية حيث قال: “كانت تعتمل في رأسي ثورة عارمة على هذا الوضع، وباستقراء التاريخ اليمني الوسيط في القرنين السادس والسابع الهجري وجدت أن الظروف مشابهة تماماً لما يجري حالياً في اليمن، خاصة المحافظات الشمالية منه، وعودة التمردات ومحاولة إعادة الإمامة مجدداً من صعدة التي كانت مكان التمرد قديماً وحديثاً”.

 

ويضيف الكاتب: ”في العام 2009 كادت الرواية أن تطبع، وأجيزت للنشر من قبل وزارة الثقافة بصنعاء، ولما كانت في مونتاج مطابع التوجيه المعنوي التابعة للجيش، تم الاعتراض على عنوانها حيث كانت بعنوان “ترويض الثعابين”؛ كون العنوان يشير إلى تصريح سياسي شهير للرئيس السابق علي عبد الله صالح وهو يقول: “حكم اليمن كالرقص على رؤوس الثعابين”، عدت إلى مستشار وزارة الثقافة وتراجعت عن العنوان إلى “الطريق إلى تعز”، لكن سبق السيف العذل كما قيل، فكانت الحجة الأكبر حين التفت مقص الرقيب إلى صلب الرواية وتم مراجعتها عدة مرات خلص الرقيب إلى القول: "إن الرواية تتنبأ بثورة قادمة، وهو أمر من المحظورات ومن الكبائر ولا يمكن طباعتها!".

 

يذكر أن الصحفي الزميل توفيق السامعي باحث في التاريخ الإمامي والحوثي، وله كتب تاريخية ولغوية متعددة لم تطبع بعد، غير أن هذا الإصدار يعد الثاني بعد إصدار كتابه السابق “اللغة اليمنية في القرآن الكريم” الصادر عن الهيئة العامة للكتاب بصنعاء عام 2013، والذي لقي شهرة واسعة عند المختصين وبيع في المعارض الدولية العربية ونفدت نسخته الأولى في فترة وجيزة.


التعليقات