أسوأ مبادلات النفط على الإطلاق.. أبطالها أشخاص ومؤسسات
- الجزيرة نت السبت, 02 نوفمبر, 2019 - 04:36 مساءً
أسوأ مبادلات النفط على الإطلاق.. أبطالها أشخاص ومؤسسات

[ التاريخ حافل بحالات المتداولين الذين تمكنوا من هز أسواق النفط (غيتي) ]

تعتبر الأمانة من أندر السلع في الأوساط المالية، نظرا لأن الجشع والمعاملات السرية والأخلاقيات المشكوك فيها وجميع أنواع المخالفات متفشية في "وول ستريت".

 

وفي تقريره الذي نشره موقع "أويل برايس"، قال أليكس كيماني إن مثل هذه الممارسات هي التي دفعت إدارة أوباما لوضع قانون "دود فرانك" قبل عقد من الزمن.

 

وفي الحقيقة، فإن من السهل الافتراض بأن كبار البنوك في وول ستريت -مثل بنك أوف أميركا وولز فارجو- هي وحدها القادرة على التلاعب بالأسواق.

 

ومع ذلك، يعد التاريخ حافلا بحالات متداول واحد أو مجموعة صغيرة من المتداولين الذين تمكنوا من هز أسواق النفط.

 

لغز ترامب وصفقات النفط المربحة

 

لا أحد يتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتلاعب في الأسواق، لكن أسواق الأسهم تشهد تحركا ونشاطا عندما ينشر ترامب تغريدات بشكل مكثف، ولا تعتبر نشاطاته على تويتر سببا في ظهور تغيرات في السوق.

 

وبدلا من ذلك، تترك بعض الرهانات الغامضة في أسواق الأسهم المتداولين في حالة صدمة ورعب بسبب دقتها وتوقيتها، فعلى سبيل المثال يبدو أن هناك تاجرا أو مجموعة من المتداولين علموا بشكل مسبق بهجمات الطائرات المسيرة التي استهدفت شركة أرامكو السعودية وحققوا أرباحا ضخمة من خلال توقعهم حدوث تراجع في سوق الأسهم.

 

وأفاد الكاتب بأن هذا المتداول أو المتداولين المذكورين قاموا ببيع مكشوف لحوالي 120 ألف عقد آجل متداول إلكترونيا متوفر على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يوم الجمعة الموافق 13 سبتمبر/أيلول الماضي، قبل إغلاق بورصة شيكاغو التجارية.

 

وبعد ساعات قليلة، هاجمت الطائرات المسيرة مساحات شاسعة من البنية التحتية للنفط في السعودية، الأمر الذي أدى إلى شل الإنتاج وزيادة أسعار النفط.

 

وعندما افتتحت بورصة شيكاغو التجارية مرة أخرى ليلة الأحد تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بحوالي 30 نقطة، مما ساعد المتداولين على جني أرباح ضخمة تقدر بقيمة 180 مليون دولار في غضون أيام.

 

هجوم أرامكو لم يكن حادثا معزولا

 

أشار الكاتب إلى أن الهجوم على أرامكو لم يكن حادثا معزولا، ففي 11 سبتمبر/أيلول الماضي أعلنت حكومة بكين أنها سترفع الرسوم الجمركية على مجموعة من المنتجات الأميركية، وفي اليوم نفسه أعلن الرئيس ترامب أنه سيؤجل فرض الرسوم الجمركية على بعض السلع الصينية.

 

وكما هو متوقع، انعكس ذلك إيجابا على أسواق النفط، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 47 نقطة، وبالصدفة اشترى أحد الأشخاص 82 ألف عقد آجل متداول إلكترونيا قبل يوم من اتخاذ هذه الإجراءات، وربح المتداول المحظوظ حوالي 190 مليون دولار مقابل يوم عمل واحد.

 

علاوة على ذلك، اشترى أحد المتداولين 420 ألف عقد آجل متداول إلكترونيا يوم 28 يونيو/حزيران، وبعد ذلك بيوم واحد أعلن ترامب أن المفاوضات التجارية المتعثرة مع الصين "عادت إلى مسارها الصحيح"، وخلال الأسبوع التالي أحرز مؤشر ستاندرد آند بورز 500 حوالي 84 نقطة، وحقق المتداول بفضله أرباحا ضخمة بلغت 1.8 مليار دولار.

 

خاسرون

 

على الرغم من صعوبة إثبات هوية متداولي العقود الآجلة إلكترونيا الذين يبدو أنهم يتلاعبون بالسوق فإن هناك حالات موثقة جيدا لمتداولين متهورين فقدوا أموالا طائلة بسبب جشعهم.

 

ولعل إينار آس أحد أهم هؤلاء المتداولين الذي كان يعتبر من بين أغنى رجال النرويج، والذي خسر كل ما يملك العام الماضي بعد مشاركته في بعض الرهانات في سوق الطاقة الطموحة بشكل مبالغ فيه.

 

حصل آس على سلفة من بورصة ناسداك كانت قيمتها ضخمة للغاية مقارنة بالسيولة المتوفرة بالسوق.

 

وفي العاشر من سبتمبر/أيلول الماضي شهدت أسواق الطاقة في كل من ألمانيا وأوروبا الشمالية تغيرات استثنائية في الأسعار تسببت بدورها في القضاء على رأس المال الذي يمتلكه آس، وفي ظهور فجوة تقدر بقيمة 133 مليون دولار في أموال صندوق الاحتياطي الخاص ببورصة ناسداك.

 

وعلى خلفية ذلك، حظرت ناسداك المتداول إينار آس من التداول في البورصة، وغطت مبلغ 8.2 ملايين دولار من الخسائر بنفسها.

 

شركة ستيف بيركنز تخسر 500 مليون دولار

 

في عام 1992 قام تاجر النفط ستيف بيركنز بعملية تداول وهو ثمل، واشترى 7.13 ملايين برميل من خام برنت خلال 19 ساعة بتكلفة 520 مليون دولار من أموال الشركة التي كان يعمل فيها آنذاك.

 

وتسبب ذلك في خسارة لشركة "بي في إم أويل فيوتشرز" قدرت بحوالي 9.7 ملايين دولار على الرغم من أن بيركنز ادعى أنه لا يتذكر ما حصل في تلك الليلة المشؤومة، وفرضت عليه غرامة قدرها 72 ألف جنيه إسترليني وحظر من المشاركة في مداولات الشركة لمدة خمسة أعوام.

 

حالات بارزة أخرى

 

حسب الكاتب ابتكر ديفيد لي، فإن رمز الغش المعروف باسم "الكوبولا الجوسية" والذي من المفترض أن يزيل أي مخاطر من عمليات الاستثمار أدى لاكتشافه موجة من الرهانات السخيفة من قبل أصحاب الأموال.

 

وارتفعت مقايضات الائتمان الافتراضي من 920 مليار دولار قبل وصول صيغة "الكوبولا الجوسية" إلى الأسواق إلى 62 تريليون دولار، وكما هو متوقع فقد تسبب ذلك في حدوث أسوأ حالات الركود في التاريخ.

 

كما تسبب ديفيد سوروس في إفلاس بنك إنجلترا عن طريق قيامه بمراهنة على الجنيه الإسترليني، وفق الكاتب.

 

وفي عام 1992 باع سوروس ما قيمته 10 مليارات دولار من الجنيه الإسترليني بيعا مكشوفا، مما أدى إلى إغراق سوق العملات، الأمر الذي تسبب في تراجع قيمة الجنيه الإسترليني بنسبة 24%.


التعليقات