قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الأحد؛ إن بلاده تسعى إلى دعم الاستقرار والتوازن في أسواق النفط، عبر أمور منها "تأسيس واستمرار اتفاق مجموعة أوبك+".
جاء ذلك في خطاب ألقاه الملك سلمان أمام مجلس الشورى السعودي، بعد أيام من تصاعد الاتهامات الأمريكية للسعودية بالوقوف إلى جانب روسيا، من خلال قرار مجموعة "أوبك+" خفض إنتاج النفط بمعدل مليوني برميل، اعتبارا من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وقال ابن عبد العزيز: "تسعى المملكة حثيثا نحو ضمان مناعة ركائز عالم الطاقة الثلاث مجتمعة، وهي من: (إمدادات الطاقة الضرورية، والتنمية الاقتصادية المستمرة من خلال توفير مصادر طاقة موثوقة، ومواجهة التغير المناخي)".
وأضاف: "تعمل بلادنا جاهدة ضمن استراتيجيتها للطاقة، على دعم استقرار وتوازن أسواق النفط العالمية، بوصف البترول عنصرا مهما في دعم نمو الاقتصاد العالمي، ويتجلى ذلك في دورها المحوري في تأسيس واستمرار اتفاق مجموعة أوبك بلس، نتيجة مبادراتها لتسريع استقرار الأسواق واستدامة إمداداتها".
كما سلط العاهل السعودي على مبادرة ولي العهد محمد بن سلمان للإشراف على عملية تبادل أسرى بين أوكرانيا وروسيا الشهر الماضي.
وتابع قائلا: "تؤكد المملكة موقفها الداعم للجهود الدولية كافة، الرامية إلى إيجاد حل سياسي يؤدي إلى إنهاء الأزمة ووقف العمليات العسكرية".
ودعا لحل بالنسبة للقضية الفلسطينية قائلا؛ إن "أمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها، يتطلب الإسراع في إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإقامة دولة فلسطين مستقلة على حدود 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية".
وأضاف: "تدين المملكة جميع الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين، وتدعو لوقفها الفوري الكامل".
ودعا سلمان بن عبد العزيز إيران للوفاء عاجلا بالتزاماتها النووية، والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واتخاذ خطوات جِديّة لبناء الثقة بينها وبين جيرانها والمجتمع الدولي، بحسب الخطاب الذي نشرت وكالة الأنباء السعودية نسخة منه.
كما أعرب العاهل السعودي عن دعمه لبدء العملية السياسية بين الحكومة اليمنية والحوثيين؛ بما يحفظ لليمن سيادته ووحدته وسلامة أراضيه، وضرورة وقف الانتهاكات الاستفزازية الحوثية المسلحة داخل اليمن، وفق قوله.
كما اعتبر أن "أمن العراق واستقراره ركيزة أساسية لأمن المنطقة واستقرارها، وتؤكد المملكة دعمها لأمنه واستقراره ونمائه ووحدة أراضيه، وهويته العربية ونسيجه الاجتماعي، وتطوير أوجه التعاون ثنائيا وجماعيا، ومساندته في مواجهة الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة".
وفي الشأن اللبناني، أكد ابن عبد العزيز "ضرورة تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تقود إلى تجاوز أزمته، وأهمية بسط سلطة حكومته على جميع الأراضي اللبنانية، لضبط أمنه والتصدي لعمليات تهريب المخدرات والأنشطة الإرهابية، التي تنطلق منها مهددة لأمن المنطقة واستقرارها".
وفيما يتصل بالشأن السوري، فشدد العاهل السعودي على ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن بما يحفظ سيادة سوريا واستقرارها وعروبتها، ونشدد على أهمية منع تجدد العنف، والحفاظ على اتفاقات وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين السوريين.
كما أعرب عن "دعم السعودية وقف إطلاق النار الكامل في ليبيا، والدعوة الليبية إلى المغادرة التامة للقوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة دون إبطاء، وفقا لقرار مجلس الأمن 2570 الصادر عام 2021م".
وشدد على "ضرورة مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية لأفغانستان، والحرص على دعم أمنها، وعدم تحولها إلى منطلق للعمليات الإرهابية أو مقر للإرهابيين".