ياسر الرعيني في حوار مع "الموقع بوست": الإرادة الشعبية كسرت الثورة المضادة
- حاوره: أدهم فهد الأحد, 11 فبراير, 2018 - 02:32 مساءً
ياسر الرعيني في حوار مع

[ وزير الدولة لشؤون مخرجات الحوار الوطني ياسر الرعيني ]

قال وزير الدولة لشؤون مخرجات الحوار الوطني، والقيادي في ثورة ١١ فبراير، ياسر الرُعيني "إن ثورة فبراير اليوم كالأمس وكالغد من حيث قوة مشروعها الوطني الذي تحميه عزيمة وإصرار الشعب اليمني الذي خرجت جموعه الهادرة مؤيدة للثورة في 11 فبراير 2011م".
 
وأضاف الرُعيني في حوار خاص مع"الموقع بوست" أن الثورة المضادة التي تمثلت بانقلاب 21 سبتمبر، وما لف لفها، اصطدمت بإرادة شعبية صلبة كانت الرهان الأكبر للتصدي لمشروع الانقلاب والثورة المضادة وأسهمت في نجاح مشروع ثورة فبراير الوطني، رغم الأحداث المؤلمة الجارية والتي كانت نتاجاً لمخططات الانقلابيين في جر الوطن إلى مربع الاحتراب والعنف كطريقة للانقضاض على السلطة.
 
وأشار الرعيني أن مخرجات الحوار الوطني من ثمار ثورات فبراير المباركة، وهذه المخرجات تضمنت معالجات لكافة الإشكاليات الوطنية بما فيها قضية صعدة، إلا أن المليشيات الحوثية الانقلابية وشركاءها في الانقلاب، اتحدت وجهتهم في القضاء على المشروع الوطني ومحاربة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني والسعي لعرقلة بناء اليمن الاتحادي الجديد.
 
وإلى نص الحوار
 
 *كيف ترى فبراير اليوم؟
 
**فبراير اليوم كالأمس وكالغد من حيث قوة مشروعها الوطني الذي تحميه عزيمة وإصرار الشعب اليمني الذي خرجت جموعه الهادرة مؤيدة للثورة في 11 فبراير 2011م .وفبراير اليوم يشهد عيداً وطنياً .. وليس ذكرى عابرة.

وهو اليوم يتعمد بتضحيات الأبطال تأييداً وعزيمة على تنفيذه، بعد أن أدرك الجميع عظمة هذا المشروع لإنقاذ الوطن من الفساد والاستبداد، وبعد أن كشفت المليشيات الانقلابية بمشروعها الرجعي الكهنوتي عن حقيقة الدولة الهشة التي ترعرع فيها الفساد بفعل السياسات الخاطئة التي تعاملت مع الوطن ومقدراته كملكية خاصة للفيد والنهب والاستئثار بالثروة والسلطة.
 
*هناك من يصف الثورة بأنها نكبة وليست ثورة؟
 
** الثورات نتاج أزمات وانسداد الأفق أمام حلول المعالجات والإصلاح، وقد كانت ثورة فبراير الخيار الأخير بعد استنفاد كافة الوسائل مع النظام البائد، وكانت خياراً شعبياً، أثمر نضاله بالخروج بالمشروع الوطني المتمثل بمخرجات الحوار الوطني، ويستمر النضال لتنفيذها على أرض الواقع وبناء اليمن الاتحادي الجديد.
 
ثورة فبراير هي ثورة الشعب وإرادته وحقه في الحرية والكرامة والعدالة والمواطنة التي يعاديها أصحاب الفساد والاستبداد والرجعية، فلا حق أقوى من تحقيق العدالة والمساواة والشراكة ونيل الحرية والكرامة والعيش الكريم .. ولسنا بصدد الدفاع عن الثورة بعد مرور هذه المراحل جميعها، وقد أدرك الشعب هذه الحقيقة .. ومن لم يستشعر  أهمية مشروع الثورة الوطني  لا تزال لديه رواسب تأثيرات التضليلات الإعلامية التي مورست ضد الثورة، وتمارس ضد أي مشروع وطني يهدف القضاء على الفساد وعلى سلطة المتنفذين وعلى مشاريع التوريث وتكريس سلطة الفرد والعائلة على حساب كل الوطن.
 
*هناك محاولات تسعى لإعادة إنتاج نظام صالح من خلال عائلته ما موقفكم كثوار من هذا الأمر؟
 
** لقد تجاوزنا كثيراً هذا الأمر .. والجميع اليوم تحت لواء الشرعية لانهاء الانقلاب وبناء الدولة وفق مشروعنا الوطني، ومجابهة المشروع الرجعي الكهنوتي، وكل من يحاول استثمار الوضع لمطامع شخصية إنما يلوي الهلاك على عنقه، فالشعب واعٍ ومتيقظ لكل المحاولات اليائسة والبائسة.
 
والثورة المضادة التي تمثلت بانقلاب 21 سبتمبر، وما لف لفها، اصطدمت بإرادة شعبية صلبة كانت الرهان الأكبر للتصدي لمشروع الانقلاب والثورة المضادة وأسهمت في نجاح مشروع ثورة فبراير الوطني، رغم الأحداث المؤلمة الجارية والتي كانت نتاجاً لمخططات الانقلابيين في جر الوطن إلى مربع الاحتراب والعنف كطريقة للانقضاض على السلطة.
 
ولا شك أن المرحلة الحالية تستدعي تظافر كافة الجهود لاستعادة الدولة وبناء اليمن الاتحادي الجديد .. والنأي عن الجراحات والمناكفات التي لا طائل لها، وهي دعوة لوسائل الإعلام أو المؤسسات التي لا تزال تعمل على زرع بذور الفتنة والصراعات وتغذية الخلافات وإذكاء دوافع الاحتراب والتضليل وقلب الحقائق فقد آن الأوان لتستعيد ثقة المواطن بها من خلال مساندة المشروع الوطني الجامع وتغليب مصلحة الوطن العليا فوق كل الاعتبارات.
 
 *هناك من يحمل 11 لثورة اليوم وزر ما ترتكبه مليشيات الحوثي .. وهل حقاً أن ثورة فبراير هي من جاءت بالحوثيين وكانت المحطة الأولى لانطلاقهم؟
 
** المليشيات الحوثية نشأت في عهد النظام السابق، حاربتها الدولة ستة حروب وراح ضحيتها عشرات الآلاف من الجنود والأبرياء، ثم جاءت ثورة فبراير وكانت هذه القضية ضمن الأعباء التي خلفها النظام البائد الذي كانت تمتد إحدى يداه لدعم هذه المليشيات، واستثمار الحروب للابتزاز والتصفيات والاغتيالات وغير ذلك.
 
جاءت ثورة فبراير وكانت مخرجات الحوار الوطني من ثمارها المباركة، وهذه المخرجات تضمنت معالجات لكافة الإشكاليات الوطنية بما فيها قضية صعدة..  إلا أن المليشيات الحوثية الانقلابية وشركاءها في الانقلاب، اتحدت وجهتهم في القضاء على المشروع الوطني ومحاربة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني والسعي لعرقلة بناء اليمن الاتحادي الجديد.
 
وكان رواد ثورة فبراير في طليعة من يتصدى لهذا الانقلاب الكهنوتي البائد، ولعل شباب الثورة أكثر الفئات التي تعرضت للتنكيل والظلم من قبل هذه المليشيات الكهنوتية، والسجون والمعتقلات تعج بالآلاف من خيرة أبناء الوطن تحت وطأة ظلم وتعذيب المليشيات.

ولا أدري كيف يفكر البعض بسطحية لتحميل الثورة وزر من انضم إليها، ثم انقلب على مشروعها، فالثورة شبابية شعبية تضم كل الشعب بمختلف فئاته وتياراته ومكوناته بغض النظر عن أي اعتبارات للخلفية التي ينتمون إليها أو أي اعتبارات أخرى، طالما كان الالتزام بقيم الثورة ومبادئها ومشروعها المدني وضوابطها ونهجها السلمي الحضاري .. وليس كل من أيد الثورة محسوب عليها مالم يلتزم نهجها ومشروعها .

*ما هي التحديات التي تواجه الثورة من وجهة نظرك؟
 
** لكل مرحلة تعقيداتها وظروفها، ولعل أبرز التحديات هو هذا الانقلاب ومشروعه الرجعي .. وما دون ذلك فإن أي صعوبات سيتم التغلب عليها وأي عراقيل سيتم تجاوزها طالما لدى الشعب هذا الإصرار والصمود لتنفيذ المشروع الوطني وبناء اليمن الاتحادي الجديد.
 
*أين ترى أن الثورة نجحت .. وأين أخفقت؟
 
**الحديث عن نجاح الثورة بشكل كلي، إو إخفاقها بشكل كلي، غير منصف لأن نتائج الثورة تقاس بمدى ما ستحققه من بناء وتنمية، والثورة مستمرة ومتجددة والنضال مستمر لتحقيق أهداف الثورة كاملة بدون تردد أو استكانة.

ومن المؤكد أن الوعي الشعبي الكبير في مواجهة أعداء الثورة والحرية والعدالة والمواطنة والتمسك بالمشروع الوطني لبناء وطن جديد آمن ومستقر ومزدهر هو النجاح الحقيقي لهذا الشعب لثورته لنضاله لحاضره ومستقبله.
 
*من هم خصوم فبراير اليوم؟
 
** خصوم فبراير هم خصوم الوطن .. سواء من أعداء المشروع الوطني، أو من يسعون لخلخلة الصف الوطني من الداخل.
 
 *لماذا لا نرى تشكيلاً أو إطاراً يحافظ على وهج الثورة بدلاً من ذوبانها في عدة تيارات أو أحزاب؟
 
**لأنها ثورة شعب بأكمله بمختلف تياراته وفئاته .. وليست ثورة فئوية أو حزبية.. وكل فرد وطني في هذه الثورة قائد .

وحتى لو برزت كيانات متعددة فإن كل جهود تخدم الوطن وتخدم الثورة وأهدافها المباركة ستجد التأييد والمباركة.. فالأهم من هذا جميعاً توحد الغايات والأهداف والعمل بروح الفريق الواحد كل من مكانه وموقعه بكل وطنية وإخلاص ونزاهة لخدمة هذا الوطن والوفاء لمبادئ الثورة وتضحيات الشهداء الأبطال.


التعليقات