رفع العقوبات عن أحمد علي.. تُذكّر اليمنيين بحقوق الضحايا وتعكس مؤشرات المرحلة المقبلة
- خاص الجمعة, 02 أغسطس, 2024 - 12:19 صباحاً
رفع العقوبات عن أحمد علي.. تُذكّر اليمنيين بحقوق الضحايا وتعكس مؤشرات المرحلة المقبلة

[ علي عبدالله صالح ونجله أحمد علي ]

أثارت عملية شطب لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن اسم الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح ونجله أحمد من قائمة العقوبات، المفروضة عليهما بعد عقد من القيود وتجميد النشاط السياسي وحظر السفر، جدلا واسعا في الأوساط اليمنية.

 

والأربعاء، أعلنت لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن، والتي أنشئت بموجب القرار 2140 -في بيان نشر على الموقع الرسمي للأمم المتحدة- إزالة الأسماء الخاصة بكل من الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح ونجله أحمد علي صالح من قائمة العقوبات.

 

وكان مجلس الأمن الدولي أدرج في أبريل 2015م، نجل الرئيس السابق صالح ونجله أحمد وزعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي في قائمة العقوبات بموجب القرار الأممي رقم 2216.

 

وفي مايو/ايار الماضي وجه نجل الرئيس السابق أحمد علي، رسالة إلى لجنة العقوبات الدولية بشأن اليمن، شكا فيها تجاهل خطاباته السابقة ومطالباتها برفع اسمه من قائمة العقوبات، مؤكدا أن اللجنة على علم ودراية تامة بكل من يساهم في تعقيد الحالة اليمنية عسكرياً وسياسياً ويحول دون إحلال السلام العادل والشامل.

 

يأتي هذا التطور في سياق جهود التهدئة والتحول السياسي في اليمن، ويعكس خطوة جديدة في مساعي المجتمع الدولي للتعامل مع الوضع القائم في البلاد.

 

عملية رفع العقوبات عن أحمد علي، أعادت التذكير بحقوق الضحايا وتكشف عن محاولة إعادة عائلة صالح إلى السلطة، في ظل تساؤلات أيضا ما الذي يريده مهندسو الصفقة وعلى رأسهم الإمارات باليمن في هذا التوقيت؟

 

وفي السياق قال الكاتب الصحفي، عامر الدميني، إن "لجنة العقوبات الأممية ترفع العقوبات عن نجل صالح، وهذي إحدى بركات مجلس القيادة الرئاسي، والتي كان الرئيس السابق عبدربه منصور هادي يرفضها من قبل، وهو يعلم يقينا تبعات ودلالات ذلك".

 

وأكد الدميني أن أحمد علي لايزال قياديا في حزب المؤتمر بصنعاء، وهذا يشير لرضا الحوثي عن هذه الخطوة، ويعكس مؤشرات المرحلة المقبلة، ولا يستبعد عودته لسدة الحكم ليصبح رئيسا تحت رحمة وقيادة الحوثيين".

 

 

واعتبر الدميني ذلك عبث كبير في المشهد اليمني، بعد كل هذا الدمار والحرب والصراع تجري العودة للمربع الأول، والاستهانة بالدماء والتضحيات وتمزيق البلد، ثم السعي لاسدال الستار على هذه الحقبة السوداء بشخصيات هي من تسببت بها منذ البداية.

 

القيادي السابق في جماعة الحوثي، علي البخيتي، قال "لا تنتظروا شيء من أحمد علي بعد رفع العقوبات عنه".

 

 

الكاتب عبدالله شروح سخر قائلا: "أخيراً، أطلقوا الأسد من عقاله، آن لليمنيين أن يزفروا ارتياحاً وينتظروا النصر، ترقبوا زمجرة الفتى في وجه الكهنوت الإمامي: "أريد أبي حياً".

 

وأضاف "لن يكون فقط ابنة كليب، بل سيكون أيضاً الزير وكل فرسان تغلب".

 

 

وتابع شروح "لقد صمت عن مقتل أبيه كل هذه المدة، لأنه كان بلا مخالب، وهو فتى له طبع الأسد، لا يزمجر إلا ليفترس. الآن، صارت له مخالب، صار بمقدوره أن يفترس، فترقبوا زمجرته وافسحوا، افسحوا عليكم اللعنة: دعوا الفتى يريكم كيف تأخذ الرجال بثاراتها".

 

الناشط أحمد صالح الجبلي، كتب "فرحون برفع العقوبات عن أحمد علي ومنتظرين عودته ليخلصهم من المستنقع الذي (...) فيه، في إشارة إلى تحالفه مع جماعة الحوثي اللذين قادا الانقلاب على الدولة وإسقاط العاصمة صنعاء وتسليم كل معسكرات الدولة للجماعة.

 

 

وأضاف "هؤلاء كمن يطلب من الجلاد بأن يجلدهم ليلا في الجو اللطيف بدلا من حر النهار، يريدون تحسين شروط عبوديتهم بدلا من أن يتمردوا ويلغوا عبوديتهم وقهر من قهروهم".

 

الحقوقي نبيل فاضل، علق بالقول "حرام ما هو عامل بحق التهاني حق اليوم، وانه الدنبوع رقم 2 وهم من ساهم بإسقاط البلد، مع اعتذاري لكل أصدقائي المؤتمريين.

 

 

وضاح الهنبلي، من المنادين بفك الارتباط، حذر المجلس الانتقالي من مخطط عودة نجل صالح إلى المشهد السياسي واقصاء كل قيادات الجنوب، حد زعمه.

 

وقال الهنبلي إن أحمد علي مسمار جديد في قلب الانتقالي، مشيرا إلى أن الأخير يعاني وينزف يومياً من القوى السياسية اليمنية المدعومة او المحسوبة على السعودية وفي مقدمتهم رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي والاخوان (حزب الإصلاح).

 

وأضاف "ما سيحدث من اليوم وصاعداً أن النزيف سيكون أكثر وأخطر، وقد يؤدي للموت والهلاك بعد شطب نجل صالح من العقوبات الدولية وفك أسره لتصبح القوى اليمنية المدعومة والمحسوبة على الامارات بقيادة أحمد وطارق أكثر خطراً على الانتقاليّ، والذين سيزيدون من طعن الانتقالي وتقطّيع لحمه وتكسير عظامه، وبدعم الحليف الذي يفضل عائلة صالح عن أي خيار آخر بما في ذلك الانتقالي"، حد قوله.

 

 

ويرى أن وضع الانتقالي صعب جداً وهناك خذلان من دول التحالف، فالسعودية تدعم وتفضل قوى يمنية معادية للجنوب والإمارات تعمل بقوة لتعزيز مكانة العفافيش الأكثر خطراً عالجنوب كورقة قوية منافسة للسلطة مستقبلا.

 

وأكد الهنبلي أن الانتقالي مكتفي على نفسه يعتصر ألماً، ومشغول بالفساد الذي أغرق قيادته وقد يكون للتحالف دور كبير ومتعمد في إغراق قيادات الانتقاليّ بالفساد، وانشغاله ايضاً بمشاكل المناطقية التي عزز التحالف حصونها بصناعة تشكيلات عسكرية مناطقية وممارسة النفوذ لمنع الانتقالي من أي تعديلات أو هيكلة عسكرية.

 

وأفاد أن الانتقالي وضع نفسه نصع للجميع، ومن أراد تعلم السياسة او العسكرة أو اليمننة أو الارتزاق أو كسب أي مصلحة ما عليه إلا التنشين صوب النصع الثابت والجاهز.

 


التعليقات