بعد أحاديث عن وقوف أبو ظبي خلف إقالته
درءا للإتهامات نايف البكري يكتب من الإمارات
- خاص الجمعة, 18 سبتمبر, 2015 - 08:29 مساءً
درءا للإتهامات نايف البكري يكتب من الإمارات

[ نايف البكري في دولة الإمارات - من موقعه الشخصي على الفيس بوك ]


 
وجه نايف البكري، وزير الشباب والرياضة ومحافظ عدن السابق، رسالة شكر وعرفان لقيادة وشعب دولة الإمارات العربية الشقيقة على مشاركتها الفاعلة في تحرير اليمن، مشيدا بالمآثر البطولية للجيش الإماراتي في معركة تحرير عدن.

وأكد البكري أنه لمس لدى قيادة الإمارات جدية وإصرارا في مساعدة عدن وباقي المحافظات حتى تنهض. فيما عد ذلك بمثابة أول رد له على الاتهامات التي وجهها البعض لدولة الإمارات بالتسبب بإزاحته من قيادة محافظة عدن.

وقاد البكري مجاميع المقاومة الشعبية لتحرير المحافظة من مليشيات المخلوع صالح والحوثي الانقلابية، التي كانت فرضت سيطرتها على عدن والمحافظات المجاورة لها على مدى أربعة أشهر تقريبا. وكان حينها ما يزال وكيلا لمحافظة عدن قبل أن يتم لاحقا تكليفه من قبل الرئيس هادي بمنصب المحافظ، بالتزامن مع استلام دولة الإمارات العربية ملف تحرير عدن، التي تمكنت قواتها مع أفراد المقاومة الشعبية هناك من تحريرها مع أواخر يوليو ومطلع أغسطس الماضيين.

وأثار قرار أصدره الرئيس عبد ربه منصور هادي، الأسبوع الماضي، بتعيين نايف البكري وزيرا للشباب والرياضية، جدلا واسعا، حين أعتبره البعض بمثابة إزاحة له من منصبه السابق كمحافظ لمحافظة عدن، حيث لم يكن قد مضى على قرار تكليفه بهذا المنصب أكثر من شهرين. واتجهت حينها الأنظار صوب دولة الإمارات العربية باعتبارها من يتولى ملف إدارة المحافظة.

وحاليا يتواجد البكري في دولة الإمارات، وذلك في أول زيارة يقوم بها بعد تعيينه في منصبه الجديد وزيرا للشباب والرياضة. ومن هناك، كتب منشورا على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، حمل تاريخ اليوم الجمعة، وتضمن رسالتان، وجه الأولى لدولة الإمارات العربية الشقيقة، بينما خصص الأخرى لأبناء عدن ومن وصفهم بزملائه "شباب المقاومة" الشعبية بالمحافظة.

الرسالة التي عنونها بـ"من أعماق القلب..شكراً إمارات الخير"، لفت البكري في مقدمتها إلى الإنجازات العظيمة والنهضة الكبيرة التي شهدها خلال زيارته لدولة الإمارات العربية الشقيقة، مشيدا بقيادة الدولة والعلاقات التي تربطها بشعبها.   

وأضاف: "ومن على أرض هذا البلد المبارك يسعدني أن ابعث رسالتين". وخصص الرسالة الأولى، لتكون "رسالة شكر وعرفان لقيادة دولة الإمارات ولشعبها الكريم". وجاء فيها "وأبارك لهم كل الانجازات، مضافا إليها المآثر البطولية التي يجترحها اليوم جيش الإمارات وسيخلدها تاريخ الأمة في انصع صفحاته".

وفي السياق استعرض مشاعره خلال تلك الشراكة مع الجيش الإماراتي في تحرير عدن، موضحا: "عندما وصلت أول مجموعة صغيرة من الجنود الإماراتيين الى عدن شعرنا بالدفئ ولاحت لنا بشائر النصر، لأننا وجدنا شباب رائع بالإضافة للتأهيل العالي والاحترافية، فإنهم أيضا يتحلون بشجاعة وأخلاق عربية أصيلة، خطفوا بها قلوب شباب المقاومة وحدث الانسجام التام بيننا".

وأختتم رسالته الأولى تلك بتوجيه التحية "لكل أولئك الزملاء الأبطال الذين صنعوا معنا الانتصارات الكبيرة في عدن"، مستطردا في السياق ذاته بالقول "وتحية مني ومن كل أهالي عدن لأمهات الشهداء وذويهم جميعاً وستظل ذكراهم العطرة خالدة في ضمائرنا ما حيينا".

أما الرسالة الثانية، والتي خصصها لـ"أهلي أبناء عدن وزملائي شباب المقاومة"، وجاء فيها: "أعرف تماماً ما يختلج في صدوركم من مشاعر حب ووفاء لأشقائكم بالإمارات، وقد نقلتها نيابة عنكم جميعاً، وثقوا بأن تضحياتكم لن تذهب هدرا باذن الله، وأبشركم بان القادم أجمل وقد لمسنا من أشقائنا في الإمارات جدية وإصرار في مساعدة عدن وباقي المحافظات حتى تنهض وثقتنا كبيرة بهم لأنهم أهل تجارب ناجحة وانجازات ماثلة تستحق الإعجاب والثناء. فكونوا عونا لهم في معركة البناء كما كنتم عونا وفخرا في معركة دحر العصابات الحوثية من عدن .."

وأختتم محافظ عدن السابق، ووزير الشباب والرياضة الجديد، رسالته بوعد قطعه بمواصلة الوقوف مع أبناء محافظته من موقعه الجديد، مؤكدا لهم بالقول: "وثقوا كل الثقة بأن نايف البكري الذي وقف معكم في أحلك الظروف سيظل دائماً خادماً وفياً لكم وفي مقدمتكم أسر الشهداء والجرحى.. وسأبذل كل ما بوسعي ومن أي موقع لخدمتكم جميعاً وبالتعاون مع كل الشرفاء".


وكان مصدر حكومي ذكر لـ"عربي21" إن "هادي أبلغ البكري أن الإمارات طلبت منه استبعاده من منصبه عدة مرات".

 
وأكد المصدر أن الرئيس طرح على بكري القيام بزيارة أبو ظبي والتباحث مع المسؤولين فيها لإقناعهم بأنه شريك جيد للعمل داخل عدن، خاصة بعد انفراد الإمارات بملف المدينة الأمني والاستخباري والاقتصادي، ولكن الإماراتيين رفضوا ذلك الطرح.
 
 
وكشف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن "المسؤولين الإماراتيين طرحوا فكرة إقالة البكري على هادي أثناء زيارته لإمارة أبو ظبي الشهر الماضي، لكنه أوضح لهم أن البكري محل إجماع لمواطني عدن وكافة المكونات السياسية والاجتماعية والمقاومة، وأنه يحظى بقبول لدى قبائل الجنوب، خصوصا أنه ينتمي لقبيلة يافع المعروفة"، وأكد هادي للإمارات أن البكري لا يعبر عن حزب الإصلاح الممثل للإخوان المسلمين في اليمن، بل إنه يمثل عدن وأبناءها ومقاومتها من جميع الاتجاهات والأطياف.

 
وأضاف المصدر أن توضيحات هادي لم تقنع المسؤولين الإماراتيين، ولذلك فقد أعادوا الطلب من الرئيس اليمني إقالة البكري، على الرغم من أن الأخير أعلن استقالته في وقت سابق من حزب الإصلاح، ولكن المسؤولين في الإمارات أصروا على استقالته؛ لأن "غالبية فريقه تنتمي للإخوان".

 
وقال مصدر مطلع إن رئيس الوزراء خالد بحاح نفى للبكري خلال لقاء جمعهما أن تكون الإمارات تقف وراء قرار الإطاحة به، وأكد له أن أبو ظبي ليس لها موقف سلبي تجاهه.



التعليقات