احتفال السبعين.. رسالة الحوثيين السلالية تحت أعلام الجمهورية وأرض ملحمتها التاريخية (صور)
- صنعاء - خاص الخميس, 21 سبتمبر, 2017 - 07:00 مساءً
احتفال السبعين.. رسالة الحوثيين السلالية تحت أعلام الجمهورية وأرض ملحمتها التاريخية (صور)

[ ارتفعت صور قادة الجماعة المنتمين للبيت الحوثي ]

أتمت مليشيا الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء احتفالاتها اليوم الخميس بما تعتبره الذكرى الثالثة لثورتها والتي تصادف الـ21 من سبتمبر/أيلول، وهو تأريخ سقوط العاصمة صنعاء ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية بيد الجماعة الحوثية المتحالفة مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام في صنعاء.
 
ثلاثة أعوام مرت منذ ذلك التأريخ تغيرت فيها وجه الخارطة اليمنية ومعالمها، وتبدلت فيها أوضاع الناس والتحالفات السياسية، والوضع الدولي والإقليمي، واستأثرت فيها الجماعة الحوثية على السلطة والثروة ومؤسسات الحكم.
 
ويأتي الاحتفال في ظل حرب مفتوحة يشنها التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، وفي ظل جبهات عسكرية مفتوحة بين المليشيا الانقلابية والجيش الوطني في أكثر من جبهة داخلية باليمن.
 
ويعد هذا الاحتفال الأول من نوعه للجماعة الحوثية داخل ميدان السبعين، بعد أن ظلت تنظم فعالياتها في شوارع ومواقع أخرى في صنعاء، بينما نظمت فعاليتها هذا العام داخل ميدان السبعين القريب من دار الرئاسة ومسكن الرئيس المخلوع "صالح"، بعد أن كان الميدان مغلقا لحزب "صالح" ومكاناً لإطلالته المستمرة منذ اندلاع الثورة الشعبية في فبراير/شباط من العام 2011.
 
كانت آخر احتفالات "صالح" في ميدان السبعين في الـ24 من اغسطس/آب الماضي بمناسبة الذكرى الـ35 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام الذي ظل يترأسه "صالح" منذ ذلك التأريخ حتى اليوم.
 
ويبدو ان الجماعة الحوثية أرادت من احتفائها في السبعين توجيه رسالة سياسية وعسكرية لشريكها في الانقلاب "حزب المخلوع" بأنها الأقوى على الأرض، وأن ما كان مقدسا بالنسبة لصالح في السابق لم يعد كذلك الآن، وهذا الأمر يفسره غياب حزب صالح عن الفعالية، وعدم تطرق وسائل الإعلام التابعة للحزب لفعالية الحوثيين، وامتناعها عن نشر أخبار الفعالية رغم التعاون الإعلامي المعروف بين وسائل إعلام الطرفين منذ تحالفهم قبل نحو عامين.
 
ويرتبط ميدان السبعين في أذهان اليمنيين كأسطورة ملحمية جسدها الثوار الاوائل في الستينبات وهم ينتصرون لثورة الـ26 من سبتمبر، ويتغلبون على حصار القوات الإمامية التي حاصرت صنعاء سعيا منها لوأد الجمهورية، واستمر ذلك الحصار 70 يوما، ومن هنا جاءت تسمية المكان بهذا الاسم تخليدا لتلك التضحيات والملاحم البطولية.
 
في السبعين حضرت قيادات الجماعة الحوثية برأسيها ممثلة باللجنة الثورية العليا التي يرأسها محمد علي الحوثي، والتي ظلت مكان جدل بين الجماعة وحزب المخلوع، والمجلس السياسي الأعلى الذي يرأسه القيادي في الجماعة صالح الصماد، إضافة إلى رئيس ما يسمى بحكومة الإنقاذ، وشخصيات سياسية من الأحزاب التي تدور في فلك الجماعة.
 
تحولت الفعالية إلى فرصة لإرسال الرسائل للداخل والخارج من قبل قيادات الجماعة في الكلمات التي ألقيت أثناء الاحتفال.
 
استعرض الصماد مسيرة جماعته منذ انقلابها عن الحكم، وهاجم اليمنيين المعارضين لجماعته، إضافة للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، ودافع عن حق جماعته في إسقاط الجرعة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وهي المبررات التي رفعتها الجماعة قبيل إسقاطها للعاصمة صنعاء في مثل هذا اليوم من العام 2014.
 
الصماد الذي خاطب أتباعه المحتشدين بشعب الـ26 من سبتمبر والـ14 من أكتوبر والـ21 من سبتمبر أكد أن المجلس السياسي الذي يرأسه بالتعاون مع حكومتهم سيواصلون الإصلاحات الإدارية والاقتصادية ومعالجة الاختلالات في أجهزة الحكومة، وهي شعارات كما يقرأها سياسيون تتعارض تماما مع الحالة القائمة التي يعيشها الناس في المناطق التي تسيطر عليها المليشيا الانقلابية.
 
وفي حين هاجم الصماد سياسة الحكومة الشرعية ونظام الرئيس هادي والإجراءات التي تم اتخاذها كنقل البنك المركزي إلى عدن، أبدى استعداد جماعته للدخول في الحوار شريطة توقف ما يسميه العدوان.
 
أما رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي فقد قال في كلمة له بأن جماعته جمهورية، وهي رسالة أراد من خلالها الرد على من ينعتون جماعته بالإمامية والملكيين الجدد.
 
في الحفل ألقيت كلمات أخرى، منها كلمة لرئيس حكومة الانقلابيين عبدالعزيز بن حبتور، وكلمة للأحزاب المنضوية في إطار الجماعة الحوثية ألقاها مجاهد القهالي المحسوب على التيار اليساري.
 
في الصعيد الآخر بدا الحفل الذي نظمه الحوثيون فعالية سلالية بامتياز استعرضت فيه الجماعة قياداتها وشخصياتها ورموزها التاريخيين.
 
تظهر الصور التي التقطت في ميدان السبعين ارتفاع صور عائلة الحوثي ورئيس حزب الله اللبناني حسن نصر الله، وصور أخرى لرئيس حزب المؤتمر الشعبي العام المخلوع صالح.
 
أطفال يحملون شعارات الحوثي الطائفية، ولا يعلمون ماضي بلدهم التاريخي، ومستقبلهم الذي لغمته الجماعة بأفكارها السلالية ونزعتها الطائفية، وخيانتها للجمهورية، رغم أعلام الجمهورية التي ارتفعت داخل ساحة السبعين.
 
تعد الرسالة الأقوى التي أرادت الجماعة إرسالها للخارج بأنها اليوم الأقوى وجودا وحضورا وسيطرة. أما رسالتها للداخل فقد تمثلت باستئثارها على المشهد العام داخليا، ومضيها المنفرد باتجاه أهدافها، لكن ذلك لم يوارِ تطلعها نحو الحكم السلالي تحت ظلال الجمهورية، فالجماعة التي احتفت بذكرى ثورتها، جعلت من هذا الحفل أيضا احتفالا بعيد الثورة اليمنية الـ55 الذي يحل الثلاثاء المقبل، لتدفع عن نفسها أصابع الاتهام بإلغاء الثورة السبتمبرية.


- صور :

احتفال السبعين.. رسالة الحوثيين السلالية تحت أعلام الجمهورية وأرض ملحمتها التاريخية (صور)
احتفال السبعين.. رسالة الحوثيين السلالية تحت أعلام الجمهورية وأرض ملحمتها التاريخية (صور)
احتفال السبعين.. رسالة الحوثيين السلالية تحت أعلام الجمهورية وأرض ملحمتها التاريخية (صور)
احتفال السبعين.. رسالة الحوثيين السلالية تحت أعلام الجمهورية وأرض ملحمتها التاريخية (صور)
احتفال السبعين.. رسالة الحوثيين السلالية تحت أعلام الجمهورية وأرض ملحمتها التاريخية (صور)
احتفال السبعين.. رسالة الحوثيين السلالية تحت أعلام الجمهورية وأرض ملحمتها التاريخية (صور)
احتفال السبعين.. رسالة الحوثيين السلالية تحت أعلام الجمهورية وأرض ملحمتها التاريخية (صور)
احتفال السبعين.. رسالة الحوثيين السلالية تحت أعلام الجمهورية وأرض ملحمتها التاريخية (صور)
احتفال السبعين.. رسالة الحوثيين السلالية تحت أعلام الجمهورية وأرض ملحمتها التاريخية (صور)
احتفال السبعين.. رسالة الحوثيين السلالية تحت أعلام الجمهورية وأرض ملحمتها التاريخية (صور)
احتفال السبعين.. رسالة الحوثيين السلالية تحت أعلام الجمهورية وأرض ملحمتها التاريخية (صور)
احتفال السبعين.. رسالة الحوثيين السلالية تحت أعلام الجمهورية وأرض ملحمتها التاريخية (صور)
احتفال السبعين.. رسالة الحوثيين السلالية تحت أعلام الجمهورية وأرض ملحمتها التاريخية (صور)

التعليقات