إلى أين تمضي "أبو ظبي" في تشكيل قوات الحزام الأمني بتعز اليمنية؟ (تقرير)
- خاص الإثنين, 30 أكتوبر, 2017 - 09:04 مساءً
إلى أين تمضي

[ نحو 3 آلاف جندي تلقوا تدريبات في الخارج كنواة أولى للحزام الأمني في تعز - أرشيفية ]

تعتزم الإمارات العربية المتحدة تشكيل ما يُسمى بـ"قوات الحزام الأمني" في تعز، على غرار ما حدث في العاصمة المؤقتة عدن وبعض المناطق المحررة.
 
وكشفت مصادر عسكرية أن "قوة عسكرية مكوّنة من ثلاثة آلاف جندي تلقّت تدريبها في معسكرات تابعة للقوات الإماراتية الموجودة في دولة إريتريا، باتت جاهزة لتوزيعها في وحدات أمنية ستشكل الحزام الأمني لمحافظة تعز".
 
وأضافت أن "الإمارات تواجه صعوبات في البدء بمرحلة التنفيذ المتمثلة بانتشار تلك القوات في محافظة تعز، التي سيقاومها أبناؤها".
 
وفي وقت سابق تحدث كذلك البرلماني الإصلاحي شوقي القاضي، في منشور على صفحته في فيسبوك، أنه تم استدعاء محافظ محافظة تعز علي المعمري قبل أشهر إلى مركز قيادة تابعة لأحد مكونات التحالف السعودي، وطلب منه أن يوافق ويدعم تأسيس "حزام أمني" في محافظة تعز.
 
وذكر أن تأسيس الحزام الأمني بتعز سيكون بمقابل تقديم الدعم للمعمري في كثير من القضايا، لكنه رفض وطالب بتعزيز وجود الأجهزة الأمنية والعسكرية والمدنية الرسمية في تعز، والجدية في رفع حصارها وتحريرها.
 
وقبل الحديث عن تشكيل حزام أمني بتعز، كان ملاحظا أن وتيرة الاغتيالات زادت حدة لتطال الكثير من منتسبي الجيش الوطني تحديدا، وهو ما يُدلل -بحسب مراقبين- إلى وقوف أطراف معينة تسعى لإثارة الفوضى في توقيت معين من أجل فرض أجندتها.
 
فرض واقع جديد
 
وفي تصريحات سابقة للمحلل السياسي ياسين التميمي حول الاشتباكات التي حدثت بين مسلحين تابعين لغزوان المخلافي وأفراد من كتائب أبو العباس بتعز، والتي تزامنت مع معارك عنيفة في بعض المناطق الساحلية، وتقدم الجيش في عدد من الجبهات، قال إن ما يحدث في تعز هو معركة مؤجلة، وهدفها تقويض مكاسب المقاومة، وفرض واقع جديد، يشبه الذي حدث في عدن، وخلق مدينة بلا روح وحياة وبلا ملامح، وأحزمة امنية تطوق حياة الناس وتخنقها.
 
وأردف لـ"الموقع بوست" أن كتائب أبو العباس بدأت مهمتها اليوم وتهدف إلى إعطاء انطباع بأن تعز باتت في عهدة الفوضى والفصائل المتطرفة.
 
التفاف على الشرعية
 
ويعتقد الصحفي وفيق صالح أن الحديث عن تشكيل حزام أمني في تعز يعد التفافاً على المؤسسات الرسمية القائمة في المحافظة، والتي هي امتداد للسلطة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي.
 
واعتبر في حديثه لـ"الموقع بوست" أن تشكيل حزام أمني في تعز مع وجود قوات أمنية جاهزة، هو نوع من تفريخ تشكيلات عسكرية خارج إطار الشرعية.
 
وأضاف "إذا كان التحالف العربي جاداً في ترسيخ الأمن في المحافظات المحررة، فلا داعي لتشكيل قوات أمنية خارج إطار الشرعية، تتلقي رواتبها ودعمها مباشرة من أطراف خارجية".
 
ورأى أن تشكيل حزام أمنى في تعز لن يكون سوى أداة تابعة وسوط بيد من الدولة الممولة والداعمة وهي الإمارات العربية المتحدة، هذا السوط سيتحرك ضد كل من يعارض الأجندات المشبوهة لأبوظبي وأطماعها في موانئ وثروات البلاد.
 
وأكد أن الحزام الأمني يراد منه إخضاع تعز بالكامل للإمارات، والقضاء على كافة الأحزاب والقوى السياسية الموجودة في المحافظة، لأن حكام أبو ظبي لا يروق لهم وجود تعددية سياسية وديمقراطية في اليمن والمنطقة بشكل عام.
 
توافق خارجي ومخاوف داخلية
 
يبدو أن هناك توافق سعودي إماراتي على تشكيل حزام أمني في تعز، بعد محاولات أبو ظبي السابقة لإقناع الرياض بذلك.
 
لكن هناك مخاوف كبيرة من قِبل أبناء تعز من تشكيل قوات الحزام الأمني، خاصة بعد أن عانت العاصمة المؤقتة من تبعات كثيرة، حين باشرت تلك القوات مهاما عقب تحرير عدن في يوليو/تموز 2015.
 
قوضت تلك القوات -التي تم تمويلها إماراتيا وتدين بالولاء لها- جهود الشرعية في تطبيع الحياة في عدن، ولم تتمكن الحكومة اليمنية من الاضطلاع بمهامها برغم اتخاذها للعاصمة المؤقتة مقرا لها.
 
إذ أعاقت كذلك عودة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى عدن، ورفضت تلك القوات أيضا تسليم عدد من مؤسسات الدولة، فيما لم تُسلم مبنى المحافظة للمحافظ الجديد الذي تم تعييه مؤخرا (عبدالعزيز المفلحي).
 
إضافة إلى ذلك، فقد قامت تلك القوات بتغذية النزعة المناطقية، بعد منعها لأبناء المحافظات الشمالية من دخول محافظات الجنوب وتحديدا عدن، إضافة إلى إنشاء عدد من السجون التي كشفت عنها تقارير حقوقية عديدة، فضلا عن تنفيذ كثير من حملات الاعتقال والاغتيالات خاصة للتيار السني الذي لا يدين بالولاء لأبوظبي.
 
احتياجات أخرى
 
ويرى الناشط محمد التويجي أن تعز ليست بحاجة لحزام أمني، لوجود الجيش الذي له ثقله ومتواجد على الأرض وبقوة، وله مربعات أمنية وكل قطاع يتبع ألوية الجيش، ويعمل بشكل متكامل.
 
وأكد لـ"الموقع بوست" أن الحزام الأمني لا تحتاجه تعز وسيضرها، إذا كان خارج عن إطار الدولة، وفرضه سيؤدي إلى تخلخل الجبهات والأمن الداخلي، لأنه سيكون تابع لجهة معينة.
 
واستطرد التويجي "إذا كان من المفترض أن يكون هناك حزام أمني، فيجب أن يكون تابعا للدولة والجيش والمحافظة، وقيادة المحور والسلطة المحلية، أما إن كان سيتم تشكيله من فصيل معين فمعنى ذلك تكرار سيناريو عدن".
 
ولفت إلى أن أبناء تعز لن يقبلوا ممارسات الحزام الأمني كما حدث في عدن، كتقييد الحريات، واعتقال قيادات الأحزاب والمعارضين.
 
تأييد
 
على نطاق ضيق كان ملاحظا أن الكثير من المنتمين للتنظيم الناصري يؤيدون تشكيل الحزام الأمني في تعز.
 
ويبدو أن تأييدهم لتلك الخطوة، نتيجة لأن قائد كتائب أبوالعباس -المتوقع أن يتولى مهام الحزام الأمني- يحظى بدعم منهم، نكاية بحزب التجمع اليمني للإصلاح.
 
وفي منشور للصحافي الذي ينتمي للتنظيم الناصري فهد العميري، ناشد أبو العباس بتشكيل حزام أمني بتعز لحفظ أمن واستقرار المحافظة، طالما والأجهزة الأمنية مخترقة من قبل الإخوان، على حد تعبيره.
 
كان ذلك تعليقا على الأنباء المتداولة -التي لم يتسنّ لـ"الموقع بوست" من التأكد منها- حول ما وُصف بـ"تهريب" غزوان المخلافي من السجن.
 
الجدير بالذكر أن قائد كتائب أبو العباس (عادل عبده فارع) الذي تم إدراجه مؤخرا في قائمه الإرهاب، صرح في وقت سابق أنهم يتبعون اللواء 35 الذي يقوده العميد عدنان الحمادي، لكن ذلك لم يتم على أرض الواقع.


التعليقات