[ الائتلاف الجنوبي الجديد يدعم الدولة الاتحادية ]
أعلن خلال اليومين الماضيين عن اتفاق لتأسيس مكون سياسي جنوبي جديد أطلق عليه الائتلاف الوطني الجنوبي.
وقال بيان الاتفاق إن الاشهار أتى بعد مشاورات مكثفة بين قوى الحراك الجنوبي، والمقاومة الجنوبية، والأحزاب السياسية، والشباب والمرأة، بهدف إيجاد إطار قيادي وطني جنوبي واسع الطيف يهدف لتعزيز الاصطفاف الوطني الداعم للشرعية، ومشروع الدولة الاتحادية، ويحمل على عاتقه حمل القضية الجنوبية.
أهداف الائتلاف
ووفقا لبيان الاتفاق المعلن فقد حدد الائتلاف الوطني الجنوبي أهدافه ولخصها بدعم الشرعية بقيادة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، وتأييد التحالف العربي الداعم لها، والالتزام بالمرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، والقرارات الدولية ذات الصلة)، والعمل من أجل تحقيق مشروع الدولة الاتحادية، وفقا لمخرجات الحوار الوطني الشامل، والتمسك بما يخص الجنوب وقضيته الوطنية وفقاً لمخرجات الحوار الوطني، والقرارات الدولية ذات الصلة.
ومن خلال قائمة المكونات والأسماء المعلن عنها، فقد تضمن المكون الجديد مشاركة أحزاب سياسية ذات ثقل شعبي كحزب الإصلاح والمؤتمر وحزب الرشاد وحركة النهضة، إضافة إلى قيادات ذات ثقل كبير في المقاومة والحراك الجنوبي، كان أهمها محمد علي أحمد رئيس تجمع شعب الجنوب، وعبدالقوي رشاد رئيس مجلس تنسيق قوى الثورة الجنوبية، وأحمد العيسي وناصر النوبة وعلي هيثم الغريب، وطماح ونايف البكري، وثابت حواس، وأديب العيسي واخرين.
توقيت الإعلان
ويرى المحلل السياسي الجنوبي عبدالرقيب الهدياني، أن توقيت إعلان المكون يأتي في سياق الجهود الأممية من قبل المبعوث الأممي لليمن لإحياء مباحثات السلام، وإيجاد صيغة للحل من الأزمة التي تطحن البلاد.
ووفقا للهدياني فإن ما يجري اليوم هو تحضير وتجسيد وتحرك هذه القوى المجتمعية، لكي تطرح آراءها ولا تترك الساحة لتيار معين ويفكر معين.
وأشار إلى أنه إذا كان للمجلس الانتقالي رؤية في المحافظات الجنوبية، فهناك مكونات أخرى لها رؤيتها للحل.
وخلافا لذلك فقد شكك السياسي الجنوبي أحمد عمر بن فريد في الإئتلاف المعلن، وقال إن تشكيله فقط للمناكفات مع المكونات الجنوبية الأخرى كالمجلس الانتقالي الجنوبي والحراك الجنوبي، وليس للعمل من أجل الجنوب وقضيته، معتبرا توقيت الإعلان يدل على المناكفة.
ردود الفعل
وأثار إعلان المكون غضب عددا من قيادات وناشطي المجلس الانتقالي الجنوبي، وهاجم عدد من القيادات والناشطين المكون الجديد.
ورحب السياسي الجنوبي والقيادي في المجلس الانتقالي أحمد عوض بن فريد ” بالمكون الجديد، وقال "نرحب بأي قوة سياسية جنوبية جديدة ونستبشر بها إذا أتت لتلبي طموحات شعب الجنوب في الاستقلال، أما إذا اتت لأغراض أخرى فالشعب كفيل بها وتحويلها إلى سراب".
تعدد
من جانبه قال الكاتب والصحفي الجنوبي ورئيس تحرير يومية عدن الغد فتحي بن لزرق تعليقا على بيان اتفاق تأسيس الائتلاف الوطني الجنوبي "لا يحق لأي طرف أن يعارض تشكيل أي كيان سياسي جنوبي جديد أيا كان شكله وتوجهه".
وأضاف بن لزرق "من حق أي طرف جنوبي تشكيل الكيان السياسي الذي يرى أنه يعبر عن رؤيته وتوجهه السياسي".
وتابع "من حق الوحدويين الجنوبيين تشكيل كيان سياسي يدعو للوحدة، ومن حق الجنوبيين المطالبين باستقلال الجنوب تشكيل كيان سياسي يدعو "للانفصال"، ومن حق الفيدراليين وأصحاب الأقاليم تشكيل ما يريدون من كيانات".
كيان مؤثر
من جانبه قال المحلل السياسي الجنوبي عبدالرقيب الهدياني،إن الساحة الجنوبية لا يمثلها لون واحد، ولا فكر واحد، ولا رؤية واحدة.
وأضاف الهدياني في حديث لـ"الموقع بوست"، "هناك تعدد وتباين في الرؤى، ظهر خلال فترة ما المجلس الانتقالي وأراد أن يستحوذ على المشهد، في المحافظات الجنوبية، وحصل على دعم كبير من قبل الأشقاء في الإمارات وفي نفس الوقت ظهرت هناك أصوات كثيرة من مختلف المحافظات لتؤكد أن الجنوب مساحة أكبر وهناك من يعارض ما يطرحه المجلس".
ميزات الائتلاف
وأوضح الهدياني أن إشهار اتفاق تأسيس الائتلاف الوطني الجنوبي كمكون جديد، ميزته أنه يحمل أطيافا كثيرة من المكونات المجتمعية السياسية والشعبية في المحافظات الجنوبية.
وتوقع الهدياني أن يكون لهذا المكون الجنوبي الجديد، زخما كبيرا وسيقدم نموذجا جديدا خصوصا وأن المجلس الانتقالي تورط في الأشهر الماضية في صراعات وحروب وقدم نفسه كمليشيا ومرة كسياسي ومرة يعمل لأجندات خارجية.
من جهته قال وضاح اليمن الحريري إن "النقلة السياسية المتوقعة جنوبا بتشكيل الائتلاف الوطني الجنوبي خطوة ناجحة للشرعية".
ولفت الحريري إلى أنها ستبين التفاوت القائم تجاه حل القضية، باعتبار أن هناك مجموعات وقيادات جنوبية متعددة، كما قال جريفيث تحث خطاها نحو استمرار الصراع السياسي على السلطة جنوبا في معركة بينية لم يتضح بعد دور الانقلابيين فيها.