من المستفيد من ورقة "داعش" في اليمن؟ (تقرير)
- خاص الجمعة, 11 يناير, 2019 - 08:09 مساءً
من المستفيد من ورقة

[ صورة لفيديو يظهر إعدام داعش لأربعة مواطنين في البيضاء ]

عاود ما يمسى بتنظيم "داعش" الظهور في اليمن، بعد أن تحدثت بعض مراكز الدراسات الدولية عن تراجع نشاطه في اليمن بشكل ملحوظ.

 

ونشر ذلك التنظيم مقطع فيديو لإعدامهم في البيضاء، أربعة من الشباب كانوا في طريقهم للالتحاق بصفوف الجيش اليمني.

 

حرص التنظيم على تصوير الفيديو بطريقة دعائية واستعراضية، كما هو معروف عنهم منذ ظهورهم في المنطقة العربية، وبرروا تلك العملية بأنها نتيجة لارتدادهم عن الإسلام وكونهم مجوس وروافض.

 

وبرغم الجدل الذي أثاره ذلك الفيديو والاستنكار الواسع لتلك الجريمة، إلا أنه تبين أن ذلك الفيديو يوجد على الإنترنت منذ تاريخ 11 سبتمبر/أيلول 2018، وهو ما وضع علامة استفهام حول المستفيد من تلك العملية الإرهابية في هذا التوقيت، خاصة أنها تزامنت مع وجود بعض الضغوطات من أجل التوصل لحل سياسي في البلاد.

 

وتبنى ما يسمى بـ"داعش" عدة عمليات إرهابية في اليمن، بينها حالات إعدام لشباب قبل نحو عام، وأخرى بالعاصمة المؤقتة عدن بعد تحريرها وغيرها.

 

واستغل المتطرفون الانفلات الأمني نتيجة انقلاب الدولة خاصة بعد فتح الحوثيين السجون لهم، ومارسوا بعض الأنشطة التخريبية، لكن الحكومة نفذت عدة حملات أمنية في محاولة لإيقاف ذلك.

 

ورقة بيد الحوثيين

 

أدى تضاؤل نشاط التنظيم خلال الفترة الماضية، وبروزه الآن العديد من الأسئلة حول دوافع ذلك والمستفيد، وفي هذا الإطار يشير المحلل السياسي فؤاد مسعد إلى أول ظهور للتنظيم في اليمن والذي كان بعد يوم واحد من إعلان جماعة الحوثي الحرب الشاملة على محافظة تعز في مارس/آذار 2015.

 

وقال لـ"الموقع بوست" اتخذ الحوثيون وصالح آنذاك من تبني ما يعرف بـ"داعش" حينها لتفجير مسجدين بصنعاء، مبررا لمهاجمة المحافظات التي كانت خارج سيطرة الانقلاب الحوثي وفي مقدمتها تعز.

 

ومن هنا ظل ظهور داعش بين وقت وآخر داعما لموقف الحوثي، لأنه يقدمه كطرف بديل للإرهاب وهو أمر مكشوف، حسب مسعد.

 

ورأى أن العملية الأخيرة تلك جاءت بعد سلسلة ضغوط ضد جماعة الحوثية تتعلق بتنفيذ اتفاق استوكهولم المتعلق بمدينة وميناء الحديدة، وكذلك بعد سلسلة انتصارات حققها الجيش الوطني في عدة محافظات من بينها محافظة البيضاء، ما يعني أن ظهور داعش سيشكل دعما معنويا للانقلابيين، رغم أن العملية استهدفت القوات الحكومية بصورة مباشرة، ولا تخلو دلالتها في كونها رسالة داخلية مفادها أن داعش وأخواتها من التشكيلات المسلحة هم الأقوى.

 

ولفت إلى أن تنفيذ المتطرفين عمليات إرهابية في بعض المناطق يضعف وجود الدولة فيها، وهو ما بات أمرا شبه مألوف منذ عدة سنوات، خاصة البيضاء التي برز فيها أنصار القاعدة مستغلين الظروف الطبيعية الجبلية لبعض أجزاء المحافظة، بالإضافة إلى ظروف سياسية واجتماعية أسهمت في خدمة القاعدة لتقوية وجودها وتعزيز حضورها منذ نحو عشرة أعوام، متسائلا عن سبب ظهور "داعش" في منطقة لتنظيم القاعدة فيها نفوذا أكبر.

 

ذراع استخباراتية

 

من جانبه يعتقد الكاتب الصحفي فهد سلطان أن التنظيمات العنيفة في اليمن بينها ما يعرف بـ"داعش" تحركها المخابرات المحلية والدولية ولو بطريقة غير مباشرة.

 

وأشار إلى إخضاع المخابرات الدولية لمناطق سنية عبر تنظيم ما يعرف بـ"داعش" كما حدث في العراق, ودعمهم بالسلاح والمال.

 

يهدفون من خلال ذلك –وفق سلطان- إلى كسر المكونات السنية التي كانت كالعمود الفقري للربيع العربي، والمعطل لمشروع قيام شرق أوسط جديد الذي يهدد المصالح الدولية غير المشروعة.

 

مهمة صعبة

 

واجه ما يعرف بـ"داعش" في فترة ظهوره في اليمن مشكلات كثيرة، نتيجة للصراع الذي حدث بينه والقاعدة، التي ترفضه، ولم يجد بيئة مناسبة للنمو في بلادنا.

 

وحتى اليوم لا يعرف قيادة محددة لهذا التنظيم في اليمن، ولا يوجد خارطة توضح أماكن تواجده، وينشط في فترات محددة، وهو ما يكشف عن قيام أطراف مختلفة باستخدامه.

 

هذا وأضافت وزارة الخزانة الأمريكية منتصف العام 2016 تنظيم داعش في اليمن إلى اللائحة السوداء للتنظيمات الإرهابية. وتشن واشنطن ضربات جوية مختلفة من وقت لآخر تستهدف قيادات وعناصر متطرفة، بعد أن تعرض برجي التجارة العالمي بأمريكا عام 2001 لهجمات إرهابية.


التعليقات