ثورة فبراير في عامها الثامن.. ذكرى تعيد فرز الخصوم وأسباب الانطلاق (رصد)
- طلال الشبيبي الأحد, 10 فبراير, 2019 - 10:59 مساءً
ثورة فبراير في عامها الثامن.. ذكرى تعيد فرز الخصوم وأسباب الانطلاق (رصد)

[ ثورة فبراير في ذكراها الثامنة - صنعاء ]

حلت الذكرى الثامنة لثورة 11 فبراير الشبابية في ظل أجواء مضطربة يعيشها اليمن واليمنيون، وسط انقسام البلد بين جماعة الحوثي التي نفذت انقلابها نهاية العام 2014م بالتحالف مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وبين نفوذ التحكم والسيطرة التي يمارسها التحالف العربي منذ العام 2015م في المناطق الخاضعة لسيطرته.

 

وأحدثت الثورة في ذكراها جدلا واسعا بين المؤيدين لها والمعارضين، وهو جدل يتجدد كل عام، ويعكس التأثير الذي أحدثته الثورة، والتحول الكامل الذي أنجزته في المشهد اليمني بمختلف الأصعدة والمستويات.

 

وأحيت مدن يمنية ذكرى الثورة، وكان أبرزها الاحتفالات التي شهدتها محافظات مأرب وتعز بتنظيم من شباب الثورة ومكونات ثورية، إضافة للعديد من الفعاليات التي أحياها يمنيون في أكثر من دولة حول العالم.

 

وعلى الصعيد الرسمي بدا الاحتفال بهذه الذكرى خافتا، ولم يصدر عن الحكومة اليمنية الشرعية ورئاسة الجمهورية أي موقف قياسا بالأعوام الماضية، باستثناء تصريح لوزير الدولة لشؤون مخرجات الحوار الوطني ياسر الرعيني نشرته وكالة سبأ الحكومية، وهو ما يلقي بظلاله على حالة التبعية المهيمنة على الحكومة من قبل التحالف العربي وفقا لمغردين يمنيين.

 

أما على المستوى السياسي فكان حزب التجمع اليمني للإصلاح الحزب الوحيد الذي أصدر بيانا بهذه المناسبة، داعيا فيه للاصطفاف والمصالحة الوطنية ضد ما وصفه بالمشروع الإمامي، في إشارة لجماعة الحوثي.

 

جماعة الحوثي هي الأخرى لم تتطرق لهذه المناسبة، ولم يصدر عنها أي موقف، وتجاهلت الذكرى الثامنة للثورة بشكل تام.

 

وكانت أبرز الكلمات التي صدرت في ذكرى الثورة هي الكلمة التي ألقتها الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، والتي جددت فيها التأكيد على النضال الوطني ضد المشاريع التي تستهدف اليمنيين، وأبرزها الانقلاب الحوثي، والتدخل الأجنبي ممثلا بالتحالف العربي، والذي وصفته بالاحتلال.

 

وتحولت ذكرى الثورة إلى عملية فرز واضحة لخصوم الثورة في الأمس واليوم، وأبانت بأن الأسباب التي وقفت وراء انطلاقها لا تزال قائمة، خصوصا فيما يتعلق بموقف كثير من الأطراف المحلية تجاه الثورة، وكذلك موقف دول الإقليم التي تسببت في وأد الثورة منذ اليوم الأول لها عبر ما يسمى بالمبادرة الخليجية.

 

وتفاعل يمنيون مع هذه الذكرى على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، وتراوحت المواقف بين التأكيد على عظمة ثورة فبراير، وبين الدفاع عنها، وكذلك التطرق للتحولات التي حققتها في اليمن منذ انطلاقها.

 

وفي السياق قال الكاتب الصحفي سعيد ثابت إن "رئاسة الجمهورية والحكومة اليمنية وهيئة الأركان العسكرية والسلطات المحلية في مأرب وتعز وبقية المحافظات المحررة لن تحتفل رسميا هذا العام بالذكرى الثامنة للثورة الشبابية التي أوصلتهم إلى مواقعهم".

 

وأضاف: "ما تشهده تعز وبعض المحافظات من احتفالات وفعاليات هي جهود شبابية لبعض المكونات الثورية"، مشيرا إلى أن أسباب المقاطعة الرسمية تعود حسب مصادر إلى ضغوط من التحالف للتطبيع مع قوى الثورة المضادة في المرحلة القادمة.

 

 

رئاسة الجمهورية والحكومة اليمنية وهيئة الأركان العسكرية والسلطات المحلية في مأرب وتعز وبقية المحافظات المحررة لن تحتفل...

Posted by Saeed Thabit Saeed on Sunday, February 10, 2019

 

من جانبه قال الصحفي وديع عطا "كان شباب ثورة فبراير قادرين على حسم معركتهم سلمياً ليشرعوا بعد ذلك في تولي زمام التغيير عمليا كشريك أساسي ورئيسي يقود كل المكونات السياسية، إلا أن المبادرة الخليجية جاءت لتقمع خط سيرهم الثوري؛ وبتوقيعها عشية 21 نوفمبر 2011 دخلت مسيرة التغيير الثوري نفق التمييع الممنهج".

 

وأضاف: "روح فبراير لا تزال حية في نفوس شبابها وجذوتها ما تزال مشتعلة وأثق أن ثوارها قادرون على استعادة زمام التأثير رغم كل المؤامرات"، متابعا "تفحصوا في جبهات المقاومة وصفوف الجيش الوطني ستجدون أبناء فبراير الأصدق والأنقى هم الأكثر تضحية لأجل اليمن الوطن والثورة".

 

 

كان شباب ثورة فبراير قادرين على حسم معركتهم سلمياً ليشرعوا بعد ذلك في تولي زمام التغيير عمليا كشريك أساسي ورئيسي يقود كل...

Posted by ‎وديع عطا‎ on Sunday, February 10, 2019

 

من جهته قال الصحفي صدام الكمالي "في الذكرى الثامنة لثورة 11فبراير، اليمن بأمس الحاجة لحركة تصحيحية تتجاوز كل هذا الغثاء وهذه الفوضى التي خلقها الحوثيون وهادي وصولا إلى السعودية والإمارات".

 

وأضاف: "ألا يوجد مكون سياسي قادر على حمل الهم اليمني بكل إشكالياته الداخلية والخارجية وإخراج البلاد من هذا النفق؟ أين دور الشباب؟".

 

 

واستغرب الكمالي من الصمت الرسمي المريب في ليلة ثورة 11فبراير الشبابية، وقال "عادة سنويا هناك خطاب لهادي وإعلان من الخدمة المدنية عن إجازة رسمية يوم غد ومن المفترض إيقاد شعلة الثورة في مأرب وتعز رسميا مساء اليوم، لكن حتى هذه اللحظة لا وجود لكل هذا في ظل حديث عن تعميم سعودي للشرعية بوقف مظاهر الاحتفال بثورة فبراير".

 

 

الباحث والمفكر عصام القيسي قال "كانت ثورة فبراير حدثا سياسيا في ظاهرها فقط، أما على مستوى الجوهر فهي حدث أخلاقي بامتياز".

 

وأضاف: "في قضايا السياسة البحتة يمكننا أن نعذر بعضنا بعضا إذا اختلفنا، لأن السياسة مجال لاختلاف وجهات النظر في تقدير المصالح والمفاسد. أما مجال الأخلاق فهو مجال المفاصلة بين الخير والشر، الذي لا يقبل لغة السوق ولا "لواكة" عيال السوق".

 

وتابع: "الذين خرجوا في ثورة فبراير ثم ندموا على ما فعلوا، هم أولئك الذين نظروا إلى الحدث من زاوية المال والأعمال، أو تحت نداء المعدة، ومن الطبيعي أن يتراجع هؤلاء عن موقفهم الآن بعد أن اكتشفوا أن الثورة لم تفتح لهم أبواب الجنة التي انتظروها".

 

وأردف القيسي قائلا: "أما أولئك الذين نظروا إلى الثورة بوصفها حدثاً أخلاقيا في المقام الأول فلم ولن يندموا على اشتراكهم فيها. لأن الحقوق والحريات التي خرجوا من أجلها أغلى عندهم من متع الدنيا كلها".

 

 

كانت ثورة فبراير حدثا سياسيا في ظاهرها فقط، أما على مستوى الجوهر فهي حدث أخلاقي بامتياز. وفي قضايا السياسة البحتة يمكننا...

Posted by ‎عصام القيسي‎ on Wednesday, February 6, 2019

 

بدوره الباحث والأكاديمي اليمني معن دماج انتقد النقاش في وسائل التواصل الاجتماعي حول ثورة فبراير المجيد.

 

وقال دماج "مستوى النقاش حول ثورة 11 فبراير في غاية التعاسة والسطحية والانحطاط والخفة وهذا هو الأمر الطبيعي عندما يكون طرفه المؤتمريون الصالحيون (جناح صالح) الذين لو أمعنوا قليلا في رؤية المسؤولين الحوثيين من أبعد قرية إلى أعلى موقع لشاهدوا أن أكثر من ثلاثيهم هم من رفاقهم المؤتمريين"، وفق تعبيره.

 

 

مستوى النقاش حول ثورة 11فبراير في غاية التعاسة والسطحية والانحطاط والخفة ..وهذا هو الأمر الطبيعي عندما يكون طرفه...

Posted by ‎معن دماج‎ on Monday, February 4, 2019

 

كذلك رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح علي الجرادي قال إن "ثورة فبراير حركة مجتمع ضمن خيارات البحث عن المواطنة ودولة القانون، رعتها المبادرة الخليجية التي توجت بمخرجات الحوار الوطني وباركتها القوى السياسية والوطنية وتفرد الحوثي بالانقلاب عليها".

 

وأضاف الجرادي "ليست مناسبة للفرز أو توجيه العتب داخل صف المؤمنين بالجمهورية والمواطنة المتساوية".

 

 

وهو ما اعتبره عضو مؤتمر الحوار الوطني عادل عمر أن ثورة فبراير مطلب حق لكل الحالمين بالدولة المدنية دولة العدالة والمساواة.

 

وقال عمر: "إلى كل أحرار فبراير 2011 الأنقياء المتمسكين بأهداف الثورة وقيمها ومبادئها، إلى كل حر ثائر لا يرتجي غير تحقيق الحياة الكريمة التي يستحقها أبناء الشعب اليمني، إلى عشاق الدولة المدنية دولة العدالة والمساواة دولة النظام والقانون، ثقوا أيها الأحرار أن تضحياتكم ودماء شهداء الثورة ستؤتي ثمارها مهما وضعت أمامها من عراقيل ومهما حاولت القوى المناهضة لها عالميا وإقليميا ومحليا أن تحول دون ذلك، فلن تنتصر طالما تمسكتم بأهداف الثورة واستمريتم في النضال من أجل تحقيقها".


 

 

الى كل احرار فبراير 2011 الانقياء المتمسكين باهداف الثورة وقيمها ومبادئها الى كل حر ثائر لا يرتجي غير تحقيق الحياة...

Posted by ‎عادل عمر‎ on Sunday, February 10, 2019

 

أما الكاتب الصحفي أحمد عثمان، فغرد قائلا: "ثورة 11 فبراير ثورة كل مواطن ينشد دولة بقواعد حضارية  وهي لن تكون إلا كذلك وليس لها إلا طريقا واحدا نحو الأمام، وليس باستطاعة أي قوة أن تحرف المسار مهما توهمت، فسنن التاريخ حاكمة وفوقها إرادة الله التي لا تقهر".

 

وقال عثمان: "كانت ثورة 11 فبراير حدثا تاريخيا أنجزت الكثير في مجتمع (رعية) يقع في العالم الثالث يؤمن بقوة الحاكم والغلبة ويستصغر قوة المجتمع"، مضيفا: "ثورة فبراير ليست لحزب أو جهة أو منطقة، إنها حلقة نادرة من حلقات القوة الشعبية ومرحلة متقدمة من مراحل التحولات الجماهيرية ويجب أن تستمر بهذا الروح وهذا الفداء وكل الحب والتجرد".

 

 

وغرد الإعلامي سمير النمري قائلا: "ثورة فبراير صنعت مؤتمر الحوار الوطني وحددت مسار المستقبل، وأعطت عفاش وعائلته حصانة من العقاب والحساب، وأوصلت الجنوبيين للسلطة، وحاولت معالجة قضية صعدة".

 

وأضاف: "رفض عفاش والحرس الجمهوري وحزب المؤتمر ذلك وبدؤوا بالثورة المضادة أثناء حكومة باسندوة من خلال تخريب أنبوب النفط وقطع خطوط الكهرباء وعمل إضرابات في كل مؤسسات الدولة وإدخال عناصر القاعدة للعاصمة وبقية المدن لإحداث أعمال إرهابية، وتوجت تلك الثورة باستقدام الحوثيين إلى صنعاء وتسليمهم مفاتيح المؤسسات الحكومية".

 

وتابع النمري بالقول "ما يحدث اليوم ليس بسبب ثورة فبراير، بل ثورة عفاش وحزب المؤتمر الشعبي العام الانتقامية الحاقدة، فقد جعلتهم يفقدون صوابهم في إحداث زلزال رهيب بتحالفهم العسكري المستمر إلى اليوم مع المليشيا".

 

 

ثورة فبراير صنعت مؤتمر الحوار الوطني وحددت مسار المستقبل، وأعطت عفاش وعائلته حصانة من العقاب والحساب، وأوصلت الجنوبيين...

Posted by ‎سمير النمري‎ on Sunday, February 10, 2019

 

إلى ذلك أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء محمد الظاهري، اعترف أن ثورة فبراير غير مكتملة، بإشارة منه إلى أن الثورة وقعت في إرهاصات.

 

وقال الظاهري وهو أحد القيادات الفاعلة في ثورة فبراير والذي أصيب بجراح بليغة إثر إطلاق النار عليه من قبل البلاطجة التابعين للرئيس السابق صالح "اعلموا أننا وشبابنا أردناها ثوريةً لا ثأرية، سلميةً لا تسليمية، عنفوانيةً لا عنيفة، تشاركيةً لا استحواذية، غائيةً لا غنائمية".

 

وأضاف: "نعم، نعترفُ أنها ثورةٌ غير مكتملةٍ، أشعلها ثائرُونا وثائراتُنا من دون قياداتٍ حزبية ثورية! في بيئةٍ ثأريةٍ، تحايليةٍ لا تحولية، ومحيطٍ إقليمي ودولي غير مواتٍ ولا قيمي".

 

وأكد أستاذ العلوم السياسية أنَّ "ثورة فبراير ستلدُ أخرى، مكتملةً الأهداف، يمانية الرايات والاحتياجات، إنسانية الغايات؛ فالثوراتُ ضروراتٌ؛ ما حضرت الإراداتُ ، واستيقظ الأُباةُ، واستبد الطغاةُ، وتنمر الغزاة".

 

 

ثورةٌ فبرايريةٌ تلد أخرى اعلموا أننا وشبابنا أردناها: ثوريةً لا ثأرية، سلميةً لا تسليمية، عنفوانيةً لا عنيفة، تشاركيةً...

Posted by ‎د. محمد الظاهري‎ on Sunday, February 10, 2019

 


التعليقات