[ اللجنة الحكومية المختصة بشأن الحديدة تعقد اجتماعها مع رئيس المراقبين الدوليين كاميرت ]
لا زال الجدل مستمرا بشأن تنفيذ اتفاق الحديدة الذي تم التوصل له في مشاورات السويد، والذي يتضمن الانسحاب من تلك المحافظة وموانئها.
فقد قدم الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد رئيس فريق المراقبين الدوليين، مقترحا تضمن إنشاء ممرات آمنة في الحديدة تديرها قوات دولية، وهو الأمر الذي اعتبرته الحكومة تجزئة لاتفاق السويد وترفضه.
وخلال اجتماعات لجنة التنسيق بالحديدة، تم الاتفاق على تنفيذ المرحلة الأولى التي تتضمن خطوتين، وهي إعادة انتشار الجماعة من مينائي الصليف ورأس عيسى 5 كم، مقابل إعادة انتشار قوات الحكومة من مثلث كيلو7 إلى شرق مطاحن البحر الأحمر بكيلومتر واحد، بما يسمح بنقل الحبوب من المطاحن ومرور المساعدات خلال 11 يوما.
وعلى إثر ذلك قدم رئيس الفريق الحكومي لإعادة الانتشار في الحديدة، اللواء صغير بن عزيز، استقالته، بسبب ما وصفه بالتواطؤ الأممي في بيع مدينة الحديدة للحوثيين وإيران.
لم يتأكد خبر استقالته بعد، إلا أن الصحفي بسيم جناني، رأى أن استمرار الضغوطات للقبول بالمقترح الحالي بصيغته المعدلة وغير المقبولة قد تقدم اللجنة التابعة للحكومة استقالتها بشكل جماعي.
تواطؤ
أما عسكر زعيل عضو لجنة مشاورات السويد، فأكد في تغريدات بحسابه بتويتر أن مقترح لوليسغارد يصب بشكل تام في مصلحة الحوثيين.
واستنكر تناقض لوليسغارد المريب، كونه طلب بدء تنفيذ الاتفاق، وتراجعه عقب ذلك وقوله إن نزع الألغام وتفجيرها واستلام خرائطها ليس من مهام إشرافه، وأنه يراعي جانب الحوثيين في موافقته على عدم إخلاء منطقة 7 يوليو من الألغام ومطالبته القوات الحكومة بنزع ألغام الحوثيين في مناطق سيطرتها.
في تناقض مريب للجنرال مايكل لوليسغارد يطلب بدء التنفيذ ثم يفيد ان نزع الألغام وتفجيرها واستلام خرائطها في الموانئ ليس من مهام إشرافه وانه يراعي جانب الحوثيين في موافقته على عدم اخلاء منطقة 7يوليو من الألغام ولكن على القوات الحكومية نزع الالغام الذي زرعها الحوثيون في مناطق سيطرتها
— عسكر احمد زعيل (@askar202020) February 20, 2019
ضغوط
من جانبه قال الباحث عدنان هاشم في صفحته بالفيسبوك إن السعودية تضغط على هادي للقبول باتفاق سيئ بالحديدة، مؤكدا أن حدوث ذلك بعد أربع سنوات من الحرب التي تقودها، يكشف أن المملكة تعمل لتقوية الحوثيين لا إضعافهم.
تضغط السعودية على هادي للقبول باتفاق سيء بالحديدة بعد أربع سنوات نكتشف أن المملكة تعمل لتقوية الحوثيين لا اضعافهم
Posted by عدنان هاشم on Wednesday, February 20, 2019
ضعف الشرعية
وبلغة ساخرة قال الإعلامي عبدالله دوبلة في صفحته بالفيسبوك إن الرئيس عبدربه منصور هادي سيضيع الحديدة وهو يقصد أن يجعل منها الحامي لكرسيه، والشماعة التي تصد الاقتراب منه.
ويعتقد دوبلة أن هادي يستغل ملف الحديدة للهروب من الحل السياسي الشامل الذي يتم الضغط عليه به. لكنه أكد أنهم سينجزون الحديدة على طريقة الحوثيين والمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، وذلك بإلباس الحوثيين لباسا عسكريا، ثم سيقومون بنزع هادي من كرسيه.
ووصف إحاطة غريفيث بأنها مليئة بالكذب والدجل، وأقل ما يمكن فعله هو طرده وعدم التعاطي معه، منتقدا صمت الشرعية وافتقادها للوطنية.
فشل جريفيث
وتجددت اليوم الأربعاء المعارك بالحديدة، وهو الأمر الذي اعتبره الصحفي كمال السلامي بأنه يعصف بكل جهود جريفيث.
وأضاف في صفحته بالفيسبوك "على المقاتلين في الميدان أن يقولوا كلمتهم ولو لمرة واحدة أمام العالم ككل، يكفي أربع سنوات من الخضوع للضغوطات الداخلية والخارجية".
تجدد المعارك في #الحديدة يعصف بكل جهود مارتن غريفيث، المعارك على أشدها شرق المدينة، وعلى المقاتلين في الميدان أن يقولوا كلمتهم ولو لمرة واحدة، يكفي أربع سنوات من الخضوع للضغوطات الداخلية والخارجية، آن الآوان ليقول اليمنيون كلمتهم في وجه الانقلاب والعالم.#اليمن
— كمال السلامي #اليمن (@kamal_alslami) February 20, 2019
خلافات
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، قدم إحاطته أمس إلى مجلس الأمن الدولي، وذكر فيها أن الحكومة والحوثيين اتفقا مبدئيا على إعادة الانتشار بالحديدة، وأن مستوى العنف في المحافظة انخفض بسبب استمرار مشاورات تنفيذ اتفاق السويد.
وقال إن الطرفين اتفقا على إعادة الانتشار في موانئ الصليف ورأس عيسى كخطوة أولى، يليها تنفيذ إعادة الانتشار في ميناء الحديدة ومناطق حيوية من المدينة ذات صلة بالمنشآت الإنسانية، بما يسهل الوصول لمطاحن البحر الأحمر.
مصدر أممي كان قد أوضح في تصريحات صحفية، أن الخلاف بشأن اتفاق الحديدة ما يزال يتعلق بالقضايا الرئيسية، بينها من سيتولى إدارة المحافظة، وهوية قوات الشرطة والأمن التي ستنتشر فيها، بالإضافة إلى السلطات التي ستدير الميناء.