مصير غامض للإعلامي يحيى السواري وشقيقه بعد اختطافهم في المهرة
- المهرة - خاص الإثنين, 22 يوليو, 2019 - 08:49 مساءً
مصير غامض للإعلامي يحيى السواري وشقيقه بعد اختطافهم في المهرة

[ بدر السواري - شقيق يحيى السواري ]

مساء الثامن عشر من يوليو 2019، اختطف مسلحون يتبعون محافظ المهرة، راجح باكريت، بدر السواري (22 عاما)، واقتادوه إلى سجن البحث الجنائي، وهو سجن خاص بالأشخاص الذين ارتكبوا جرائم وجنايات، كما يؤكد القانون اليمني.

 

تأتي عملية اختطاف بدر السواري بعد 15 يوما من اختطاف شقيقه الأكبر يحيى من قبل ذات المجموعة المسلحة، عندما كان يحاول الالتقاء بجرحى أصيبوا في حادثة أمنية بمستشفى الغيضة الحكومي.

 

يتحدث شهود عيان لـ"الموقع بوست" أن مجموعة مسلحة تنتمي للشرطة العسكرية (غير رسمية) تغطي وجهها بالقناعات اقتحمت الغرفة التي كان يسكن فيها بدر، وأخذته منها، وصادرت هاتفه الجوال، والكمبيوتر الشخصي الذي كان يعمل عليه، وقامت بتقييد يديه، ونقل عبر سيارة كانت تنتظر في الخارج إلى سجن البحث الجنائي في الغيضة.

 

شهود عيان أفادوا بأن المجموعة المسلحة قامت بالتخلص من تسجيلات كاميرا المراقبة في ردهات الفندق، حتى لا تستخدم ضدها كدليل.

 

اقرأ أيضا: تحقيق لـ"الموقع بوست" يكشف ممارسات عديدة للقوات السعودية في مطار الغيضة بالمهرة

 

وكان الإعلامي يحيى السواري وهو الشقيق الأكبر لبدر اختطف في الثالث من يوليو الجاري أثناء تغطيته الصحفية، وأودع سجن يتبع القوات السعودية داخل مطار الغيضة الذي تتخذ منه تلك القوات قاعدة عسكرية لها، وأخرج إلى السجن المركزي في الغيضة، ثم نقل إلى جهة مجهولة.

 

عمل بدر كمساعد في التصوير التلفزيوني لشقيقه يحيى في محافظة المهرة، وغطى العديد من الفعاليات الشعبية التي ينظمها المحتجون على القوات السعودية في المهرة، واستقر هناك منذ أكثر من ثمانية أشهر.

 

وتتشاطر القوات السعودية المتواجدة في المهرة مع حاكم المهرة راجح باكريت الحساسية والمخاوف من طبيعة الدور الصحفي الذي يؤديه الشقيقان، ويعتبرون ذلك جريمة من شأنها أن تفضح الأدوار التي يقومون بها في محافظة المهرة البعيدة عن الحرب الجارية بين التحالف العربي بقيادة السعودية وجماعة الحوثي.

 

عندما اختطف شقيقه يحيى كان بدر برفقته، لكن تلك القوات لم تختطفه في ذلك الوقت، واستفاد بدر من بقائه في المهرة كممثل وحيد لعائلته التي تقطن في العاصمة صنعاء (تبعد أكثر من ألف كم عن المهرة) للتواصل مع الجهات الحكومية التي تحتجز شقيقه، ونظم مع متعاطفين لقضية شقيقه وقفات احتجاجية تطالب بإطلاق سراح يحيى والكشف عن مصيره.

 

اقرأ أيضا: تحقيق حصري يكشف قصة وصول السعودية إلى المهرة وتحويلها مطار الغيضة إلى قاعدة عسكرية

 

في اليوم الثاني من اعتقال بدر جرى نقله إلى جهة مجهولة، كما جرى نقل شقيقه يحيى من السجن المركزي الذي أعيد إليه من سجن القوات السعودية في مطار الغيضة إلى جهة مجهولة، واختفت أخبار الشقيقين منذ التاسع عشر من يوليو الجاري، لكن مصادر محلية وثيقة الاطلاع رجحت في حديثها لمراسل "الموقع بوست" نقلهم إلى مطار الغيضة مرة أخرى حيث تقيم القوات السعودية، بينما تتحدث مصادر أمنية أخرى عن نقلهم إلى سجن خاص داخل القصر الجمهوري، حيث يقيم محافظ المهرة راجح باكريت.

 

لم يصدر عن القوات السعودية أو حاكم المهرة أو الحكومة اليمنية أي تصريح يفيد بمصير الشقيقين، وملابسات اعتقالهما، وتفيد مصادر قبلية في محافظة المهرة بأن يحيى السواري تم التحقيق معه خلال فترة احتجازه عن طبيعة العمل الذي يقوم به، وجرى تقييد يديه لأكثر من 12 يوما متواصلة.

 

من المحتمل تعرض الشقيقين للخطر، نتيجة السجن، واستخدام أحدهما كابتزاز للآخر، وتعجز أسرتهما في العاصمة صنعاء من الوصول إليهما، أو تعيين محامٍ يتولى متابعة قضيتهما، ومعرفة مصيرهما، والتهم الموجهة لهما في حال توفرها.

 

اقرأ أيضا: الموقع بوست يكشف تفاصيل اختطاف الإعلامي يحيى السواري في المهرة وتسليمه للقوات السعودية

 

وتعد الشرطة العسكرية ذراعا مسلحا لمحافظ المهرة راجح باكريت، وتخضع لإشرافه المباشر، ولا تدخل ضمن تشكيلة القوات الحكومية المتواجدة في المهرة، كما لا تتبع وزارة الداخلية أو الدفاع.

 

ودانت منظمات حقوقية محلية ودولية اختطاف يحيى السواري، وطالبت لجنة حماية الصحفيين في نيويورك بالكشف عن مصيره والإفراج الفوري عنه.

 

يحيى السواري إعلامي يمني، عمل مراسلا لقناة بلقيس الفضائية، والتحق مؤخرا كباحث بمركز صنعاء للدراسات، وأعد بحثا عن الوضع في محافظة المهرة (شرقي اليمن)، كما أعد في وقت سابق سلسلة تقارير مصورة عن محافظات سقطرى والمهرة، بثتها قناة الجزيرة.

 

وكشف "الموقع بوست" في وقت سابق تفاصيل عملية اختطاف "السواري" في محافظة المهرة.


التعليقات