ما دلالات توقيت عودة التوتر في الجنوب وإعلان التحالف وقف العمليات العسكرية؟ (تقرير)
- خاص الجمعة, 10 أبريل, 2020 - 05:42 مساءً
ما دلالات توقيت عودة التوتر في الجنوب وإعلان التحالف وقف العمليات العسكرية؟ (تقرير)

[ تصعيد الانتقالي في جنوب اليمن ووقف التحالف إطلاق النار ]

بالتزامن مع تحقيق قوات الجيش الوطني لانتصارات كبيرة عقب إطلاقه لعملية عسكرية ضد جماعة الحوثي في محافظات البيضاء والجوف ومأرب، عادت حالة التوتر إلى محافظات الجنوب اليمني إذ قامت أدوات أبو ظبي بالتصعيد ضد السلطات المحلية في أرخبيل سقطرى وشبوة.

 

ومع تلك التقدمات عادت الآمال لعموم الشعب وأنصار الشرعية، إذ تمكن الجيش من استعادة زمام المبادرة وعاد إلى موقع الهجوم وأحدث انهيارات واسعة في صفوف الحوثيين تجلت شواهدها في تمكن الجيش الوطني من تحرير مناطق واسعة في محافظة البيضاء والجوف وصولا إلى استعادة السيطرة على معسكر اللبنات الإستراتيجي.

 

 لكن تلك الآمال لم تدم طويلا وكأن هناك من يحرص على أن يظل كابوس الانقلاب الحوثي جاثما على صدر الشعب، إذ لم تمض سوى ساعات على إطلاق الجيش الوطني للعملية العسكرية حتى أعلن التحالف وقفا كاملا للعمليات العسكرية في البلاد، وهو ما أثار غضبا واسعا في صفوف اليمنيين أثار العديد من التساؤلات.

 

فما وراء تزامن التصعيد ضد السلطة الشرعية جنوبا وإعلان التحالف العربي إيقاف العمليات العسكرية ودلالات التوقيت؟

 

تعليل سعودي

 

 من جانبها عللت الرياض إعلانها لوقف إطلاق النار بالتأكيد أن الإعلان يأتي لمواجهة فيروس كورونا وإتاحة فرصة للحل السياسي.

 

وقال نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان الأربعاء إن وقف إطلاق النار في اليمن يعكس سعي السعودية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أنها فرصة الحوثيين لإظهار أنهم ليسوا أداة في يد إيران كما أنها تأتي استجابة لدعوات المبعوث الأممي إلى اليمن.

 

إنقاذ للحوثيين

 

 يؤكد مراقبون استطلع "الموقع بوست" آراءهم أن أطرافا في التحالف العربي لا تريد إنهاء الانقلاب الحوثي ولا عودة الشرعية، فكلما وقعت جماعة الحوثي في مأزق عسكري بادر التحالف للإعلان عن وقف العمليات العسكرية، كما حدث في معركة تحرير الساحل الغربي ومدينة الحديدة التي كادت أن تحسمها القوات الحكومية.

 

القيادي في الجيش والمقاومة الشعبية بالضالع عبد السلام المنصوب استنكر إعلان التحالف لوقف إطلاق النار، وقال إنه عندما تتقدم جماعة الحوثي يعبر المجتمع الدولي والإقليمي عن قلقه وعندما تتقدم قوات الشرعية وتحرز انتصارات على الأرض، يتم إعلان وقف إطلاق النار، ويكون التحالف العربي هو أول من يعلن ذلك كما حدث في الحديدة سابقا.

 

وبشأن إعلان التحالف لوقف إطلاق النار، قال المنصوب في حديث لـ"الموقع بوست" إنه أتى بعد زحف الجيش الوطني ومقاومة مأرب والجوف نحو حزم الجوف، واستعادة المناطق التي كانت تسيطر عليها جماعة الحوثي نكايةً بأحرار مأرب والجوف الأبطال.

 

وتساءل المنصوب: هل إعلان التحالف وقف إطلاق النار في اليمن يعتبر إلغاء وتجريدا للشرعية من حقها في إعلان قرارها للشعب؟ مشيرا إلى أن ذلك بات معروفا أن صناعة القرار واتخاذه، بتنا نعلم أنه تم تجريد الشرعية منه.

 

واختتم المنصوب حديثه بالقول إن "الجميع بمن فيهم التحالف يسعون جاهدين لإنقاذ جماعة الحوثي من براثن الانهيارات والانكسارات المحتومة".

 

كسر الشرعية

 

من جانبه كتب القيادي والشيخ القبلي السلفي محمد عيضه شبيبة معلقا على إعلان التحالف إيقاف الحرب تحت عنوان "ما أشبه الليلة بالبارحة"، وقال شبيبة إنه حينما طُوِقَت الحديدة، وكانت على موعد مع التحرير، تدخل مبعوث مجلس الأمن لدى اليمن، وطَلَبَ هدنة، ودعا إلى جولة مفاوضات بين الشرعية والحوثيين".

 

وأضاف بأنه فعلًا سكت الرصاص، وتمت المفاوضات، وتصافح الفريقان، والتقطوا صورًا تذكارية ممزوجة بمشاعر حارة، أذابت شتاء السويد القارس، وفق تعبيره.

 

وأكد أن تلك المفاوضات التي وصفها بـ"المشؤومة" أفضت إلى بقاء مدينة الحديدة تحت احتلال الحوثيين، وكسرت يد الشرعية، حتى لا تستطيع قطع شريان تغذية المليشيات الإمامية.

 

وتابع عيضة في منشور له على فيسبوك قائلا: "ها هو يومنا يُشبه أمسنا، والمبعوث نفسه بشحمه، ولحمه، وملاجعه، وشعره الحليبي، يتدخل في هذه الأثناء التي يزحف فيها الجيش الوطني، ورجال القبائل في اتجاه البيضاء، والجوف، وصرواح، وقانية، ويحرزون عدة انتصارات، فيطلب وقف إطلاق النار، ويدعو إلى جولة جديدة من المفاوضات".

 

ولم يبد عيضة استغرابه من المبعوث الأممي، فهو كما يقول: "يؤدي دوره في الحفاظ على جماعة الحوثي"، وأبدى استغرابه من قلم الشرعية الذي قال إنه "أسرع في التوقيع على كل مبادرة، ولو كانت أعوج من الشريم"، واصفا إياه "بالحبر الرخيص الذي لا يُقدر دم الأحرار".

 

واختتم منشوره بالتأكيد أن كل المفاوضات تصب دائما لصالح الحوثيين، مبديا أمله أن تكون الشرعية قد وعت الدرس.

 

دعم لوجستي للحوثيين

 

من جانبه، قال رئيس مركز أبعاد للدراسات عبد السلام محمد إن إعلان التحالف عن هدنة مع الحوثيين لمدة أسبوعين قابلة للتمديد، ليرد الحوثي بموافقة عملية على الهدنة بإطلاق صواريخ على الحديدة ومأرب.

 

وأكد عبد السلام -في منشور له على صفحته في فيسبوك- أن ذلك يعني أننا أمام هدنة تضمن للحوثيين الحفاظ على ما أخذوه في الحرب الأخيرة بالجوف ومأرب، واستمرار ضرباتهم الصاروخية وهجماتهم التي قد تعزز تواجدا جديدا لهم، ومنع وعرقلة الجيش والمقاومة من أي تقدم أو استعادة الأرض.

 

واختتم عبد السلام منشوره بالقول "هذه ليست هدنة بل دعم لوجستي للحوثيين رأينا صورها منذ الحرب الأولى في 2004 بصعدة، حتى سقوط صنعاء 2014، وقد تؤدي إلى انتكاسة للجيش والمقاومة".


التعليقات