"الانتقالي" في مواجهة المكونات القبلية بحضرموت.. من سيكسب الرهان؟
- حضرموت - خاص الخميس, 16 يوليو, 2020 - 06:48 مساءً

[ صراع على النفوذ بين السعودية والإمارات في اليمن ]

تتسارع وتيرة الأحداث السياسية بمحافظة حضرموت شرقي اليمن بين مكونات قبلية بالمحافظة وأنصار ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا.

 

ففي حين أعلن المجلس الانتقالي عن تظاهرة السبت القادم بالمكلا لفرض الإدارة الذاتية، أقرت مكونات قبلية واجتماعية بالمحافظة يقودها حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع أمس الأربعاء تشكيل وفد للتفاوض عن المحافظة بطلب من الجهات الراعية للعملية السياسية الجارية حالياً في الرياض.

 

ووقف اجتماع ضم حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع أمس الأربعاء، وعقد في مديرية غيل بن يمين، أمام آخر المستجدات على ضوء نتائج اللقاء العام المنعقد السبت الماضي.

 

وبحسب سياسيين استطلع "الموقع بوست" آراءهم، فإن الطرفين يعملان وفق أجندة الإمارات من جهة والسعودية من جهة أخرى اللتين تقودان التحالف العربي لاستعادة الشرعية باليمن منذ العام 2015.

 

ويشير سياسيون إلى أن قيادة هرم السلطة بالمحافظة المتمثلة في محافظ المحافظة اللواء الركن فرج البحسني ورئيس حلف قبائل حضرموت وكيل أول للمحافظة عمر بن حبريش يلعبان أدوارا مختلفة ومتناقضة بينهما وفقا لتوجيهات السعودية التي تشرف على الملف الأمني بالوادي والصحراء، فيما ساحل حضرموت يقع تحت إشراف الإمارات.

 

وبرز المحافظ البحسني من خلال تصريحاته للأحداث الجارية بالمحافظة وزيارته المتكررة لأبو ظبي كمسؤول حكومي يناور مع الشرعية تارة ومناوئ للمجلس الانتقالي تارة أخرى من خلال إعلان رفضه تنفيذ الإدارة الذاتية التي أعلنها الانتقالي في مايو الماضي.

 

بالمقابل يحاول وكيل أول حضرموت عبر لافتة "مؤتمر حضرموت الجامع" التمسك باستقلالية حضرموت بعيدا عن تبعية الماضي، والمطالبة بتسخير مواردها النفطية في معالجة الجوانب الخدمية بالمحافظة.

 

والسبت الماضي، دعت كيانات حضرمية، وهي حلف حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع ومنظمات وأطياف المجتمع المدني، كل أبناء المحافظة في الداخل والخارج وأعضاء مجلسي النواب والشورى ومتقلدي مناصب الدولة القيادية إلى إعلان موقف رسمي ضد تجاهل المحافظة من قبل الحكومة.

 

وجدد المجتمعون تأييدهم لمخرجات لقاء 11 يوليو 2020، مشددين على ضرورة إشراك حضرموت في دور محوري بالمفاوضات التي تجري بالرياض حالياً لتشكيل حكومة جديدة.

 

و يرى محللون أن تلك التحركات أزعجت المجلس الانتقالي من  ترجمتها منشورات وتغريدات نشطائه على مواقع التواصل الاجتماعي والسخرية من قرار حلف حضرموت إعلان قيادات السلطة المحلية تعليق أعمالهم.

 

ويخشى الانتقالي من فقدانه السيطرة على تنفيذ إدارته الذاتية بالمحافظات الشرقية وتمردها عليه إذا فشل في تنفيذها بحضرموت.

 

وفشل الانتقالي في وقت سابق في حشد مناصريه بوقفة احتجاجية دعا لها بالمكلا احتجاجا على تردي الخدمات.

 

ويتوقع أن يؤثر مخاوف الناس من انتشار فيروس كورونا من تدني المشاركة في التظاهرة التي دعا لها الانتقالي، السبت القادم، بعد تحذيرات أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين أعلن المجلس الانتقالي عن توفير مواصلات وتغذية مجانية للمشاركين بالتظاهرة من مديريات المحافظة بالوادي.

 

ويسعى الانتقالي إلى تشكيل ضغط  في عاصمة المحافظة التي تدير ملفها الأمني قوات النخبة الحضرمية المدعومة إماراتيا على السلطة المحلية بالمحافظة للموافقة على تنفيذ الإدارة التنفيذية.

 

ويحاول الانتقالي من خلال الضغط على عاصمة المحافظة إلى إسقاط مديريات الوادي والصحراء التي تستند على المنطقة العسكرية الأولى التي تعتبر الوحدات العسكرية الوحيدة بالجمهورية التي بقيت متماسكة ومساندة للشرعية.

 

وتتأرجح العلاقة بين المكونات القبلية بحضرموت والانتقالي بسبب الإقصاء والتهميش للقوى القبلية من النظام الذي حكم الشطر الجنوبي لليمن قبل تحقيق الوحدة.


التعليقات