أماكن للترفيه والاستجمام يقصدها أهالي تعز المحاصرة خلال أيام العيد (تقرير)
- خاص الأحد, 02 أغسطس, 2020 - 08:23 مساءً
أماكن للترفيه والاستجمام يقصدها أهالي تعز المحاصرة خلال أيام العيد (تقرير)

[ منتزه السلام في منطقة العين جنوبي تعز ]

يقضي المواطنون في محافظة تعز عيدا جديدا هذا العام، في ظل الحصار الجزئي الذي لا زال مفروضا على المحافظة من قِبل جماعة الحوثي، وتبعات الحرب التي يعانون منها كملايين اليمنيين.

 

خلال عامي الحرب الأخيرين، عادت الحياة إلى تعز بشكل أكبر مقارنة مع الوضع الذي كانت عليه خلال العام 2015، إذ كانت المدينة تكاد تخلو من المتنزهات وأماكن الترفيه.

 

مع مرور الوقت وصعوبة تكيف أبناء المحافظة مع النزوح في مناطق ريفية أو حتى خارج تعز، بدؤوا بالعودة إلى مدينتهم على الرغم من عدم استقرارها بشكل كامل، وتعرضها للقصف والقنص من قبل مقاتلي الحوثي من وقت لآخر.

 

عادت مؤخراً الحياة إلى تعز بشكل تدريجي، وباتت اليوم تحفل بالكثير من المنتزهات والأماكن الترفيهية التي ترتادها العائلات خاصة في المناسبات كالأعياد، برغم عدم توفر أغلب الخدمات العامة كالكهرباء.

 

ملاذات طبيعية

 

يوجد في تعز الكثير من الأودية التي تعد وجهة للعديد من أبناء المحافظة الذين يذهبون إليها لقضاء أوقات ممتعة بعيدا عن ضجيج المدينة.

 

يعد الضباب والبركاني وورزان وحنا، من أبرز الأودية التي يذهب إليها المواطنون في تعز للتخييم وومارسة بعض الأنشطة الممتعة كشوي بعض اللحوم على الفحم في الهواء الطلق، في حين يمارس الأطفال لعبة كرة القدم بشكل جماعي، بينما يتجه الكبار للمقيل، وغالبا ما تكون تلك الزيارات جماعية.

 

أما أبرز جبل في المحافظة فهو جبل صبر المطل على المدينة، إذ يفد إليه كثير من أبناء المحافظة وخاصة الرجال الذين يأتون غالبا بقصد المقيل، إضافة إلى الأسر التي تأتي لقضاء وقت ممتع في منازل مخصصة للراحة بواجهات زجاجية لتتمكن العائلات من الاستمتاع بالنظر إلى المدينة في الأسفل.

 

بيد أن تلك الأماكن تفتقر للكثير من الخدمات، إذ لا يوجد استثمار حقيقي لها، وأكثرها مجاني لانعدام وسائل الترفيه اللازمة فيها.

 

قلعة القاهرة

 

عادت الحياة مؤخرا بشكل كبير إلى قلعة القاهرة خصوصا خلال فترة الأعياد، وباتت تنظم فيها مهرجانات في الأعياد يقصدها الكثير من أبناء المحافظة.

 

يقام في كل عيد مهرجان فني وخطابي يتضمن عددا من الفقرات الفنية المختلفة، وتُجرى خلالها مسابقات وسحوبات على جوائز مختلفة، ويتم من خلالها إبراز الجانب الثقافي الخاص بالمحافظة، سواء عن طريق الزي أو الأهازيج (الملالات).

 

حدائق

 

من المشاريع الحديثة التي لاقت إقبالا من قبل المواطنين حديقة "نيمو مارت" المائية، وهي مخصصة للأطفال، وتعد أول مشروع من ذلك النوع في تعز.

 

إضافة إلى حديقة "جاردن سيتي" التي جرى افتتاحها مؤخرا، بعد أن كانت مغلقة بسبب تضررها نتيجة قصف الحوثيين ووجودها بداية الحرب في منطقة مواجهات، وتحوي عددا من الألعاب المخصصة لمختلف الأعمار، ويوجد فيها مطعم تقدم فيه مختلف الوجبات.

 

منتزهات

 

مؤخرا جرى إعادة افتتاح منتزه التعاون وسط المدينة بعد أن ظل مغلقا خلال سنوات الحرب الأولى، ويذهب لزيارته المدنيون من وقت لآخر خصوصا خلال فترات الأعياد لقضاء بعض الأوقات الممتعة واحتساء بعض المشروبات أو تناول بعض الأطعمة الخفيفة، ويتضمن المنتزه مسبحا مخصصا للرجال والأطفال.

 

أما منتزه السكون فيقع في مدينة التربة بمديرية الشمايتين جنوبي تعز، ويتميز بإطلالة ساحرة، ويحوي أماكن ترفيهية مخصصة يمكن استئجارها لقضاء وقت ممتع مع الأهل، وممارسة السباحة وأخذ حمام ساونا وغير ذلك من الخدمات.

 

وخلال الفترة الأخيرة، جرى أيضاً إعادة افتتاح استراحة الإخوة القسم المخصص للرجال، وتقع على مكان مرتفع في تعز، ويمكن للجالس فيها الاستمتاع بمنظر المدينة الجميل وخاصة في المساء، ويقصدها المواطنون بهدف الراحة والمقيل.

 

مطاعم ومقاهٍ

 

في بداية الحرب كان عدد المطاعم محدودا للغاية في مدينة تعز بعد اضطرار الكثير منها للإغلاق نتيجة الحرب، ومع عودة الحياة إلى المدينة تم إعادة افتتاح الكثير منها، وأخرى جديدة، تقدم بعضها خدمات ممتازة وأخرى متوسطة.

 

وتمنح المطاعم خصوصا السياحية مرتاديها بعض المتعة إضافة إلى الطعام، ويقصدها بعض المواطنين للهروب من زحمة الحياة، ومشاغلهم اليومية، ويذهبون إليها مع أسرهم، أو أصدقائهم.

 

الغلاء ينغص الفرحة

 

على الرغم من تزايد أماكن الترفيه والتنزه في تعز مؤخرا، إلا أن بعض المواطنين لا يستطيعون الذهاب إليها بسبب الفقر الذي تتزايد نسبته يوما بعد آخر، خاصة مع استمرار تدهور قيمة الريال اليمني، وغلاء الأسعار الذي طال كل شيء.

 

ولا يقصد تلك الأماكن العديد من المواطنين بسبب ارتفاع المعيشة، كما أن من يذهبون إليها -خاصة الأودية- يملكون سيارات خاصة بهم، ويكلفهم ذلك كثيرا بسبب غلاء البنزين.

 

لكن تظل مثل تلك المنتزهات التي يتم العمل عليها وافتتاحها -أو حتى تلك التي يقصدها المواطنون دون أن تكون مميزة منها المساحة القريبة من جامعة تعز التي تحولت إلى مكان تقضي فيه العائلات بعض الوقت- فرصة للتخلص من بعض هموم الحياة التي تحاصر مواطني تعز.

 

وتوجد حدائق حكومية وأخرى خاصة في منطقة الحوبان بتعز الخاضعة لسيطرة الحوثيين، لكن يصعب الذهاب إليها من وسط المدينة بسبب الحصار المستمر، ويحتاج الوصول إليها ساعات بعد أن كان الوصول إليها لا يستغرق نصف ساعة.

 

وتستمر مخاوف أغلب سكان تعز حين يفكرون بزيارة أي مكان، بسبب الوضع الأمني المضطرب، والخشية من القصف وغيره.


التعليقات