[ باحث يمني يُحذّر من عبث وتهريب آثار الحد في يافع ]
حذر الباحث اليمني المتخصص في الآثار عبدالله محسن، من التهريب والعبث بآثار الحد بمتحف "بني بكر" بمديرية يافع في محافظة لحج جنوبي البلاد.
وقال محسن -في منشور بصفحته على فيسبوك- "يجري الحديث عن مواجهات عسكرية في مديرية الحد بيافع وهي واحدة من المناطق الأثرية والمشهورة وفيها موقع هديم قطنان.
وأضاف "كأن قدر آثار اليمن أن تدور المعارك حول المواقع الأثرية في يافع ومأرب وشبوة وتهامة وتعز".
وتابع "أن آثار المنطقة في خطر بما فيها متحف الحد (بني بكر) المغلق بسبب عدم توفير وزارة الثقافة، ميزانية لترميم المتحف وراتب للحارس الوحيد للمتحف في واحدة من أهم المديريات، والتي يحتوي متحفها حوالي 90 قطعة أثرية، وعملات رسولية وموروث شعبي". مؤكدا أن يافع هي "قلب حمير وأرض رعين وجارة السماء".
وأشار محسن إلى أن من آثار هديم قطنان، بحسب بحث لرئيس هيئة الآثار والمتاحف الدكتور أحمد باطايع "رأس تمثال مع الرقبة من المرمر الأبيض دقيق التفاصيل، وذو ملامح جميلة، بشعر طويل يتدلى على الكتفين وخلف الرقبة، بشكل ظفائر وهو مفروق من الوسط ، كوافير وطول الشعر كما هو في تمثال (يصدق آل فرعم) ملك أوسان، وتمثال (يصدق آل فرعم شرحت) ، وتماثيل قتبانية أخرى".
ونشر الباحث صورة لتمثال برأس مفصول عن جسده في يافع، أرسلها مصدر من المنطقة تظهر مدى العبث والتخريب التي طالت أثار اليمن.
وبوصفه للقطعة الأثرية يقول محسن "تمثال من قتبان من اثار اليمن في يافع لم يتبق منه إلا رأس مكسور الأنف مخدوش الوجه، عبثت به تقلبات الزمان وقساوة الباحثين عن الثراء وحكومات ومجالس كرتونية كسر تخاذلها وعبثيتها واستهتارها قلب الحجر وأفئدة البشر" حد قوله.
ونقل محسن عن المصدر الذي أرسل الصورة قوله إنَّ "في حوزتهم الكثير من الآثار في منطقة الحد لا يرغبون بتسليمها للمتحف ولا يمكن أن يبيعوها رغم قساوة الظروف والضغوطات الكبيرة من شخصيات في السلطة تستخدم أساليب العصابات للاستحواذ عليها لأغراض شخصية".
وأضاف "هناك قلة من الأشخاص تبيع آثار يافع لعصابات تحمل غطاء حكومي والتي بدورها تبيعها في السوق السوداء في مصر مع أشياء ثمينة أخرى".
وبحسب الباحث محسن فقد منحت الحرب والاستقطابات الإقليمية والمحلية فرصة للكثير في تجاوز إجراءات المطارات والمنافذ عبر جوازات دبلوماسية وطرق أخرى لعلها ساهمت في سهولة تهريب الآثار.
وبين الفينة والأخرى تعرض مواقع متخصصة بالمزادات العالمية بيع مجموعة كبيرة من قطع آثار يمنية نادرة وقيمة منهوبة.
وتعرضت الآثار والمخطوطات اليمنية لعملية تجريف ونهب وتخريب وتهريب إلى خارج البلاد خصوصا الأعوام الأخيرة، وبيعها في بلدان مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل.