لاقت عملية استهداف ميناء الضبة النفطي بمحافظة حضرموت (شرقي اليمن) بهجوم بطائرتين مسيرتين مفخختين، تبنته جماعة الحوثي، تنديدا دوليا وعربيا واسعا.

وأمس الجمعة، تبنت جماعة الحوثي، هجومين بطائرتين مسيرتين استهدف ميناء الضبة النفطي لحظة وصول السفينة لنقل النفط الخام للأسواق العالمية، بعد أسبوعين على تهديدها لمنع نهب ثروات البلاد، حد وصفها.

وأمس الجمعة، تبنت جماعة الحوثي هجوما جديدا غير مسبوق على منشآت تصدير النفط اليمنية في محافظتي شبوة وحضرموت في الوقت الذي توعدت الحكومة اليمنية بأن كافة الخيارات مفتوحة للرد على الهجوم الإرهابي الحوثي، في ظل ضغط شعبي يطالب بالرد على الهجمات الحوثية التي تمارس الابتزاز والاستهتار بمقدرات الشعب.

وقال محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي "إن جماعة الحوثي شنت هجومين بطيران مسير مفخخ استهدف ميناء الضبة في مديرية الشحر على ساحل حضرموت تفصل بينهما عشرين دقيقة فقط بعد ظهر يوم الجمعة".

من جانبها قالت وزارة النفط "إن الشركة استأجرت سفينة نقل أخرى تدعى "نيسوس كيا" لكن الجماعة هاجمتها بعد دخولها إلى الميناء، واضطرت السفينة إلى الابتعاد مسافة 12 ميلا".

تصعيد عسكري مقلق

وفي السياق أدان المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، السبت، الهجوم الجوي الذي تبنته جماعة الحوثي على الباخرة النفطية في ميناء الضبة بحضرموت.

وقال غروندبرغ -في بيان به - إن "هذا التصعيد العسكري مقلق للغاية". ودعا الأطراف في هذه المرحلة المفصلية إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس ومضاعفة جهودهم لتجديد وتوسيع الهدنة، ووضع الأُسس نحو وقف دائم لإطلاق النار، وتفعيل مسار العملية السياسية لإنهاء الصراع.

وحث المبعوث الأممي جميع الأطراف إلى الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.

إهانة لحقوق الملاحة

من جانبها دعت الولايات المتحدة الامريكية جماعة الحوثي إلى الوقف الفوري للهجمات التي تشكل إهانة لحقوق الملاحة وحريتها وتعرض التجارة الدولية للخطر.

وقال السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن -في تغريدة له على تويتر-  "ندين بشدة استهداف الحوثيين لميناء الضبة النفطي في حضرموت وننضم إلى الشركاء والحلفاء في الإدانة الشديدة للهجوم".

وأضاف أن هجمات كهذه تهدد أمن اليمن وسلامته، وتعيق تدفق السلع الأساسية، كما أنها ستتسبب بالمزيد من عدم الاستقرار الاقتصادي والمعاناة في شتى ارجاء البلاد.

وتابع "نذكر الحوثيين بأن العالم يراقب أفعالهم وأن الطريق الوحيد للمضي قدماً نحو إنهاء ثمانية أعوام من الصراع المدمر هو خفض التصعيد ومضاعفة الجهود للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار". متابعا "يجب على جميع الأطراف التحلي بضبط النفس خلال هذا الوقت الحساس".

تهديد خطير

من جهتها أكدت المملكة المتحدة البريطانية أن هجوم الحوثي على ناقلة النفط "NISSOS KEA" في ميناء الضبة بمديرية الشحر شرقي حضرموت يشكل تهديدا خطيرا للإستقرار في اليمن والمنطقة والتجارة البحرية.

وقالت السفارة البريطانية -في بيان لها- إن "الهجوم هو جزء من نمط لهجمات الحوثيين التي أصابت الشعب اليمني أولا وقبل كل شيء"، مشيرا إلى أن مثل هذه الهجمات تعيق تدفق التجارة، مما يؤدي بشكل مباشر إلى زيادة تكلفة الخدمات اليومية والمنتجات الرئيسية لليمنيين.

وحثت الحوثيين على الكف عن إيذاء الشعب اليمني وإظهار القيادة من خلال إتخاذ الطريق السلمي والذهاب نحو تسوية سياسية تفاوضية بقيادة يمنية.

تهديد غير مقبول

بدروها اعتبرت بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد المعتمدة لليمن، استهداف الحوثيين لسفينة "نيسوس كيا" أثناء رسوها في ميناء الضبة النفطي بحضرموت انتهاكا صارخا للملاحة الدولية.

وقالت -في بيان مشترك- إن هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية تعد انتهاك للمبادئ الأساسية لقانون البحار، مؤكدة أن التهديد الصارخ للتجارة البحرية الدولية غير مقبول.

وأشارت إلى أن هذه الهجمات تعرض حرية الملاحة عبر الممرات المائية في المنطقة للخطر وتعيق الوصول إلى الموانئ اليمنية، بما في ذلك تحرم اليمنيين من القدرة على تحمل تكاليف السلع الأساسية، وتؤثر على تدفق السلع الأساسية للبلاد.

استهداف لمقدرات البلاد الحيوية

في حين أدان أمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف جريمة استهداف الحوثيين لميناء الضبة النفطي والتي تستهدف مقدرات البلاد الحيوية.

وأكد الحجرف -في اتصال هانفي مع وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك- دعم مجلس التعاون للحكومة الشرعية وكل ما يضمن أمن واستقرار اليمن وسلامه أراضيه.

تهديد طرق الملاحة

فيما حملت جمهورية مصر العربية جماعة الحوثي مسؤولية التصعيد الراهن في اليمن، وعرقلة جهود تجديد الهدنة.

وأكدت وزارة الخارجية -في بيان لها- "على ضرورة تخلي الجماعة عن مواقفها المتعنتة وتجاوبها بشكل فوري مع المساعي الدولية والإقليمية لتجديد الهدنة، على النحو الذي يمهد الطريق إلى التوصل لوقف دائم لإطلاق نار وإفساح المجال أمام جهود التسوية السياسية ورفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق".

وحذّرت مصر من مغبة استغلال أي طرف للظروف الدولية الراهنة لتأجيج الصراع في اليمن، وتهديد أمن واستقرار المنطقة وطرق الملاحة، أو محاولة الاستحواذ على المقدرات الاقتصادية للشعب اليمنى، مؤكدة دعم مصر الراسخ لوحدة اليمن وسيادته على أراضيه وتضامنها الكامل معه في مواجهة كافة التهديدات.

خرق لقرارات مجلس الأمن

المملكة العربية السعودية، وصفت الهجوم الحوثي على ميناء الضبة النفطي بطائرات مُسيّرة، بأنه تصعيد من المليشيا ومن يقف وراءها، وخرقاً سافرًا لقرارات مجلس الأمن الدولي.

واعتبرت وزارة الخارجية السعودية -في بيان لها- الهجوم الإرهابي الحوثي الذي نفذته بطائرتين مُسيّرتين مفخختين، استهدفتا ميناء الضبة بأنه "خرقاً سافراً لقرار مجلس الأمن 2216، وانتهاكًا للقوانين والأعراف الدولية".

وقالت إن الهجوم "يؤكد استمرار جماعة الحوثي ومن يقف وراءها في استهداف المنشآت المدنية والاقتصادية وإمدادات وممرات الطاقة العالمية، وتهديد البيئة البحرية بالتلوث".

وذكرت الخارجية السعودية، أن هذا الهجوم يُعد تصعيدًا بعد انتهاء الهدنة الأممية في اليمن، والذي رفضت تلك الجماعة تمديدها وتوسيعها.

تقويض لحل الأزمة اليمنية

الكويت هي الأخرى استنكرت في بيان لوزارة الخارجية "الهجوم الحوثي الإرهابي" على ميناء الضبة النفطي"، داعية المجتمع الدولي إلى "تحرّك سريع وفاعل لردع مثل هذه الأعمال".

الأردن بدوره اعتبر الهجوم الحوثي على ميناء رضوم وميناء الضبة النفطيين عملاً إرهابيًا وتقويضًا لحلّ الأزمة اليمنية واستعادة الأمن والاستقرار، مؤكدا أهمية تجديد الهدنة في اليمن.

وقال وزير الخارجية أيمن الصفدي -خلال اتصال تلقاه من نظيره اليمني أحمد عوض بن مبارك- إن "المملكة ستظل تدعم الحكومة الشرعية ومواقفها وجهودها لحلّ الأزمة، وبما يضمن أمن اليمن وأمن الأشقاء في الخليج العربي".

استهتار وتحدي للجهود الدولية

إلى ذلك أدانت جامعة الدول العربية والبرلمان العربي ومنظمة التعاون الإسلامي في بيانات منفصلة، استهداف الحوثيين للميناء.

وقالت جامعة الدول العربية إن الهجوم الحوثي استهتارًا وتحدّيًا للجهود الدولية الرامية إلى تجديد تمديد الهدنة.

البرلمان العربي، هو ايضا طالب المجتمع الدولي "بالتحرك الفوري ضد تلك الأفعال الحوثية".

وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه في بيان، إن "هذا الاعتداء الارهابي يمثل تهديدًا لإمدادات الطاقة على المستوى الإقليمي والدولي، ويعد خرقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216".