لاقت زيارة نائب رئيس مجلس القيادة، قائد ما تسمّى "المقاومة الوطنية وحراس الجمهورية"، طارق صالح، إلى مدينة تعز، الأربعاء، كأول زيارة له منذ بدء الحرب في اليمن استياء واسعا بين أوساط اليمنيين،.

ووصل صالح إلى تعز، صباح الأربعاء، برفقة عدد من الوزراء وأعضاء مجلس النواب قادماً من الساحل الغربي، وتجوّل داخل المدينة برفقة محافظ محافظة تعز نبيل شمسان، وعدد من القيادات العسكرية والأمنية.

ولم يتمكن صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، من دخول المدينة منذ اندلاع ثورة الشباب في 11 فبراير/شباط 2011.

وقوبلت الزيارة باستياء من أبناء المدينة، نظراً للدور الذي لعبه طارق صالح ضد الثورة اليمنية، ومن ثم اصطفاف عائلة صالح إلى جانب جماعة الحوثيين عقب اجتياح العاصمة اليمنية صنعاء، والتمدد إلى باقي المحافظات.

ويتهمه هؤلاء بالمشاركة في الحرب التي شنها الحوثيون ضد مدينة تعز عام 2015، ومحاصرة المدينة منذ ذلك الوقت وحتى اليوم.

وقال طارق صالح عن في تغريدة له على "تويتر"، "ترأست اجتماعين للسلطة المحلية والمحور في مقر محافظة تعز، ووضعت حجر الأساس لمشروع رفد المصادر المائية للمدينة بتكلفة عشرة مليارات ريال، كما ناقشنا هموم المحافظة وأهمها التحرير".

وزعم أن "تعز مفتتح الثورات، ورافعة العمل السياسي، وموجهة العمل الوطني". وأضاف: "غمرتنا بمشاعر الاحتفاء وحملتنا المسؤولية".

وفي سياق التعليق على زيارة طارق صالح لتعز اعتبرت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، زيارة طارق صالح بيوم الخزي والعار.

وقالت كرمان "قناص أطفال تعز ومدرب القناصة ومرتكب المجاز ضد الانسانية طارق عفاش في مدينة تعز ، هذا يوم للخزي والعار".

الكاتب الصحفي أحمد الشلفي علق على زيارة طارق لمدينة تعز قائلا: "الدم يجفّ بعد وزائرُالمدينة القاتل يستقبلُ التهاني، عاد مكللاً بالزهو والورود، يعانقُ الجراحَ والجثث، تلعنه المدينة، تلعنه الجدران والشوارع الحزينة".

وأضاف "القناص في تعز".

 من جانبها قالت الناشطة لطيفة جمال "صورة مؤلمة لضحايا الحرب في تعز  لكن هذه أحد أوجه القبح في السياسة.

وأضافت "العميد طارق يبدو يقرأ الفاتحة على أرواح الشهداء الذين تم قتلهم بسلاح الجيش اليمني الذي تم تسليمه للحوثي".

وأردفت "مفارقة كئيبة يصعب تجاوزها، ومع ذلك ندعو الى توحيد الصف الجمهوري وتجاوز الخلافات لمواجهة الكهنوت السلالي الذي لا يلتقي والشعب اليمني بالسياسة ولا القيم الإنسانية ومشاركات الحوكمة على أسس من الديمقراطية".

الإعلامي عبدالله الحرازي انتقد زيارة طارق لمدينة تعز واستقباله فيها وقال "نصيحة لطارق صالح، مروا تابعيكم من الكتبة وأشباههم أن يتحدثوا عن الحاضر والمستقبل فقط، وليبتعدوا عن سخافات النفخ الزائد والسطو الأبله على تاريخ المقاومين وتجييره".

وطبقا للحرازي، "ذلك أن أي نبش للأمس بكل تأكيد ليس في مصلحة وفيه حساسية عالية ستخسركم أكثر مما تكسبكم".

في حين غرد وليد الشعوري بالقول "تعز الثورة والجمهورية والمدينة العظيمة التي وقفت في وجه طارق صالح ومنعته يوم أن حاول دخولها تحت راية الإمامة، ها هي اليوم تستقبل العميد طارق الذي دخلها رافعاً راية الشرعية".

واستدرك "مواقف عظيمة تبعث الأمل وتعزز وحدة الصف، وتؤسس لمرحلة وطنية مشرفة وكفيلة بطي صفحة الانقلاب الحوثي" .

الصحفي عبد السلام الغباري اعتبر زيارة طارق صالح بالخطوة الجيدة، وقال "جميل هذه الخطوة ، لكن التعامل مع تعز يتطلب الوضوح والصدق والابتعاد عن سياسية اللف و الدوران".

وكتب شاكر الدغيش أن "تأتي تعز معاديا وغازيا ومقاتلا لها وتحمل مشروعا سلاليا فاعلم يقينا أنك ستهزم وستكسر وستخسر، ولن تستطيع حتى استعادة مسكنك، مهما حشدت من ميلشيا وقوات حرس وقوات خاصة وقناصة، وهي الحقيقة التي اثبتتها تعز للجميع منذ بداية الحرب".

وقال "لا مجال لدخول هذه المدينة إلا أن تسالمها وتأتيها معترفا بأخطائك؛ وهذا ما حصل، وتعز اليوم غير تعز الأمس، ومن لم تربيه أمه ستربيه تعز".