مفاوضات السعودية والحوثيين تتجه نحو التعثر وخيارات الحرب على الطاولة (تقرير)
- خاص الخميس, 08 يونيو, 2023 - 03:54 مساءً
مفاوضات السعودية والحوثيين تتجه نحو التعثر وخيارات الحرب على الطاولة (تقرير)

[ السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر يتوسط قيادات الحوثيين في صنعاء ]

عندما أنهى وفد السعودية وعمان مشاوراتهما مع جماعة الحوثيين في بداية شهر أبريل الماضي، حدد الطرفين موعدا لاستئناف المشاورات، لكنه لا بوادر حتى ألان لعودة المفاوضات بعد مرور شهر على انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك وهي المدة المحددة مع عودة تهديدات الجماعة للذهاب نحو المسار الحرب، واستمرار تشظي المعسكر الحكومي المدعوم من المجتمع الدولي.

 

وفي 13 أبريل الماضي، غادر وفدا السعودية وسلطنة عمان العاصمة اليمنية صنعاء بعد زيارة استمرت 6 أيام، عقدا خلالها مباحثات مع قيادات حوثية، اتفقوا خلالها على الاستمرار في "أجواء التهدئة"، و"إبقاء التواصل قائماً"، حيث أكدت الجماعة أن المشاورات التي كانت في الملف الإنساني والعسكري والسياسي إحراز تقدم في "بعض الملفات"، فيما "لم تستكمل ملفات أخرى"، حد قوله رئيس فريق الحوثيين التفاوضي محمد عبدالسلام عقب انتهاء الزيارة.

 

وكانت السعودية توصلت مع  الحوثيين إلى مسودة اتفاق تشمل هدنة لمدة ستة أشهر مع وقف جميع الأنشطة العسكرية في اليمن، والزام الأطراف الحلوس على طاولة المفاوضات، بعد تخفيف القيود التي يفرضها التحالف بقيادة السعودية على مطار صنعاء وموانئ البحر الأحمر، مقابل رفع الحوثيين حصارهم المستمر منذ سنوات على مدينة تعز.

 

وتتضمن خارطة الطريق المرحلية أيضًا دفع مرتبات جميع موظفي الدولة من عائدات النفط والغاز، وسماح جماعة الحوثيين للحكومة المعترف بها بتصدير النفط، فضلا عن تحديد فترة زمنية لخروج القوات الأجنبية من اليمن، وفق تقارير صحفية.

 

تعقيدات متعددة

 

ويقر الباحث اليمني عدنان هاشم بوجود تعقيدات متعددة في مشاورات الحوثيين والسعوديين، أدت إلى توقفها، مؤكدا لـ" الموقع بوست" أنه في الوقت الحالي الأمور متروكة للوسيط العماني والأمم المتحدة، بينما تعمل المنظمة الدولية على صياغة اتفاقاً بناءً على التفاهمات بين الرياض والحوثيين قبل أكثر من شهرين.

 

ويقول الباحث هاشم إنه من المبكر الحكم على فشل الوساطة أو تمديد الهدنة، مضيفا أن مشاورات خلفية لاتزال مستمرة، مستبعدا انتهاء الحرب، قائلا "هذا لا يعني أن أي اتفاق يمكن أن ينهي الحرب في اليمن أو الحروب الصغيرة المتوقعة بعد إعلان وقف الحرب بصيغته الحالية".

 

ويؤكد أن جماعة الحوثي تستخدم ورقة العودة إلى الحرب كأداة ضغط لتمرير طلباتها وأهدافها "إما تحقيق كل شيء للجماعة أو الحرب"، لأنها تعلم أن السعوديين لا يريدون العودة إلى الحرب.

 

لا إعلان عن التعثر

 

ويشير وكيل وزارة العدل في الحكومة الشرعية فيصل المجيدي إلى أنه لا يستطيع أن يؤكد بتعثر جهود الوساطة بين السعودية وجماعة الحوثيين، بسبب عدم وجود إعلان حتى ألان من الطرفين بهذا الشأن، لكنهم يتحدثوا عن تواصل الجهود المنسقة.

 

ويقول لـ" الموقع بوست" إنه يستبعد إحلال السلام من جانب جماعة الحوثيين لانه قائم على عقيدة لأتشير على اقامة اي سلام مطلقا، الا كجانب تكتيكي فقط وتبادل الأدوار مع إيران، مشيرا إلى أن فكرته قائمة على أخذ أكبر قدر من المكاسب وهذا الأمر يعود إلى نشأة جماعة الحوثيين في عام 2004، بأخذ التفاوض لأجل تحقيق مكاسب وتأجيل مطالب الآخرين.

 

ويؤكد أن الحوثيين منذ مشاورات جنيف والكويت والسويد يأخذون فقط المكاسب ويرحلوا المطالب الاخري، حيث فتح لها ميناء الحديدة ودخلت المشتقات النفطية ومطار صنعاء واعتمدت جوازات سفر بالمخالفة لأبجديات العمل السياسي في العالم، في المقابل لم تقدم شيء حتى رفضت فتح طرق تعز المغلقة منذ سنوات.

 

وتهدد مرارا جماعة الحوثي بالعودة إلى مسار العمليات العسكرية في حالة تعثر المشاورات، في وقت تواصل عملية تحشيدها للمقاتلين والدفع بهم إلى جبهات القتال، فضلا عن استمرار خروقاتها الميدانية من خلال شن طائرات مسيرة إلى مواقع الجيش الوطني أو تنفيذ هجمات عسكرية كما هو الحال في تعز ومأرب والضالع.

 

شرعية مشتتة

 

وأبدى أستاذ العلاقات الدولية الكويتي فائز النشوان أسباب التعثر المفاوضات يعود إلى "حالة التشرذم التي يعيشها فريق الشرعية اليمنية بين انقسام سياسي ومناطقي حتى بدت ملامح من يمثل هذه الشرعية غير معلومة الوجه ولا التوجه".

 

يضيف في منشور له على تويتر أن رئيس المجلس السيادي لم يتمكن من جذب اليمنيين على مشروع يُقنعهم ولا حكومة استطاعت أن تبني نموذج تنموي في المناطق التي تقع تحت سيطرتها.

 

ويشير إلى أن التيارات السياسية لم يتمكنوا ايضا من تقديم خارطة طريق يجتمع عليها أهل اليمن من شمالها إلى جنوبها، مشددا على ضرورة إيجاد حلول قابلة للتحقيق على أرض الواقع متجردة من "الشعارات والأحلام وبيع الوهم".


التعليقات