(الموقع بوست) يزور جبهة "حمير" غرب تعز ويستطلع أوضاع المقاومة هناك (تقرير ميداني)
- راكان الجُـبَيحي - خاص الأحد, 24 يوليو, 2016 - 07:11 مساءً
(الموقع بوست) يزور جبهة

[ من مواجهات المقاومة مع المليشيا في ظهر حمير - خاص ]

أكثر من عام على الحرب التي تشنها مليشيات الحوثي وقوات المخلوع على تعز، على خلفية وقوفها إلى جانب الشرعية، ورفضها الانصياع لإرادة الانقلابيين، ومنذ ذلك التاريخ، كانت أرياف المحافظة، خارج نطاق المواجهة، إلا أن مليشيات الحوثي والمخلوع، بعد أن فشلت في اقتحام مدينة تعز، نتيجة الصمود الأسطوري لأبنائها، سعت لفتح جبهات في أرياف المحافظة، ومديرياتها، مستغلة تركيز المقاومة على الدفاع عن تعز.
 
من تلك الجبهات، التي فتحتها المليشيات مؤخرا، جبهة "حمير"، وهذه المنطقة تمتد من مديرية مقبنة، إلى مديرية جبل حبشي الواقعتين إلى الغرب من تعز.
 
وبحسب المصادر، فإن المليشيات هدفت من فتح جبهة قتال في منطقة حمير، إلى الالتفاف والضغط على مواقع المقاومة والجيش الوطني في الجبهات الأخرى القريبة منها.
 
(الموقع بوست)، قرر الذهاب إلى جبهة حمير، والتجول فيها، وتسليط الأضواء على هذه الجبهة التي تعتبر من الجبهات البعيدة عن الإعلام، إلى حد كبير.
 
أهمية جبهة حمير
 
تعتبر حمير، من المناطق الهامة غرب تعز، نظرا لامتدادها بين مديريتين، الأولى مقبنة، والثانية جبل حبشي، كما تمر عبرها عدة طرق هامة، ومعبدة، تصل إلى جبل حبشي، ومن ثم إلى الجبهة الخلفية لجبهة الضباب، القريبة من مدينة تعز، والتي تشهد معارك شرسة، بين الجيش الوطني والمقاومة، والمليشيات الإنقلابية منذ أكثر من عام.
 
كما يمر عبر منطقة حمير، طريق فرعي، عبر سلسلة جبلية، تصل إلى الجهة الأخرى من مديرية جبل حبشي، مسقط رأس قائد محور تعز، العميد يوسف الشراجي، فضلا عن كونها تبعد مسافة قصيرة من طريق "تعز – التربية"، والذي يصل إلى مناطق أخرى جنوب البلاد.
 
ولعل سعي المليشيات على فتح جبهة حمير، جاء لتأمين نقل الإمدادات لها، كون هذه الجبهة، هي المنطقة الوحيدة التي يمكن من خلالها قطع طريق الإمداد الرئيسي، الذي يمر عبر طريق "الحديدة المخا تعز"، ثم يصل إلى منطقة البرح القريبة من حمير، وبالتالي، تسعى المليشيات لضمان سيطرتها على المنطقة، لتأمين إمداداتها.
 
محاولة التفاف فاشلة
 
يقول قائد جبهة حمير هناك مفضل الحميري لموقع "الموقع بوست" إن أكثر المعارك التي تدور حاليا في الجبهة، عبارة عن محاولات متكررة للمليشيات الانقلابية لفتح الخط الواقع خلف الضباب، وأيضاً الخط الذي يمنع وصولهم إلى "البيرين" خط تعز التربة.
 
وأشار الحميري إلى أن أعنف المعارك تدور على امتداد السلسلة الجبلية الواقعة في حمير والممتدة من مديرية مقبنة إلى مديرية جبل حبشي، وذلك بهدف السيطرة على هذه السلسلة الجبلية، كون السيطرة عليها سيسهل التحكم بعد ذلك بالخط الرئيسي والمرور منها لعدة طرق مؤدية إلى تعز ومواقع المقاومة.
 
وأوضح أنه خلال تصدي قوات المقاومة لمحاولات المليشيات في جبهة حمير، سقط خمسة شهداء من أبناء المنطقة المرابطين فيها، وأصيب قرابة 15 آخرين، بالرغم من استخدام المليشيات لمختلف أنواع الأسلحة في هجماتهم، بما في ذلك المدفعية، وصواريخ الكاتيوشا، وغيرها، حيث أوضح قائد جبهة حمير، أن المليشيات أطلقت أكثر من 50 صاروخ كاتيوشا وقذيفة، على المنطقة، لكنها لم تؤثر على عزيمة وثبات الشباب في مواقعهم.
 
ولفت الحميري، إلى أن تلك القذائف والصواريخ تسببت في نزوح معظم الأهالي، إلى مناطق ومحافظات أخرى، منوها إلى أن المليشيات تمتلك أسلحة وعتاد نوعي، تستخدمه لقصف منازل المنطقة، وكذا القرى المحاذية للمنطقة.
 
يقظة ريفية

تبحث المليشيات عن ثغرة تمكنها من التوغل في أرياف تعز، وإيجاد موضع قدم لها فيها، وذلك لضمان استمرار التمويل والإمداد، خصوصا أثناء استمرارها في التوغل في تلك المناطق، وصولا إلى مواقع المقاومة والجيش.
 
وبالرغم من محاولات المليشيات، إلا أنها اصطدمت بيقظة وحذر المقاومة من أبناء المنطقة، والذين كانوا مستعدين لأي تحركات مشبوهة لمليشيات الحوثي والقوات الموالية لها.
 
يقول قائد الجبهة الحميري في حديث لـ(الموقع بوست)، إن المليشيات بعدما عجزت عن اقتحام ودخول المدينة، اعتقدوا أن منطقة حمير سهله، وأنها في حالة سيطرة عليها، سيكون سهلا عليها الوصول إلى منطقة الضباب، وخط تعز التربة، ومناطق أخرى، إلا أن المليشيات وجدت صمود وثبات ومقاومة كبيرة من قبل أبناء المنطقة، الذين وقفوا وأفشلوا تلك المحاولات.
 
تكاتف وتلاحم
 
تتميز جبهة حمير، بأنها جبهة خالية من أي تواجد لمؤيدين أو متعاطفين مع المليشيات، إذ لاحظنا ونحن نتجول في الجبهة، أنه ليس هناك أحد متعاطف مع المليشيات، سواء مليشيات الحوثي، او الرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح.
 
وهذا التميز، ساهم في تمتين تلاحم وتكاتف أبناء المنطقة في وجه مليشيات الإنقلاب، وجعلها أكثر صلابة في وجه كل الهجمات.
 
وعما إذا كانت الجبهة تتلقى دعم من قبل قيادة الجيش والمقاومة، أوضح قائد الجبهة، مفضل الحميري، أن هناك دعم وتواصل مستمر مع قيادة المقاومة والجيش، إلا أنه ليس بالشكل المطلوب.
 
ولفت إلى أن الهدف الرئيس حاليا لأبناء المنطقة، هو الدفاع عنها، وعدم السماح للعدو بالتقدم أو مواصلة السير باتجاه منطقة الضباب وغيرها، فضلا عن كونها جبهة استنزاف للمليشيات وقواته.
 
واستطرد قائلاً: "الدعم الكبير الذي يجعلنا ثابتين وصامدين ومواصلين في الجبهة هو تماسك ابناء المنطقة واسنادهم لنا، ودعمهم، وتكاتفهم، ورفضهم الخضوع للمليشيات او السماح لهم بالمرور والالتفاف على المقاومة من طريق الضباب وعدة طرق أخرى".
 
واختتم حديثه بالقول: "الشباب جميعاً خرجوا بأسلحتهم وذخيرتهم القليلة مدافعين عن منطقتهم، وهذا الذي يرجح كفتنا بشكل كبير، ويجعلنا نستمر ونواصل سيرنا بالصمود والدفاع في الجبهة منذ عدة أشهر ضد محاولات المليشيا المتكررة".
 


- صور :

(الموقع بوست) يزور جبهة "حمير" غرب تعز ويستطلع أوضاع المقاومة هناك (تقرير ميداني)

التعليقات