عبدالمجيد الفخري شاب يسجل شجاعة فريدة بإنقاذ أسرة من السيول في إب (فيديو)
- خاص الجمعة, 16 أغسطس, 2024 - 10:55 مساءً
عبدالمجيد الفخري شاب يسجل شجاعة فريدة بإنقاذ أسرة من السيول في إب (فيديو)

[ الشاب الفخري أثناء انقاذه أسرة من السيول التي اجتاحت مسكنهم ]

في مشهد يحبس الأنفاس، أقدم شاب بالمخاطرة في حياته لإنقاذ أسرة مكونة من أم وثمانية أطفال من موت محقق، جراء سيول الأمطار في منطقة جبلة بمحافظة إب (وسط اليمن).

 

وتداول نشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر الشاب "عبدالمجيد عبدالله الفخري"، وهو يقوم بمغامرة شجاعة لإنقاذ أم وأطفالها من الغرق جراء سيل جارف اجتاح منزلهم، في مشهد فدائي نال استحسان اليمنيين.

 

والشاب الفخري هو من فئة المهمشين وينتمي الى مدينة جبلة، حيث كانت أسرته تسكن في منطقة "العقبة"، بدور أرضي في مبنى يقع على ممر السيول، ما جعله عرضة لخطر شديد، جرفت السيول كل ما في المنزل.

 

تمكن الفخري من إنقاذ أفراد الأسرة في عملية استغرقت نحو نصف ساعة، وأصبح حديث الناس بعد عمله البطولي، الذي وثقته إحدى عدسات الكاميرا وتم تداول المقطع المصور بشكل كبير عبر المنصات، ومع ذلك أصبح الفخري وأفراد أسرته بلا مأوى ونقلوا إلى أحد الفنادق على نفقة فاعلي خير، وسط مطالبات شعبية بدعمهم وإنشاء منزل لهم بالمنطقة.

 

وحظيت العملية بتفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، مشيدين ببطولة الفخري الذي غامر بنفسه لإنقاذ الأسرة، كما دشن ناشطون حملة تبرعات لصالح الفخري ردا للجميل الذي صنعه.

 

 

وتسببت سيول الأمطار الجارفة التي شهدتها مدينة إب وضواحيها، الخميس، بوفاة شخصين وإنقاذ آخرين، وتهدم عدد من المنازل.

 

وقالت مديرة قسم التمويل والشراكات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، ليزا دوتن، في إحاطة لمجلس الأمن الدولي الخميس؛ إن "الأمطار الغزيرة والفيضانات ضربت عدة محافظات في اليمن، ما أدى إلى تأثر حوالي 695 ألف أسرة بشكل مباشر، حيث فقدت منازلها ومصادر رزقها". مشيرة إلى أن الفيضانات تسببت في "مصرع نحو 98 شخصا، وإصابة أكثر من 600 آخرين، وذلك في حصيلة تشمل أعداد الضحايا منذ مطلع العام الجاري.

 

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، تضرر 180 ألف شخص جراء سيول اليمن منذ مطلع آب/ أغسطس الجاري، مبينة أن هناك حاجة ماسة إلى 4.9 ملايين دولار لتوسيع نطاق الاستجابة الطارئة.

 

ووجه مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، للحوثيين محافظ إب المعين من قبلها عبد الواحد صلاح، بتكريم الشاب الفخري، مشيدا بموقفه الشجاع.

 

وفي السياق قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، "تحية كبيرة للبطل عبدالمجيد الفخري الغني عن التعريف، تعظيم سلام، يستحق الاحتفاء والتكريم".

 

 

الباحث نبيل البكيري، علق بالقول "الأبطال الحقيقيون هم أولئك الذين لا تعرفهم سوى البطولة ومواقفها التي يسجلون من خلالها رجولتهم الحقيقة لا مدعاه".

 

وأضاف "البطولة أن تفتدي الأخرين بروحك ونفسك ولا دافعك لذلك سوى اجابة نداء الإنسانية وحده في نفسك وضميرك ولو كان نتيجة ذلك موتك المحقق".

 

 

الشاعر فؤاد الحميري كتب "هناك من رُبِطَتْ الحبال حول أوساطهم لإنقاذ المواطنين، وهناك من يجب ربطها وشدّها حول رقابهم لإنقاذ الوطن".


 

 

الناشطة حياة الذبحاني، علقت بالقول "الجدعنة في أسمى معانيها، والبطولة في أبهى صورها، والإنسانية في أكمل معانيها والرجولة في كل مظاهرها والشهامة والنبل بكل مسمياتها".

 

وتابعت "هو الدفاع المدني ولا غيره، تحية لهذا الشاب من محافظة إب وهو ينقذ أسرة من الغرق، تعظيم سلاام وتحية وشكر جزيل وإمتنان".


 

 

بدروه قال مدير مكتب الثقافة في محافظة تعز السابق عبدالخالق سيف "وحدك عليك السلام وأنت نور الله في الأرض وعطر البطولة".

 

 

الأكاديمي كمال البعداني، قال مخاطبا الشاب الفخري "شكرا لك أيها الفتى الأسمر، أنت بطل هذا اليوم"، كما بعث عدة رسائل: الاولى : الى ذلك الفتى الاسمر. الفتى اليمني الاصيل واقول له : الجميع ممتن لفعلك البطولي هذا اليوم ، انت البطل انت ومن كانوا معك.

 

الرسالة الثانية خاطب البعداني فيها السلطة المحلية في المحافظة ممثلة بالمحافظ ومعه اربعة واربعين وكيل، وهل سأل أحدا منهم هذه الليلة عن حال هذه الاسرة المنكوبة ؟ وماذا انتم فاعلون معها ومع ذلك الفتى الاسمر الذي يستحق منكم التكريم المادي قبل المعنوي . فما قام به لم يقم به الدفاع المدني .

 

وختم البعداني منشوره بالقول "والله لو كان هذا العمل البطولي في دولة غير اليمن لجعلوا منه بطلا قوميا ، كما حدث قبل اسابيع مع سائق شيول في منطقة عسير جنوب السعودية، انقذ اربعة أطفال من وسط السيول فاستقبله الامير وأكرمه وانهالت عليه التبرعات بسخاء مادية وعينية من كل مكان داخل المملكة،  والدعوة هنا لا تشمل رجال الاعمال والمؤسسات داخل اب فقط بل تشمل الجميع وخاصة في العاصمة صنعاء".


 

 

الكاتبة والروائية فكرية شحرة رددت تلك الأبيات الشعرية لعنترة ابن شداد:

يُنادونَني في السِلمِ يا اِبنَ زَبيبَةٍ

وَعِندَ صِدامِ الخَيلِ يا اِبنَ الأَطايِبِ

وَلَولا الهَوى ما ذَلَّ مِثلي لِمِثلِهِم

وَلا خَضَعَت أُسدُ الفَلا لِلثَعالِبِ

 

 

أما الناشطة الحقوقية فاطمة الأغبري فقالت "الشجاعة ليست مجرد صفة تُطلق على أحد، وانما هي مواقف، والبطل عبدالمجيد عبدالله الفخري الموجود في الصورة، اثبت ذلك وانقذ أسرة كاملة بينهم نساء وأطفال من الغرق بعد محاصرة السيل منزلهم في مديرية جبلة محافظة إب".

 

وأضافت "مثل هذا الشاب، يستحق ان نقف له احترامًا وتقديرًا لشجاعته، ويجب ان يتم تكريمه.. فهو يستحق ذلك، والشجاعة مواقف".


 

 

الصحفي أوراس الارياني اكتفى بالقول "لقد انقذنا جميعا هذا البطل، سئمنا من صناعة أبطال وهميين بألف وجه".


 

 

الإعلامي حميد الرقيمي، فكتب "كأنها صورة غلاف لفيلم عالمي مستند على قصة حقيقية كان بطلها هذا الشاب المعدم النحيل الذي عاش في مجتمع ينفر منه وينعته بأبشع الصفات حتى جاءت الفرصة التي يلغي حضورهم ويكون هو الأول عظمة وإنسانية ورجولة".

 

وأضاف "طالما آمنت بأن الإنسان موقف واحد في حياته، وكان هذا التجسيد الأنبل والأجمل والأصدق في لحظة قاتمة وشحيحة بهذه المواقف التي تبقى مرتبطة بصاحبها حتى الأبد".


 

 

الإعلامية أفنان توركر قالت "عن عظمة الإنسان اليمني وقوته رغم جبروت الطبيعة، الفيديو من مدينة جبلة في إب عند إنقاذ امرأة وطفلها من سيول كادت أن تفتك بهما، المشهد يحبس الأنفاس".


 

 

من جهة نظر أخرى علق نشوان الحلقي، بالقول "البلد تحتاج من ينتشلها مثل ما صنع هذا البطل، بس في ملاحظة، كل من كان يشد الحبل بطل، ولولاهم لما استطاع البطل المجازف إنقاذ الأسرة كاملة".

 

 

وقال "ربما ينقذ فرد واحد على أكثر تقدير"، مشيرا إلى أن اليمنيين بحاجة شيئين اثنين لإنقاذ اليمن، رجل بجسارة هذا البطل، وشعب خلفه وبنفس جسارته.

 

 


التعليقات