الصراري ... حائط المبكى الجديد للمليشيا في اليمن (تقرير خاص)
- متولي محمود - خاص السبت, 30 يوليو, 2016 - 06:22 مساءً
الصراري ... حائط المبكى الجديد للمليشيا في اليمن (تقرير خاص)

[ تمائم واسحار ومنشورات طائفية عثر عليها في الصراري ]

نفذ الإعلام الموالي للحوثيين حملات إعلامية واسعة على خلفية تنفيذ تشكيلات من مقاومة تعز حملة أمنية في قرية "الصراري" جنوب المدينة.
 
ودشن إعلام المليشيات هاشتاجات مدعمة بصور مضللة عائدة بالغالب إلى ضحايا حروبهم في سائر عموم البلاد، منذ سيطرتهم على السلطة بقوة السلاح.
 
ويتهم الإعلام الموالي للانقلابيين، مسلحي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز بارتكاب جرائم بحق أبناء "الصراري"، ما بين إعدامات ميدانية وتفجير منازل، والذي قال إعلاميون إنه إسقاطا لأساليبهم الإجرامية التي طالت معظم المدن اليمنية.
 
وتقع قرية "الصراري" جنوب جبل صبر، وينتمي إليها رجال دين شيعة موالين للحوثيين، استخدمت كمنطلق لسيطرة الحوثيين على جبل صبر الاستراتيجي، قبل أن تتمكن القوات الحكومية من استعادته قبل أشهر.
 
وفيما تقع القرية ضمن نطاق سيطرة المقاومة الشعبية في تعز، ظلت "الصراري" تستقبل شحنات الأسلحة والمقاتلين الحوثيين، لاستخدامها مجددا كمنطلق لإسقاط جبل العروس أعلى قمة في جبل صبر.
 
وقد شاركت القوات المتمركزة في القرية بإطلاق المقذوفات وصواريخ كاتيوشا على المناطق المجاورة ضمن تغطية نارية لهجمات حوثية حثيثة على المنطقة، فيما قامت المليشيات هناك بقطع خط صبر المسراخ، والذي كان بمثابة شريان الحياة للمدينة المحاصرة.
 
جاءت الحملة الأمنية بعد سلسلة وساطات واتفاقيات قام بها مشائخ محليون، قضت جميعها بتسليم السلاح وفتح الطريق، مقابل الأمان وكف قوات المقاومة من تنفيذ الحملة الأمنية، غير أن كل تلك الاتفاقيات تعرضت للفشل بسبب تراجع المليشيات عن تنفيذها.
 
ويرى إعلاميون أن الحوثيين يتخذون من "الصراري" كحائط مبكى، للعب على وتر الأقليات والتطهير العرقي الذي يلوكونه في وسائلهم الإعلامية حتى من قبل الحملة الأمنية.
 
وأضاف الإعلاميون أن الغرض هذه الحملات الإعلامية المضللة هو استنفار المقاتلين من جميع مناطق الشمال على نحو طائفي مناطقي بحت، تحت يافطة "الانتصار للصراري".
 
كما حقق الانقلابيون، رغم فشلهم في توفير أي أدلة إدانة سوى تلك الصور التضليلية المستهلكة، حققوا تعاطُف أممي انحيازي، لم تلفته جرائم المليشيات من حصار وتقتيل، منذ أكثر من عام.
 
الترويج لحرب مذهبية
 
"محمد الحيدري" خبير عسكري يقول: "الحوثيون زرعوا عدة بؤر في المناطق الحساسة لتسهيل السيطرة على تعز، وهذا أسلوب متبع منذ دول الأئمة السابقة وطبق في إب وذمار وأغلب المحافظات".
 
وأضاف في حديث لـ(الموقع بوست): "سقوط الصراري يعني فقدان الأمل بالسيطرة على جبل صبر، أحد أهم النقاط للسيطرة على تعز عبر التاريخ".
 
وتابع الحيدري: "مؤخرا، وبرغم علمهم المسبق أنها سقطت عسكريا، حيث أصبحت محاصرة من جميع الجهات وأصبح تحريك دعم إليها شبه مستحيل، حرك الحوثيون أتباعهم في الصراري لغرض واحد هو المكسب الإعلامي وترويج القضية أن هناك حرب مذهبية تستهدف مذهبهم".
 
وأشار إلى أنه بالنسبة للمقاومة، فإن السيطرة على "الصراري"، يعني تأمين جبل صبر تماما، وخصوصاً قمة العروس، وتحقيق ضربة قاصمة للمتحوثين بأنهم سيتركون وحيدين في مواجهة مصيرهم حتى ولو كانوا هاشميين، فضلا عن المكاسب الإعلامية.
 
تغطية على جرائمهم
 
أما الصحفي "بلال المريري" فيقول إن التناول الإعلامي من قبل جماعة الحوثي وصالح لموضوع "الصراري"، محاولة لحرف مسار الحدث الذي كان بمثابة هزيمة نكراء تلقتها ميليشياتهم التي كانت تخطط منذ أشهر لاستعادة مواقع ومناطق استراتيجية في جبل صبر.
 
وأضاف لـ(الموقع بوست): "كانت المليشيات تريد استخدام المنطقة  كنقطة انطلاق لهذا المخطط، وتحويله إلى حائط مبكى، وتصويره على أنه تطهير عرقي عبر نشر معلومات كاذبة وصور مزورة لا علاقة لها بعملية أمنية نفذتها المقاومة في إطار مناطق سيطرتها بهدف القضاء على مخطط كان يستهدف عمقها الاستراتيجي".
 
وتابع المريري: "كما أنهم يحاولون التغطية على جرائمهم المتلاحقة بحق أبناء تعز منذ أكثر من عام عبر صناعة مشاهد مأساوية ملفقة، هي لصيقة بهم منذ إعلانهم الحرب على اليمنيين، والتي تمثلت بارتكابهم جرائم تهجير وتفجير وقتل جماعي لم نجد لها شبيها في تاريخ اليمن".
 
انحياز أممي للمليشيات
 
من جانبه يرى الصحفي "محمد سعيد الشرعبي" أن إعلام الانقلاب يروج كذبة حدوث جرائم حرب في قرية "الصراري" بهدف إدانة رجال المقاومة، وكسب تعاطف محلي ودولي بعد نجاح قوات الشرعية في عملية أمنية في المنطقة.
 
وأضاف في حديث لـ(الموقع بوست): "دعوة الأمم المتحدة لوقف القتال في القرية أتى متأخراً، و يساوي بين الجلاد والضحية، فبدلا من مخاطبة المليشيات كونهم معتدين على المنطقة خاطبت الكل، وهذا تمييع للمشكلة".
 
وتابع الشرعبي: "الأمم المتحدة منحازة بشكل معلن للمليشيات، ولم تدن الجرائم المستمرة لمليشيات الحوثي وصالح بمدينة تعز أو ريف المحافظة إلى هذه اللحظة".
 
وقال بأن ممثلي المنظمة الدولية في اليمن، يعتبرون غطاء أول لجرائم حرب المليشيات بتعز، حيث يسارعون إلى إطلاق دعوات وقف الاقتتال كلما حررت منطقة ريفية أو حي في المدينة.
 


التعليقات