[ فعالية في المخا بذكرى مقتل صالح ]
أثارت مشاركة قيادات بحزب التجمع اليمني للإصلاح الاحتفال بثورة ما يسمي الثاني من ديسمبر (الانتفاضة الذي دعا لها الرئيس السابق علي عبدالله صالح) ضد جماعة الحوثي -حلفاء انقلابه على الدولة- في الساحل الغربي، جدلا واسعا بين أوساط اليمنيين.
وشهدت مدينة المخا، أمس الأربعاء، فعالية جماهيرية وذلك بحضور وفد حزب الاصلاح إحياءً للذكرى السابعة لما سموها انتفاضة صالح ضد جماعة الحوثي التي قتل في الرابع من ديسمبر 2017 بعد يومين من إعلان فض شراكته على يد الجماعة في العاصمة صنعاء.
وشارك وفد من حزب الإصلاح على رأسهم القائم بأعمال أمين الحزب عبد الرزاق الهجري، في مدينة المخا غرب محافظة تعز في احتفالية تمجد "صالح"، كخطوة أثارت الكثير من التساؤلات لدى الكثيرين، فيما يتعلق بهذا التقارب، منهم من يرى أنها خطوة صحيحة في طريق استعادة الدولة، والبعض الأخر يرى أنها امتهان للحزب وتفريط بدماء الشهداء الذين كانوا وقودا للحرب التي سعرها صالح بتحالفه مع الحوثيين.
وقال الهجري في كلمة له خلال الفعالية إن من وصفها بـ "الانتفاضة التي قادها علي عبدالله صالح شكلت إضافة لمعركة الخلاص الوطني التي يخوضها شعبنا وقواه المخلصة لاستعادة الدولة".
وأكد الهجري "أن القوى الوطنية قد تعلمت درسًا بليغًا وقاسيًا من الجائحة الحوثية وانقلابها على الجمهورية، تعلمنا هذا الدرس من دمائنا وديارنا".
وفي سياق تعليقه على هذا التقارب أعاد الكاتب والقيادي في حزب الإصلاح عبده سالم نشر إحدى كلمات أبرز ثوار 26 سبتمبر الشهيد محمد محمود الزبيري التي قال فيها "إن حكاية وحدة الصف بدون وحدة الهدف حكاية تافهة وخرافة ولا تعدو أن تكون في الواقع غير اتفاق على نفاق متبادل وغش مشترك".
من جانبه قال الكاتب محمد اللطيفي "دعك من تصالح الساسة مع خصومهم، ففي النهاية هم عبيد سلطة، وتقاربهم يسهل المنافع ويؤجل العدوات بينهم".
وقال "وما عداهم؛ فكل من يسامح قاتله أو يغفر لجلاده أو يبرر لجرائم المستبد، ليس سوى مشروع قاتل مختبئ داخل رواية أو قصيدة أو خطبة جمعة أو حتى منشور عميق".
الناشط أسامة المحويتي، وصف هذا التقارب بالغباء والجبن، وقال "كان وحدتم الصف مع عفاش في 2011 أو 2014 وجنبتم اليمن هذا الانهيار وهذه الدماء".
وأضاف "أما تتوحدون بعد خراب مالطا فهذا دليل على أنكم أنذال وأغبياء ولصوص وجبناء"،
وتابع "أقسم أن قيادات الإصلاح التي تم شحنها إلى المخا اليوم سيتم شحنهم في القريب العاجل إلى صنعاء من أجل توحيد الصف مع نصر الدين عامر". مستدركا "من عاش ذكّر".
الكاتب فهد سلطان، هو الآخر علق قائلا "لنفرض جدلا أن أتباع الثائر ليومين، عرفوا طريق الحق واتبعوه أخيرا ووقفوا إلى جانبه، فهل يعني ذلك – بالضرورة -غسل جرائمه؟ هل يعني ذلك أن نجعله هو أيضا جزء من النضال الثوري القائم اليوم؟ هل يمكن تعديل سيرته بأثر رجعي الموثقة بالصوت والصورة؟!
وزاد: هل يمكن بهذه السهولة محو الماضي وإلحاقه بالحاضر لمجرد فقط أن جماعة ذلك المنحرف الضال عدلت عن طريقها لمصالح خاصة وظروف سياسية مستجدة؟!
وأضاف "التاريخ شيء والسياسة شيء آخر، ويجب التفريق بينهما، ولا يجوز ممارسة السياسة من خلال العبث بالتاريخ".
أما رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح في تعز احمد عثمان، فقال "تعبيد الطرق وتحديد البوصلة، يجب أن تكون كل الطرق تودي إلى صنعاء وتصنع مستقبلا لا يلتفت للماضي لا للدراسة والإعتبار دون إضاعة الوقت على الاطلال او الملامات، فالتوقف عندما تكون الحركة إلى الامام واجبة بضاعة العاجزين"، حد قوله.
ويرى عثمان أن استمرار الفرقة هنا عجز وخذلان وقلة حيلة، والانطلاق إلى المستقبل بطاقة وجهد واحد متجدد تتجاوز كل التعقيدات والعقد مهما كانت هي قوة قرار وأمل بصناعة صفحة ثقافية وسياسية ومجتمعية جديدة ومرونة مترفعة وفاعلة تستغل كل الفرص وتوظف المستجدات للمصلحة الوطنية ومعركة التحرير الوطني".
وقال "كل ما سبق من شأنه استدعاء قوة المجتمع كما يجب وانقاذ الوطن بأدوات وتصورات متجددة تتحرر من الافكار المعيقة والثقافة السياسية السلبية".
وحسب عثمان فإن كل هذا يبقى كلام فارغ مالم ينتقل إلى خطة وواقع عملي يستنفر كل الطاقات بأفق واسع حدوده شجرة الأحلام الوطنية التي سقتها ومازالت دماء اليمنيين عبر الثورات المتعاقبة والنضالات المستمرة.
أحمد نعمان اليفرسي، كتب "أنا مع مصالحة ووحدة وطنية لصالح الشعب والبلاد، ما تفعلونه إيجابي جدا، لكنه يظل في إطار ترتيب أوضاعكم الشخصية، وليس لترتيب أوضاع البلاد".
وأكد أن "المصالحة لا تعني تكريس التقسيم الحاصل وتكريس منطق الكعكة الجماعة الفلانية لهم منطقتهم والجماعة الأخرى لهم منطقتهم واحنا أصحاب (..) هذا لم يعد وطنا".
وقال "نريد أن ترتقوا إلى مستوى تطلعات الشعب ولو تعبتم وضحيتم، وخسرتم من مصالحكم، فإن طريق التقسيم والكعكات نهايته خيبة وخسارة أكثر مما لو أنكم استجبتم لتطلعات اليمنيين".
المحلل والخبير العسكري محمد عبدالله الكميم قال أي مؤتمري مازال يعتقد أن عدوه الإصلاحي فاعلموا انه إما حوثي متخفي بلبس المؤتمر أو ليس لديه عقل ومريض نفسي، ومثله أي إصلاحي مازال يعتقد أن عدوه المؤتمري فاعلموا انه إما حوثي متخفي بلبس الإصلاح او معتل العقل ويحتاج إلى علاج نفسي".
ويرى أن أي يمني يعتقد بأن لديه عدو غير الحوثي وايران فلا تحسبوه بني آدم او عنده ذرة دم أو كرامة او أخلاق بل وتعاملوا معه على انه طابور خامس خبيث ولا يمنع أن تصنفوه عدو.
وأضاف "في هذه المرحلة وفي هذا الزمان صفروا خلافاتكم مع بعضكم، وصفوا نواياكم، وفرغوا طاقاتكم وجهودكم وأحقادكم باتجاه الحوثي، فإن لا عدو لكم غيره".