هل تشهد اليمن دورا روسيا مساندا للانقلابيين خلال الفترة المقبلة؟ (تقرير خاص)
- وئام عبدالملك - خاص الإثنين, 08 أغسطس, 2016 - 05:24 مساءً
هل تشهد اليمن دورا روسيا مساندا للانقلابيين خلال الفترة المقبلة؟ (تقرير خاص)

[ خلال لقاء المخلوع صالح بالسفير الروسي بصنعاء مؤخرا ]

بعد أن تمكنت المعارضة السورية من فك الحصار على مدينة حلب، الذي فرضته عليها القوات التابعة للرئيس السوري "بشار الأسد" وحلفائه منذ مطلع يونيو/ حزيران الماضي، حذر خبراء عسكريون من الرد الروسي الضاغط في المنطقة، عن طريق دعمهم لمليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في اليمن، نتيجة لارتباط الملف السوري باليمني، وكنوع من الرد على الدور السعودي في توحيد ودعم الفصائل السورية المقاتلة والمشاركة في معركة فك الحصار عن حلب.
 
وتوقع الخبير العسكري إبراهيم آل مرعي، أن تقوم روسيا بدعم مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، بالسلاح، مطالبا صانعي القرار بالتحسب لخطوة كتلك يمكن أن تُقدم عليها.
 
ومطلع العام الجاري قال مستشار المرشد الأعلى الإيراني وزير الخارجية الأسبق على أكبر ولايتي" إن تغييرات كبيرة حصلت في المنطقة، تمثلت في التعاون غير المسبوق بين روسيا وإيران، وأن هذا التعاون لا يشمل سوريا فقط، لكنه يمكن أن يشمل اليمن مستقبلا"، لكن ظلت إمكانية التدخل الروسي في اليمن، مرتبطة بشكل كبير بالتطورات الحاصلة على الأرض السورية، وفي المنطقة عموما.
 
وفي الوقت الذي يستبعد خبراء إمكانية التدخل الروسي في اليمن كونها ليست من أولوياتها، يرى آخرون أن تدخل" الدب الروسي" يمكن أن يحدث تحت مظلة الإرهاب، لإطالة أمد الصراع في البلاد باتفاق دولي، مؤكدين أن التباطؤ في حسم الملف اليمني سيزيد الوضع تعقيدا، وسيفتح الباب على مصراعيه أمام كل التوقعات.
 
دور محدود
 
وحول هذا الأمر، يستبعد الخبير العسكري علي الذهب، أي تدخل عسكري لروسيا في اليمن في الوقت الراهن، على الرغم من أنه رجح حدوث ذلك في وقت سابق، بعد أن بدأت الأولى بالمجاهرة بدعم تحالف الانقلاب بصنعاء، وهو لا يرى رابطا جوهريا بين كسر المعارضة السورية للحصار، وإمكانية الرد الروسي على ذلك في اليمن.
 
وأضاف لـ(الموقع بوست) أن الحدود التي ترسمها روسيا لنفسها في أزمة اليمن، لا تتعدى التعاون والتنسيق مع الانقلاب في المجال العسكري، وهو ما يبدو واضحا من خلال استعادة منظومة الصواريخ لدورها في الحرب، وتحقيقها لأهدافها في العمق السعودي.
 
وبيّن أن الصراع في اليمن لا يمثل تهديدا مباشرا للأمن القومي الروسي، منوها إلى أن هناك تهديد غير مباشر، لكنه لم يصل بعد لمرحلة تستدعي التدخل عسكريا، فضلا عن الهيمنة الأمريكية والأوروبية على ملف الصراع في اليمن، ونظرتها إلى ما يجري من زاوية الأمن الخليجي، الذي يعد أمنها، وكذا قضية الاعتماد على موارد الطاقة الإرهاب، والنفوذ الإيراني المناوئ، وسلامة الملاحة البحرية في خليج عدن والبحر الأحمر.
 
التدخل السياسي
 
من جهته يرى المحلل السياسي ياسين التميمي، أنه من السابق لأوانه الحديث عن تدخل روسي مباشر بالمعنى العسكري، لأن اليمن محصنة بقرار دولي يصعب تخطيه، والقاضي بانسحاب المليشيا الانقلابية وتسليم أسلحتها، لأن تجاوزه سيفتح المجال لتدهور لا يمكن احتماله في اليمن.
 
وأكد لـ(الموقع بوست) أن التدخل الروسي قائم وله تأثير، لكن يظل في الحدود السياسية، لأن روسيا إحدى الدول الراعية لعملية السلام في اليمن، وحين تقرر التصرف بشكل منفرد وخارج القرارات الدولية، فإنها ستضيف تحديات جديدة لدورها في المنطقة، لافتا إلى أنه ليس من المنطقي أن تواجه إخفاقها في حلب بالتورط في تدخل عسكري جديد.
 
تعقيدات تدخلها
 
بدوره يؤكد عضو المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية فهد سلطان، أن تدخل روسيا بشكل مباشر في اليمن، سيصب مباشرة في صالح الجماعات المسلحة، والمصنفة من قبل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على أنها" إرهابية".
 
موضحا في حديثه لـ(الموقع بوست) أن تدخلها سيكون مبررا كافيا لقيام هذه الجماعات بمواجه ورفض هذا التدخل, في تكرار لتجربة سوريا، مؤكدا ذلك سيحول اليمن إلى صراع نفوذ مباشر بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا من جهة، وإيران المملكة العربية السعودية من جهة أخر’ وسيكون الاستثمار عبر الجماعات العنيفة، في حرب غير معلنة" بالوكالة".
 
كما استبعد التدخل الروسي في اليمن، كون تدخلها في روسيا كان بطلب من الرئيس بشار الأسد، فيما الوضع في البلاد، أكثر تعقيدا، لأن الشرعية في اليمن ترتبط بالتحالف العربي، الذي يقاتل المليشيا الانقلابية منذ مارس/آذار 2015.
 
ولفت الكاتب" سلطان" في ختام حديثه، إلى أن الدعم الدولي للمليشيا قائم، وهناك دعم عسكري غير معلن، وفيما لو تشكلت العلاقة بين الانقلابيين وروسيا بشكل رسمي، سيكون هناك دعم سياسي وعسكري مباشر وغير مباشر.
 


التعليقات