التصعيد العسكري .. توجه للحسم أم وسيلة ضغط للتأثير على المسار التفاوضي؟
- راكان الجبيحي - خاص الخميس, 18 أغسطس, 2016 - 12:45 صباحاً
التصعيد العسكري .. توجه للحسم أم وسيلة ضغط للتأثير على المسار التفاوضي؟

فشلت مشاورات الكويت، في التوصل إلى نتيجة إيجابية، باتجاه التوصل إلى حل سلمي وشامل للأزمة في اليمن، بالرغم من أنها استمرت لأكثر من 70 يوما، وذلك بسبب تعنت الانقلابيين، ومراوغاتهم المستمرة، وسعيهم المستمر لاستغلال الوقت لتعزيز موقفها الميداني في مختلف الجبهات.
 
وخلال فترة المشاورات التي كانت تبدو من يومها الأول غير مجدية، نتيجة المواقف المتضاربة بالنسبة للأطراف، والمعطيات المتنافرة على الطاولة، وكذا التصعيد الميداني في مختلف الجبهات آنذاك.
 
المعادلة الميدانية
 
يبدو أن أطراف الصراع، لجأت إلى الميدان، للتأثير على المسار السياسي، حيث يسعى كل طرف إلى تحقيق مكاسب ميدانية، تعزز موقفه على طاولة المشاورات
 
وقد شهدت جبهات القتال، وخصوصاً جبهة نهم شرق صنعاء، بالتزامن مع عودة طيران التحالف لشن غاراته بشكل مكثف على مواقع تابعة للحوثيين وصالح في معظم مناطق البلاد.
 
ضرورة الحسم العسكري
 
يقول عضو المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية بمحافظة صنعاء، عبد الكريم ثعيل، إنه ليس في قاموس الجيش والمقاومة الشعبية، شيء اسمه عملية عسكرية لمجرد الضغط على الانقلابيين، لافتا في تصريح لـ(الموقع بوست)، إلى أن ما تحققه قوات الشرعية شرق صنعاء هي في طبيعة الحال معركة استعادة الشرعية، وإنهاء عبث الانقلابيين على حد وصفه.
 
وأضاف أن المعارك التي حدثت وتحدث خلال هذه الأيام تأتي في سياق عملية تحرير صنعاء، مشيراً إلى أن ذلك يأتي في سياق الاستراتيجية الحكومية المسنودة من التحالف العربي والمجتمع الدولي، وذلك تنفيذاً للقرارات الأممية واستعادة الشرعية.
 
نبيل البكيري المحلل السياسي اليمني، من جهته يفترض أن التطورات الميدانية، تصعيد طبيعي عقب انهيار أوهام السلام في الكويت، الأمر الذي يجعل من الحسم العسكري أمر حتمي وخيار وحيد ونهائي.
 
أداة للضغط
 
وقال البكيري: "ما يخشاه الجميع هو أن يتحول مثل هذا التصعيد العسكري إلى مجرد أداة ضغط ومناورة بهدف التأثير على مسار الأزمة، والحرب على الحدود، أو بالدفع بالانقلابين للخضوع للمطالب التي تبنتها الأمم المتحدة".
 
وأضاف البكيري أنه وفي حال كان هذا هو دافع التصعيدـ فإن هذا يفقد المعركة قيمتها، لافتا إلى أن ذلك سيزيد من سخط الناس ونظرتهم للشرعية والتحالف، ومن ثم فقدان المصداقية بهما.
 
اسقاط الانقلاب
 
أما الباحث والمحلل العسكري علي الذهب فأوضح خلال حديثه لـ(الموقع بوست)، أن استراتيجية التحالف ما زالت على حالها السابق، والمتمثلة في السعي لإسقاط الانقلاب، وترتيب وضع ما بعد ذلك وفق رؤية المنتصر، مشيراً إلى أنه إذا لم يتحقق ذلك بالسلم، فبالقوة، لكنه أشار إلى أن القوة هذه يجب أن تكون خيار ضرورة، مع مراعاة أن لا تؤدي الحرب إلى تحول صنعاء إلى كومة من تراب.
 
وأشار إلى أن هذا ا يلاحظ فعلا في عمليات الجيش الوطني، الذي لم يستهدف بصاروخ واحد العاصمة، على نحو ما يفعله الحوثيون وصالح، مكتفيا بالزحف وفرض حصار خانق على العاصمة.
 
كما أوضح الباحث علي الذهب، أن استخدم القوة من قبل الشرعية والتحالف، هو لدفع الانقلابيين، للانخراط في السلام، القائم على الاعتراف بالشرعية، لافتا إلى أن هذه المنحى عبثي، لأن نوايا السلام غائبة لدى المليشيات.
 
وأشار إلى أن الحرب ستستمر، بينما تستأنف المفاوضات، وعندها قد تغير التحولات المتوقعة خريطة الصراع، وهو ما يأمله الحوثيون من وراء كل هذه المماطلات.
 


التعليقات