طلاب كرش في لحج .. عامان من الحرمان والضياع (تقرير خاص)
- عنتر الصبيحي - خاص الثلاثاء, 11 أكتوبر, 2016 - 05:42 مساءً
طلاب كرش في لحج  .. عامان من الحرمان والضياع (تقرير خاص)

مع حلول العام الدراسي الجديد، يواجه أكثر من 50 ألف طالب وطالبة، في عزلة كرش التابعة لمديرية القبيطة بمحافظة لحج، الكثير من الصعوبات، التي قد تحول دون التحاقهم بالدراسة هذا العام، نتيجة الظروف التي مرت ولا تزال بها تلك المناطق، بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف.
 
وتسببت الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي وقوات المخلوع في كرش والقبيطة عموما، منذ أكثر من عام ونصف، في نزوح معظم السكان إلى عدن ولحج ومناطق أخرى، كحيفان وغيرها، بينهم آلاف الأطفال، ممن حرموا من التعليم منذ ذالك التاريخ.
 
وبالرغم من أن البعض تمكن من الالتحاق بمدارس في مناطق النزوح، إلا أن الأغلبية لم يتمكنوا من الالتحاق بالدراسة، بسبب ظروف الحرب، والصعوبات التي يواجهونها، خصوصا بعد تعرض الكثير من المدارس للتدمير.
 
مدير إحدى المدارس بعزلة كرش يقول لـ(الموقع بوست): "نحن مستعدون لتحمل الأعباء والتدريس تحت الأشجار أو نقصم الطلاب على المدارس إلى هي بعيدة عن الحرب وقريبة من الطلاب طرقنا أبواب كل الجهات المعنية وأطلعناهم على حال الطلاب، وضياع السنين دون أن يتمكنوا من إكمال دراستهم"، مشيرا إلى أنه في مدرسة عمار بن ياسر، ومدرسة عائشة، 500 طالب وطالبة لم يتمكنوا من مواصلة الدراسة، وهذه جريمة، حسب قوله.
 
من جانبه، قال مدير مكتب التربية في القبيطة، محسن جازم قال لـ(الموقع بوست): "نحن نبذل جهود لنحارب في جبهة القتال، وفي التعليم أيضا"، مشيرا إلى أن طلاب كرش حرموا من التعليم سنتين، ووضعهم الاقتصادي الضعيف لم يمكنهم من النزوح، أو نقل أسرهم إلى لحج وعدن، حيث بإمكانهم مواصلة الدراسة.
 
وأضاف جازم: "نحن تواصلنا بالجهات المسؤولة في المحافظة (لحج)، من أجل إيجاد حلّ عاجل، ولو أن يزودونا بـ"الخيام"، لنتمكن من مواصلة تعليم الطلاب، وكذا تحت الأشجار"، مشيرا إلى أن الخيام، هي الحل الوحيد، وحينها سيعود الطلاب لاستكمال عامهم الدراسي.
 
وناشد مدير التربية جازم، الهلال الأحمر وكل المنظمات ودول التحالف ومحافظ محافظة لحج، إلى توفير ودعم طلاب كرش بالخيام، أو صفوف متنقلة، مؤكدا أن أولياء الأمور الذين لا حول لهم ولا قوة، حيث يقولون أن أبنائهم حرموا السنة الماضية من حقوقهم، وهذه السنة الثانية أيضا، معبرين عن خوفهم من تبلد عقول أبنائهم.
 
طلاب يعشقون الحرب والتعليم
 
أحد الطلاب يقول لـ(الموقع بوست): "نحن في الجبهة لسنتين نقاتل الحوثيين، وصمودنا في وجه هذا العدوان الغازي لنا حرمنا من التعليم ودمر مدارسنا، والتي أصبح بعضها مجرد أطلال، إضافة إلى قتل أهلنا، ومع ذلك، فنحن مستعدون لأن نقاتل في المساء، ونتعلم في الصباح، وفي جميع الحالات نحن نجاهد، في الجبهة إلى جانب قوات الشرعية، وفي المدرسة نتعلم وندرس".
 
وأشار إلى أنه تم طرح هذا المقترح على مدراء مدارس كرش، لافتا إلى أنه لا بد من حل بدلا من حرمان الطلاب التعليم.
 
الجهل عدو اليمن
 
لعل ما يحدث في اليمن، من قتل وسفك للدماء، من قبل أعداء الوطني، الذين غزو الجنوب، إنما هو نتيجة غياب الوعي، وسيطرة التخلف والجهل، وقلة التثقيف، حيث يساق غالبية المغرر بهم إلى الجبهات، من قبل الحوثيين بسبب جهلهم وقلة وعيهم، وهو ما جعلهم كالقطيع يساقون حيثما تريد المليشيات.
 
ويشير عدد من أبناء مديرية كرش، إلى أن فتح مخيمات وتقديم الخيام لمختلف مناطق العزلة، من قبل الجهات المعنية، سيساهم في منح الطلاب حقهم في إكمال الدراسة، دون أن يخلّ ذلك، بالوقع العسكري، ووضع المواجهات، كونه من الممكن لطلاب المرحلة الثانوية، أن يدرسوا في الصباح، وفي المساء يلتحقوا بالجبهات للقتال ضد مليشيا الجهل والتخلف.
 
ويؤكدون على أهمية التفات الجهات المعنية لهذا الأمر، وأن يسارعوا لمساعدة الآلاف من الطلاب في الالتحاق بالدراسة مجددا، تفاديا لإصابتهم باليأس والإحباط، وهو ما قد يولد جيل محبط، وقليل الوعي.
 


التعليقات