حزب الإصلاح يدفع ثمن تأييده للشرعية منذ اليوم الأول للانقلاب (تقرير خاص)
- خاص الأحد, 11 ديسمبر, 2016 - 05:13 مساءً
حزب الإصلاح يدفع ثمن تأييده للشرعية منذ اليوم الأول للانقلاب (تقرير خاص)

يدفع حزب التجمع اليمني للإصلاح منذ اليوم الأول لانقلاب الحوثيين والمخلوع علي عبد الله صالح على الشرعية، ثمنا باهظا، نظرا لمواقفه المساندة للشرعية، حيث تعرض كوادر الحزب ومؤسساته لانتهاكات هائلة على يد مليشيا الانقلاب.
 
فمنذ ذلك الحين، زجّ الانقلابيون بالآلاف من كوادر الحزب، بينهم عشرات القيادات، في السجون السرية، التابعة للمليشيات، في العاصمة صنعاء، والمحافظات الواقعة تحت سيطرتهم، وهناك يتعرضون لأصناف من التنكيل والتعذيب.
 
اقتحام واعتقال
 
عند اجتياح العاصمة صنعاء والمحافظات دخل الحوثيون كل مقرات الحزب الرئيسية والفرعية، في العاصمة صنعاء، والمحافظات، وقاموا باقتياد عشرات القيادات إلى السجون السرية، على رأسهم القيادي البارز، وعضو الهيئة العليا للحزب، محمد قحطان، والذي لا يوجد جديد للمعلومات حول مكان اختطافه أو صحته أو إن كان حياً يرزق.
 
في حين يخضع بقية المعتقلين في سجون المليشيات للتعذيب، الأمر الذي تسبب في وفاة العديد منهم بعد أن عجزت أجسادهم عن التحمل، بينما وضع عدد منهم دروعا بشرية في مخازن أسلحة، كما هو حال القيادي بإصلاح إب، أمين الرجوي، الذي قتل في مذبحة هران إلى جانب اثنين من الصحافيين هما "يوسف العيزري" و "عبدالله قابل".
 
يسلط هذا التقرير الذي يصدر بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان (10 ديسمبر) أبرز أنواع الانتهاكات التي تعرض لها حزب الإصلاح ومازال يتعرض لها على يد الحوثيين.
 
التعذيب حتى الموت
 
يرصد ناشطون 70 حالة وفاة تحت التعذيب أغلبهم من قيادات ونشطاء حزب الإصلاح، حيث سجلت أول حالة وفاة، في فبراير العام الماضي عندما وجد سكان جثة القيادي بإصلاح الحيمة بصنعاء، صالح البشري وعليها آثار التعذيب، مرمية في شارع الستين في صنعاء بعد يوم من اختطافه من قبل الحوثيين.
 
في حين كانت آخر حادثة يوم الثلاثاء الماضي عندما أعلنت عائلة القيادي في إصلاح الحديدة "محمد حشيبري" استلام جثته من مستشفى الثورة بالحديدة وعليها أثار التعذيب بعد اختطافه في مارس الماضي، وهو القيادي الرابع منذ بداية العام للحزب في "الحديدة".
 
وخلال العام الجاري "2016"،  رصد (الموقع بوست)، (14) حالة وفاة تحت التعذيب وهم كالتالي:
 
- 6 ديسمبر، تسليم جثة محمد حشيبري في مديرية القناوص بالحديدة.

- 10 نوفمبر، وفاة عادل سلام بعد يوم من الإفراج عنه وعليه آثار تعذيب في إب

- 5 نوفمبر، الإفراج عن جثة محمد عبد الله ابو زيد –رئيس فرع التجمع اليمني للإصلاح في الحشابرة بمديرية الزيدية بمحافظة الحديدة وعليها آثار تعذيب.

- 7  أكتوبر، قضى القيادي السلفي الشيخ عبدالرحمن جعفر تحت تعذيب الحوثيين في الحديدة.

 - 22 أغسطس، وفاة الشاب عادل الزوعري من أبناء مديرية الحيمة بمحافظة صنعاء.

-  18 اغسطس، وفاة المهندس ياسر الناشر من محافظة حجة (شمال غرب اليمن).

- 3 أغسطس،  وفاة الشاب عادل عبدالملك الحسني في مدينة إب.

 - 17 يونيو، الإفراج عن جثة عبدالله سالم عبدالقوي الحميقاني بعد وفاته تحت التعذيب.

- 22 يونيو،  وفاة الشاب وليد الشميري بعد يوم من اعتقاله حيث اقتحمت مليشيا الحوثي منزله وسط شارع شمسان بمدينة الحديدة.

-9 مارس، وفاة المعتقل حميد محمد صالح عوضة الذي كان يقبع في إدارة أمن مديرية شبام بالمحويت.

- 3 مارس، وفاة المعلم سليمان البرعي بالتعذيب في مدينة الحديدة بعد خمسة أشهر على اعتقاله.

-  في فبراير الماضي، تشييع جنازة المختطف مجاهد محمد الزيدي بعد وفاته متأثرا بالتعذيب، الذي تعرض له في مبنى الأمن السياسي بمحافظة إب.

- في فبراير، العثور على جثة  صهيب عدنان سيف الذبحاني في منطقة الحوبان وعليه آثار تعذيب بعد اختطافه على يد الحوثيين.

-30 يناير، وفاة الشاب منيف الجبري في محافظة ذمار.
 
وأغلب هؤلاء من قيادات وكوادر حزب الإصلاح والمؤيدين له.
 
وبحسب روايات مختطفين أفرج عنهم لاحقا، فقد تعددت وسائل التعذيب التي يستخدمها الانقلابيون ضد كوادر وأعضاء الحزب، ما بين وسائل تقليدية، كالضرب بالهراوات والعصي والأسياخ الحديدية والصعق الكهربائي؛ وهي الوسائل التي تؤدي إلى الشلل النصفي، لدى البعض، بالإضافة إلى استخدام اللطم والركل على الجسم ، وكذا استخدام وسائل حديثة في التعذيب، كما هو الحال مع الإعلامي والناشط مجاهد السلالي، إضافة إلى استخدام مادة "الأسيد"، حيث قامت بوضعه على أجساد بعض المختطفين، ما أدى إلى إصابتهم بحروق بالغة وتشوهات.
 
الاعتقالات

وفي هذا السياق، تواصل مليشيا الحوثي والمخلوع ملاحقة قيادات وكوادر الحزب، بعد أن أجبرت المئات منهم على الفرار إما إلى خارج الوطن، أو إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الشرعية، وخصوصا من قيادات الصف الأول والثاني.
علما بأن العديد من قيادات الحزب، إلى جانب مئات من كوادره، لا يزالون في سجون المليشيات في مختلف المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم.
 
ففي الشهر الماضي حصدت محافظة إب 71 انتهاكاً للحوثيين حسب تقرير صادر عن منظمة رصد للحقوق والحريات أن هناك "11 حالة قتل، منها أربع حالات تحت التعذيب، و11 حالة بسبب الانفلات الأمني وانتشار المسلحين بمدينة إب".
 
ورصد التقرير حالة انتحار سجين بالسجن المركزي بسبب سوء المعاملة وتردي التغذية والخدمات الصحية، إضافة إلى إصابة سبع أشخاص، و34 حالة اختطاف، وحالات نهب مواطنين يمنيين، وحالات اعتداء واقتحام خمس مؤسسات للدولة.
 
كما رصدت المنظمة وجود نحو 70 مختطفًا في سجن الأمن السياسي يعانون أنواع العذاب النفسي والجسدي.
 
مصادرة الأملاك
 
إلى ذلك، أقدم الحوثيون، في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم على مصادرة أملاك عدد من قيادات الإصلاح، من بينها منازل، عقارات، حيث قاموا ببيعها بدون وجهة حق.
 
 وخلال الشهر الماضي، قال وسطاء عقارات لـ(الموقع بوست)، إن الحوثيين مستمرون في عرض منزل رئيس الهيئة العليا للحزب محمد اليدومي للبيع، مضيفين أن العديد من المنازل لقيادات أخرى معروضة للبيع في عدد من المكاتب العقارية.
 
كما يصادر الحوثيون مقرات الحزب في عموم المحافظات، حيث أوضحت رسالة وجهها حزب الإصلاح للمبعوث الأممي السابق جمال بن عمر بتاريخ نوفمبر 2014، حصل (الموقع بوست) عليها، أوضح الحزب أن المليشيات اقتحمت خلال اليومين الأولين من اجتياح صنعاء، 19 مقر لها بأمانة العاصمة، في حين بلغت إجمالي خسائر الحزب، قرابة مليون دولار.
 
كما يصادر ويحتل الحوثيون عائدات مؤسسات تجارية يملكها قيادات الحزب منها شركة "سبأفون" أول شركة مشغلة للهاتف النقال في اليمن إضافة إلى بنك سبأ وجامعة ومستشفى العلوم والتكنلوجيا.
 
ويستمر الحوثيون في احتلال مقرات جمعية الإصلاح الاجتماعية الخيرية والتي تكفل الآلاف من العائلات والأسر، إضافة إلى جمعيات خيرية أخرى مختصة بالأيتام والتنمية والإغاثة، وتم تعطيل أعمالها، في وقت يحتاج اليمنيون إلى تفعيل جهودها.
 


التعليقات