عاد الهدوء إلى مدينة لودر بمحافظة أبين (جنوب اليمن)، بعد تسلم قوات عسكرية بديلة لمهمة الأمن فيها عقب انسحاب قوات الحزام الأمني قبل يومين، وذلك بعد هيمنتها على المشهد الأمني منذ دحر أفراد القاعدة من المحافظة في أغسطس من العام الماضي.
 
وتولت قوات اللواء 115 مهمة حفظ الأمن في مدينة لودر، بمساندة من قبائل المنطقة المتطلعة لعودة الأمن والاستقرار هناك.
 
وتقع محافظة أبين إلى الجنوب الشرقي من العاصمة صنعاء، وتتكون من (11) مديرية، ومنها ينحدر ثلاثة رؤساء يمنيين حكموا في فترات متفرقة، منهم الرئيس الحالي للجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي، واثنان حكموا الشطر الجنوبي قبل تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990، وهما علي ناصر محمد، وسالم ربيع علي.
 
وانسحبت قوات الحزام الأمني التي تشكلت مؤخرا من مديرية لودر والمناطق الوسطى على ضوء توجيهات وصفت بـ"العليا" دون معرفة الأسباب وراء عملية الانسحاب.
 
وتقول مصادر محلية لـ"الموقع بوست" إن قوات الحزام الأمني انسحبت مع كافة الأسلحة والمعدات العسكرية التي كانت بحوزتها، تاركة فراغا أمنيا في المنطقة التي تنشط فيها خلايا تنظيم القاعدة، وتعيش وضعا منفلتا منذ العام 2010.
 
ويخشى الأهالي هناك من عودة تنظيم القاعدة، مستغلا الفراغ الذي خلفه انسحاب قوات الحزام الأمني إلى مدينة عدن، وهو ما دفعهم لمساندة قوات اللواء 115 والقوات الخاصة الباقية هناك.
 
وأوضح نائب قائد قوات الأمن الخاصة بإقليم عدن وقائد الفرع بمحافظة أبين، العميد سليم المحثوثي، لـ"الموقع بوست" بأن قوات اللواء 115 تسلمت زمام الأمور في مديرية لودر والمناطق الوسطى والتي تم سحب قوات الحزام الأمني منها.
 
وأضاف العميد المحثوثي بأن الوضع الأمني مستقر بالرغم من الإمكانيات الشحيحة لقوات اللواء 115، مشيرا إلى أن القبائل تساند قوات اللواء 115 في سبيل فرض الأمن، ومنع تواجد أي أفراد إرهابيين.
 
ولفت إلى أن قوات الحزام الأمني، التي انسحبت من مديرية لودر والمناطق الوسطى باتجاه العاصمة المؤقتة عدن، قامت بأخذ كل العتاد والذخيرة والتي كان من المفترض أن تسلمها لقوات اللواء 115.
 
ونفى العميد المحثوثي حقيقة الأخبار التي تحدثت عن غارات لطائرات الدرونز الأمريكية على مواقع للقاعدة في مديرية لودر، مؤكدا خلو المديرية من أي تواجد للإرهابيين، كما نفى وجود أي تفجير نفذه أفراد القاعدة في المدينة.
 
وتعرضت قوات الحزام الأمني أثناء تواجدها في أبين لعدة هجمات من قِبل تنظيم القاعدة طيلة الفترة الماضية، وكان أبرزها اغتيال قائد قوات الحزام الامني في لودر في الـ28 من يناير الماضي في كمين للقاعدة.
 
كما استهدف التنظيم موكبا للقيادي في قوات  الحزام الأمني، أمين السيد، أثناء مروره بمنطقة أمعين، نجم عنه إصابة ستة من مرافقيه في الـ11 من يناير الماضي.
 
وتتبع قوات الحزام الأمني للقوات الإماراتية التي تشرف عليها من محافظة عدن، والتي تتخذها مركزا للعمليات العسكرية في مدن الجنوب منذ تحرير عدن من الميليشيات الانقلابية منتصف العام 2015.