النازحون في الضالع ..معاناة مستمرة وأوضاع إنسانية صعبة ( تقرير خاص )
- الضالع - علي الأسمر الأحد, 05 مارس, 2017 - 10:28 صباحاً
النازحون في الضالع ..معاناة مستمرة وأوضاع إنسانية صعبة ( تقرير خاص )

[ نازحون في مديرية مريس بالضالع -الموقع بوست ]

من كهف يقع بمنطقة جبلية وعرة بمريس يتخذ  المواطن محسن اليعيسي  منزلا بعد ان نزح من منزله بقرية يعيس شمال الضالع ليقي  اسرته من حمم قذائف المدفعية وقناصة المليشيات الانقلابية المتمركزة في جبلي ناصة والتهامي بمريس التي تمطر بها قريته كل يوم .
 
 مع طفليه وزروجته يقضي محسن ايامه للعام الثاني على التوالي في ضروف انسانية صعبة بعد ان احرقت المليشيات مزرعته ـ مصدر دخله الوحيد ـ  بقذائف المدفعية كما رصدتها عدسة الموقع بوست.

لم تكن مزرعة المواطن محسن اليعيسي وحدها من احرقتها المليشيات فمنزل محسن تعرض ايضا للقصف وناله جزء كبير من التدمير كما هي بقية منازل المواطن في قريته يعيس ـ التي تجولت فيها عدسة الموقع بوست على حين غفلة من قناصة المليشيات التي تستهدف القرية بشكل متواصل ورصدت دمارا هائلا في المنازل جراء القصف العنيف من قبل مليشيا الحوثي والمخلوع وهو ما اجبر كل اهالي القرية البالغ عددهم اكثر من 50 اسرة على النزوح الاجباري الكامل للعام الثاني على التوالي فباتت القرية خاوية على عروشها .
 
محسن اليعيسي هو واحد من الالاف في محافظة الضالع ممن اجبرتهم المليشيات الانقلابية على النزوح من قراهم في منطقتي حمك ومريس بمديرية قعطبة .
 
 إحصائيات صادمة

اعداد النازحين في تزايد مستمر هنا في محافظة الضالع اذ تستميت المليشيات في العودة الى الضالع فحربها مستمرة على مناطق مريس وحمك بمديرية قعطبة وادت حربها الى نزوح قرى باكملها كان اخرها اهالي قرية رمة التي قامت المليشيات بتهجير سكانها عقب السيطرة عليها قبل اشهر .
 
وكشف رئيس مركز وعي للاعلام وحقوق الانسان الصحفي احمد الضحياني عن حجم النازحين في محافظة الضالع خلال العام 2016م
 
.وقال الضحياني في تصريح للموقع بوست  " "المركز رصد اكثر من 1930اسرة نزحت من دمت ومريس ورمه والعود في اطراف مديرية قعطبة الى مناطق متفرقة في ذات المديرية ، منها (246)اسرة تم تهجيرها من قرية رمه في الشمال الغربي لمريس.
 
 فيما سجل تقرير حقوقي صادر عن مركز "وعي للإعلام وحقوق الانسان" نزوح (850)اسرة من مساكنها في دمت وقرى مريس والعود الى قر ى اخرى في ذات المحافظة ،و(450)اسرة نزحت خلال شهر فبراير، و(44)اسرة خلال شهر ابريل،،
 
وسجل المركز نزوح (586)اسرة خلال شهري سبتمبر واكتوبر من العام 2016م نزحت من قرى رمه وسون والرحبة وجبل الشامي
 
" مريس" نزوح مستمر وتحذيرات من كارثة إنسانية

منطقة مريس تقع في مديرية قعطبة محافظة الضالع تبعد حوالي 35 ك م عن مدينة الضالع العاصمة تحوي ثلاث عزل هي :المجانح وعساف والعمرية يعيش اهالي هذة المناطق منذو مايقارب العام ونيف ضروف ماساوية جراء الحرب التي تشنها تالمليشيات الانقلابية على هذة المنطقة يضاف اليه قصف مستمر اجبر قرى باكملها على النزوح من مساكنهم .
 
 الناشط الحقوقي فهمي مقبل الشعيبي قال في حديث  لـ " الموقع بوست " ان  ما يقارب من 1500 اسرة من مناطق مريس نزحت  اذ تشهد هذه المناطق حرب طاحنة مع الانقلابيين اجبرت الاهالي على النزوح  وهي قرى  يعيس وحجلان وسوان والرحبة ورمة والجدس والقهرة وصولان .
 
يضيف الشعيبي  غالبية هؤلاء السكان من النساء والاطفال وكبار السن هجروا منازلهم التي دمرها القصف ومزارعهم التي كانت مصدر دخلهم الوحيد،يعيشون في ضروف ماساوية فالبعض يعيش داخل كهوف الجبال والبعض الاخر ىسكن الخيام وبعضهم منازل بالايجار،ليس لهم مصادر دخل يعتمدون اغلب الاحيان على تبرعات الاهالي.
 
 يتابع الشعيبي متحدثا عن الاوضاع الانسانية التي يعيشها النازحون كبار السن يعانون امراض مزمنة كالضغط والسكر لا يجدون من يساعدهم على شراء الادوية، عائلات تتكون من عشرات الافراد يسكنون بحجرة واحدة،اوضاع صحية متردية تفشي للامراض،انعدام المياة الصالحة للشرب  لا توجد اسعافات اولية برغم وجود مركز صحي خاوي على عروشه وضع ماساوي ينذر بكارثة وشيكة اذا لم تتداعا القلوب الرحيمة لانقاذ الموقف اذ يتحمل الاهالي فوق طاقاتهم بحسب الشعيبي
 
قرى العود ـ غرب الضالع ـ  نزوح مستمر
 
تعيش القرى الشمالية الشرقية والشمالية الغربية في مديرية قعطبة بمحافظة الضالع جنوب اليمن حربا  مستمرة تشنها مليشيات الحوثي وصالح ..فالمليشيا تقصف بشكل يومي ومكثف قرى يبار وشذان والمحجا والوطيف والقرين وحمك في منطقة العود في ذات المديرية.
 
غادر أهالي قرية " شذان" بأكملها الى مناطق متفرقة جراء استهدافها بصواريخ الكاتيوشا والدبابات من قبل جماعة الحوثي المسلحة المتمركزة في تقيل الخشبة وسوق الليل في ابريل 2016م..
 
وقد تم رصد اكثر من 150اسرة نزحت من قريتي الوطيف و شذان في منطقة العود بقعطبة  خلال شهر فبراير " بحسب تقرير صادر عن مركز وعي للاعلام وحقوق الانسان .
 
 وضع انساني صعب
 
 اغلب الاسر النازحة  تعيش وضعا انسانيا صعبا بين جحيم النزوح وفراق الديار . تاركين خلفهم ممتلكاتهم وديارا لطالما ارتبطت ارواحهم بها..
يضيف الناشط الحقوقي احمد الضحياني  فيما لجأت بعض الاسر في منطقة مريس للنزوح الى كهوف الجبال ومغارات الوديان ويفتقدون لمستلزمات الايواء والغذاء وسط موجة برد قارسة تشهدها المنطقة.
 
يتابع تعيش النساء في حالة صعبة وتقوم بالطهي بأدوات بدائية قديمة "الحطب" وتجلب بالماء من مسافات بعيدة على ظهر الحمير.. وفقد ارباب الاسر مصادر دخلهم الرئيسية التي كانت في اماكنهم الاصلية .
 
 الطفولة والحرمان من التعليم

الطفولة كانت الاكثر تضررا من حرب المليشيات على مناطق مريس والعود بالضالع اذ فقد اغلب الاطفال النازحين التعليم .
 
اذ رصد مركز وعي لحقوق الانسان اكثر من 80 اسرة فقد ابناءها التعليم في مناطقهم الاصلية بفعل عملية النزوح الى مناطق اخرى في مدينة قعطبة والعود.
وتم رصد نسبة الاطفال بين الاسر النازحة اكثر (3690)طفلاً ذكور واناث .
 
ما يقارب 350 طالبا وطالبه هم اجمالي الطلاب المشردين من قرية رمه لم يلتحقوا بتعليمهم حتى الان فيما اغلقت المدارس ابوابها في مناطق المواجهات في سون والرحبة وعدد من المناطق في مريس
 
 غياب دور الجهات الحكومية ومنظمات الاغاثة
 
 تغيب الحكومة الشرعية بشكل كامل عن اغاثة النازحين او تقديم العون لهم وتكتهم في العراء بين قسوة البرد ليلا وحر الشمس نهاراً.

المواطن محمد مسعد ـ احد النازحين من مريس ـ قال في حديث للموقع بوست انه منذ نزوحه مع اسرته لم يتلقى اطلاقا اي مساعدة من الجهات الحكومية ولم يقم احدا من المسؤلين بزيارتهم .

ليس المواطن محمد مسعد وحده من لم تصل اليه مساعدات الحكومة فمعضم النازحين بحسب نزولنا لمعظم اماكن النزوح يشكون من غياب تام للجهات الحكومية واهمال كامل من قبل السلطة المحلية التي يقولون انها لم تفعل  شيئا لمساعدتهم .

وعلاوة على ذلك فالشكوى من غياب اخر للمنظمات الاهليه والدولية فما يصل الى بعض النازحين من فتات قليل لا يصل لاخرين .
 
مدير المكتب التنسيقي للاغاثة صبري النجار " يقول "نقوم كل شهر بإغاثة بعض النازحين من خلال تخصيص بعض السلات الغذائية الشهرية التي تأتي من برنامج الغذاء العالمي".
 
ويضيف" لكن تلك السلات غير كافية ولا تسد او تغطي كل النازحين البالغ عددهم اكثر من 1930اسرة ،وهناك ايضا نازحين من محافظات اخرى كتعز وصنعاء".
 
ووفي رسالة بعثها النجار الى المنظمات الدولية والاممية والحكومة الشرعية يقول "ندعوا هذه الجهات المانحة وايضا الحكومة الشرعية الى سرعة اغاثة هؤلاء النازحين فهم يفتقرون لكل مستلزمات الايواء وسبل المعيشة، وجلهم افتقدوا مصادر دخلهم".
 
الايام القادمة قد تحمل مزيداً من العناء مالم تقوم السلطات الشرعية كافة بواجبها تجاه مواطنيها النازحين في مناطق مختلفة في ظل غياب للمنظمات الاممية والدولية والمحلية واستمرار حرب المليشيات الانقلابية على مناطق مريس والعود بالضالع.
 


- صور :

النازحون في الضالع ..معاناة مستمرة وأوضاع إنسانية صعبة ( تقرير خاص )
النازحون في الضالع ..معاناة مستمرة وأوضاع إنسانية صعبة ( تقرير خاص )
النازحون في الضالع ..معاناة مستمرة وأوضاع إنسانية صعبة ( تقرير خاص )
النازحون في الضالع ..معاناة مستمرة وأوضاع إنسانية صعبة ( تقرير خاص )
النازحون في الضالع ..معاناة مستمرة وأوضاع إنسانية صعبة ( تقرير خاص )

التعليقات