بيحان.. من عاصمة أثرية إلى مديرية للموت والمواجهات (تقرير)
- خاص الخميس, 09 مارس, 2017 - 05:09 مساءً
بيحان.. من عاصمة أثرية إلى مديرية للموت والمواجهات (تقرير)

[ أحد الجنود في جبهة بيحان ]

تعيش المليشيا الانقلابية في مديرية بيحان وضعا مضطربا يعصف بتواجدها هناك، بعد أزيد من عامين على اقتحامها للمديرية التابعة لمحافظة شبوة.
 
وما بين عمليات الإعدام المتواصلة من قبل المليشيا لأفرادها الذين تتهمهم بالخيانة، وتواصل معارك الجيش والمقاومة، يرتسم مشهد آخر لمديرية كانت عبر التأريخ شاهدة على حضارة اليمنيين وتأريخهم العريق.
 
فخلال الأيام الأخيرة، وثق نشطاء من أبناء المديرية حالات إعدام لقيادات ميدانية تنتمي للمديرية على يد قيادات أخرى من خارجها، في تراتبية مثيرة لتصاعد حدة الخلافات بين أقطاب المليشيا هناك.
 
إعدامات
 
وتذكر المصادر أن مليشيا الحوثي أعدمت قيادات ميدانية تابعة لها تنتمي لمديرية بيحان بمحافظة شبوة، بعد أن ظلت تعمل لحسابها طيلة السنوات الماضية، في وقت تصاعدت فيه حدة التوترات بين مكونات المليشيا.
 
وقالت مصادر محلية إن المليشيا الانقلابية هناك أعدمت مواطن يدعى عبدالله علي حجيرة أمس الأربعاء، والذي عمل قياديا ميدانيا معها منذ نحو عامين، ويعد أحد أبناء المنطقة.
 
وأوضحت أن القيادي بمليشيا الحوثي جمال السيد قام بسجن حجيرة في سجن مشروع النقوب، ثم جرى إعدامه لاحقا داخل السجن لأسباب يرجح أنها جاءت بسبب تقدم المقاومة هناك، وتقهقر جبهة المليشيا.
 
وتذكر المصادر أن المليشيا قامت لاحقا باعتقال القيادي جمال السيد اليوم الخميس وأودعته السجن، وهو مؤشر -بحسب المصادر- على عمق التصدعات التي تعصف بجبهة الحوثيين في بيحان التي تبعد عن عتق عاصمة محافظة شبوة بحدود 200 كيلو متر.
 
وتأتي هذه التطورات بعد ثلاثة أيام على اعتقال مليشيا الحوثي لمدير عام مديرية بيحان المعين من قبلها ناصر البحري ومرافقيه وإيداعهم السجن الاثنين الماضي.
 
وجاء اعتقال البحري وسجنه بعد مصرع أحد قيادات المليشيا الميدانية ويدعى "أبو شريف دحنان" على يد المقاومة الشعبية.
 
وتؤكد المصادر لـ"الموقع بوست" إعدام مليشيا الحوثي للعديد من أفرادها وقياداتها هناك، ممن تتهمهم بالفشل الميداني، والتسبب بتراجعها ودحرها.
 
ففي الـ16 من سبتمبر/أيلول 2016 تمت تصفية القيادي الميداني في مليشيا الحوثي "أبو عدي اليوبي" في مستشفى بيحان بعد إصابته في اشتباكات مع القيادي "أبو عيسى" دحنان الشريف التي أصيب فيها دحنان إصابة خطيرة.
 
معارك وترتيب
 
وشهدت جبهة بيحان عدة معارك بين المقاومة الشعبية ومليشيا الحوثي والمخلوع صالح على مدى الأيام الماضية.
 
وتمكن أفراد اللواء 21 واللواء 19مشاة من صد هجمات متكررة للمليشيا، وكسر هجماتها المباغتة على مواقع الجيش الوطني والمقاومة، خاصة في مناطق الصفراء وطوال السادة، كما استهدفت المقاومة والجيش مخازن ذخيرة للمليشيا في منطقة هجر كحلان ومواقع أخرى.
 
وكان عناصر من تنظيم القاعدة تمكنوا من إسقاط معسكر اللواء 19 مشاة والاستحواذ عليه في العام 2014، ثم غادروه من تلقاء أنفسهم بعد نهب أسلحته، وجاءت مليشيا الحوثي واقتحمته مجددا وتمركزت فيه عقب سقوط المديرية في قبضتها.
 
وخلال العام 2016، استعادت قوات الجيش الوطني السيطرة على اللواء، وعملت قيادة القوات المسلحة على ترتيبه، وتفعيله من جديد.
 
وفي العام ذاته، أصدر الرئيس عبد ربه منصور هادي قرارا بتعيين العقيد علوي الحارثي قائدا للواء 19 مشاة، والعميد عبدالله سعيد صالح الأسلمي أركان حرب للواء، وهو لواء يتبع المنطقة العسكرية الثالثة.
 
ويعد اللواء 21 مشاة المتمركز في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة الأقرب إلى منطقة بيحان، ويتبع أيضا المنطقة العسكرية الثالثة.
 
عن بيحان
 
وتعد بيحان إحدى المناطق الأثرية في اليمن، وهو ما جعلها وجهة سياحية للسياح والبعثات الاستكشافية طوال العقود الماضية.
 
وكانت بيحان مقرا للدولة القتبانية وعاصمتها "تمنا" الواقعة في مديرية عسيلان، وتسمى "تمنا" حالياً "هجر كحلان".
 
 وقد بدأت الحفريات فيها من عام 1950 أيام الاحتلال الإنجليزي برئاسة ويندل فيلبس، ثم توقفت تلك الحفريات وتعاقبت على المواقع بعثات غيرها وتوقفت كذلك إلى أن تم الاتفاق مع البعثة الإيطالية الفرنسية اليمنية المشتركة التي بدأت الحفريات الجديدة منذ العام 1998.
 
وحتى الآن نتج عنها اكتشاف مجمع "سوق شمر" وهو السوق الرئيسي لدولة قتبان، كما أزيلت الأتربة من على عمود القانون التجاري القتباني، وأيضاً تم تنظيف المعبد القديم في المدينة، وهو معبد مشترك مع قصر ملكي، واكتشف معبد آخر للآلهة "أثيرت".
 
وتوقفت الحفريات هناك بسبب الأوضاع التي مرت بها البلاد عموما منذ العام 2011.
 


التعليقات