كيف ينظر اليمنيون إلى مساندة التحالف العربي للسلطة الشرعية في اليمن؟ (تقرير)
- وئام عبدالملك الأحد, 26 مارس, 2017 - 10:03 مساءً
كيف ينظر اليمنيون إلى مساندة التحالف العربي للسلطة الشرعية في اليمن؟ (تقرير)

[ عاصفة الحزم ]

تحيي اليمن، اليوم الأحد، الذكرى الثانية لانطلاق العمليات العسكرية التي قادها التحالف العربي، بقيادة السعودية، ضد الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي صالح، في الوقت الذي ما زالت تشهد فيه البلاد حربا عنيفة، في ظل تقدم القوات الشرعية في مختلف الجبهات.
 

بدأ التحالف المكون من عشر دول عربية عملياته العسكرية عبر القصف الجوي، وسط تباين في وجهات النظر بين أفراد الشعب اليمني الذين لم يكونوا قد اكتشفوا بعد الوجه الآخر للانقلابيين، الذين لم يتوانوا عن العمل لصالح أجندة طهران، وهو ما جعلهم عقب ذلك يساندون السلطة الشرعية.
 

وجاءت عملية "عاصفة الحزم" عقب إسقاط الحوثيين للعاصمة صنعاء، واقتحامهم لبعض المحافظات الأخرى، وفرض الإقامة الجبرية على الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي وبعض أعضاء حكومة الوفاق الوطني، والبدء بالتضييق على مناوئيهم ومطاردتهم، ومن ثم المناورة بالقرب من الحدود السعودية، مهددين أمنها نزولا عند رغبات طهران.
 

وينظر مواطنون يمنيون إلى أن عملية "عاصفة الحزم" أعادت البلاد إلى حاضنتها العربية، وأنقذتها من مخالب المشروع الفارسي الذي يهدد دول المنطقة، واستطاعت إفشال الانقلاب بعد أن أصبحت القوات العسكرية الشرعية على بعد ما يقارب 30 كيلو مترا من العاصمة صنعاء.

تغيّر المشهد

وإزاء ذلك المشهد، يرى المحلل السياسي فيصل المجيدي أن تدخل التحالف العربي كان ضرورة، ولولا "عاصفة الحزم" لكانت المدن تقصف بالبراميل المتفجرة، ولأصبحت اليمن تنطق بلسان فارسي غير مبين، والمعارك ليس كما هي الآن على مشارف صنعاء، بل في العمق السعودي، مهددة بذلك مكة المكرمة والمدينة المنورة والعواصم الخليجية.
 

ووصف -في حديثه لـ"الموقع بوست"- عملية "عاصفة الحزم" بـ"المنارة" في ظل خيبات عربية متتالية، مثلت أملا في اجتماع العرب على مشروع يتبلور لمواجهة المشاريع الأخرى التي تريد ابتلاعهم، حد تعبيره.
 

وعن تغيّر موازين القوى قبل عامين من الآن، بيّن أن كل عوامل القوة العسكرية والاقتصادية ومكونات وإمكانيات الدولة كانت بيد الانقلابيين، والسلطة الشرعية عمليا لم تكن تملك سوى شرعية الرئيس عبد ربه منصور، ومن التف حوله من القوى والسياسية.
 

وتابع المجيدي "تغيّر الوضع بعد تدخل التحالف لصالح الشرعية، فالانقلابيون محاصرون ويعيشون في القبو والكهف وغير قادرين على صرف رواتب الموظفين، وباتت قوات الشرعية المسنودة بالتحالف تتواجد على تخوم صنعاء، ودخلت بعض مديريات صعدة، وهي تتجه الآن للسيطرة على ميناء الحديدة وكامل الساحل الغربي، إضافة إلى تصديرها النفط، فضلا عن نقل البنك المركزي ومقر البرلمان إلى العاصمة المؤقتة عدن التي تزاول الحكومة مهامها منها".
 

وتطرق المجيدي إلى مغادرة الرئيس هادي إلى الخليج دون وثيقة سفر ومطاردا من قِبَل الانقلابيين لإنقاذ اليمن من مخالب إيران، لافتا إلى أن عملية اغتياله لو تمت كان سُيدفن معها حلم الشعب في إقامة دولة مدنية تلبي الطموحات، وستمثل نكسة للدول العربية وتحديدا دول الخليج في إقامة دولة تدين بالولاء لفارس، وستشكل مسمارا في خاصرة الجسد العربي وخطرا على الأمن القومي العربي من ناحية الحدود البرية وتحديدا مع السعودية، والبحرية وتحديدا مع مصر في محاصرتها والتأثير على قناة السويس والملاحة الدولية.
 

وعن تحقيق "عاصفة الحزم" لأهدافها، قال إنها لم تحقق بعد كل ماتطمح إليه، لكنها قطعت دابر فارس التي يتعرض مشروعها للترنح في اليمن، مؤكدا أن استكمال الحسم العسكري سيكون هو طريق السلام، وكلفته كبيرة، لكن كلفة بقاء المليشيا ستكون أكبر من ذلك بكثير، وسيتعدى خطرها اليمن إلى المنطقة العربية.
 

وفي استشراف المجيدي للمستقبل، قال إن هذه المرحلة تحتاج للتعافي وإعادة الإعمار بعد التخلص من عهد المخلوع صالح وما تلاه من عودة الكهنوتية.
 

وأوضح أن "تراكم التجارب ستجعل اليمنيين يفكرون ألف مرة قبل العودة للماضي، فهناك مشروعان أحدهما يتبنى الماضي السحيق ويمثله طرفا الانقلاب صالح والحوثي، والثاني المستقبل وتمثله الشرعية والشباب ومخرجات الحوار ومسودة الدستور"، مبديا تفاؤله بنجاح مشروع الغد.
 

اقتراب النهاية
 

ويتفق مع المجيدي الكاتب الصحفي بكيل عفيف، الذي يرى أنه لم يكن أمام التحالف غير مساندة الشرعية، ولم يكن هناك أمل لليمن واليمنيين سوى تدخل قوى تربطها بهم روابط مشتركة، كدول الخليج والأخرى المشاركة بالتحالف.
 

لقد حقق التحالف العربي مهامه -كما يرى عفيف في حديثه لـ"الموقع بوست"- بعد أن كانت المليشيا الانقلابية في عدن، وتم تحريرها، وأصبحت القوات الشرعية على مشارف أمانة العاصمة.
 

وهناك مؤشرات -كما يقول عفيف- تدل على أن الانقلاب يمر الآن في آخر مرحلة من مراحله، وسوف تعود الأمور إلى مجراها الطبيعي، مشيرا إلى عدم قدرة المليشيا الانقلابية على تحقيق أي نصر في جبهات القتال، فضلا عن خسائرها لمناطق كانت تسيطر عليها، وهو مؤشر على قرب نهاية الانقلاب.
 

إفشال المشروع الفارسي
 

وفيما يتعلق بما حققته عملية "عاصفة الحزم"، يرى المحلل السياسي محمد المهدي أن عاصفة الحزم أعادت ترتيب أوراق اليمن من الداخل، وأسقطت الأحلام الفارسية، وأصبح اليمنيون مدركون لخطر الحوثيين.
 

وأسهم التحالف العربي -كما يقول المهدي لـ"الموقع بوست"- في بناء جيش وطني يحفظ اليمن واليمنيين من خطر السلاليين، لافتا إلى ضرورة أن يكون لدى القيادات العسكرية عزم حقيقي لبناء جيش بعيد عن الفساد.
 

و‏أظهرت عملية "عاصفة الحزم" المملكة السعودية كدولة ريادية على مستوى العالم، ونجحت بامتياز، على حد قول المحلل السياسي محمد المهدي.
 

وقال إن عملية "عاصفة الحزم" بالنسبة لليمنيين مثلت شريان حياة جديدة، بعد أن وقعوا في مستنقع حكم الميلشيا المستمدة قوتها من فارس.
 

وأشار المهدي إلى أن هناك كثيرون لم يقتنعوا بـ"عاصفة الحزم" لاعتبارات وطنية بحسب ما تزعم وسائل إعلام الانقلاب، مستدركا أن أولئك سيصطفون ولو بعد حين مع التحالف جراء الظلم الذي يمارسه الحوثيون بحقهم، وسيشعرون بأهمية العمل العسكري ضد الانقلابيين.
 

الدولة مطلب اليمنيين
 

يعتبر الكاتب الصحفي فهد سلطان استعادة الدولة أنها "الهدف الكبير لكل اليمنيين، وحتى المنخرطين في صفوف المليشيات والنظام السابق الذين يتفقون على أننا خارج إطار الدولة، ويحلمون بعودتها وعلى الأقل إلى ما قبل ثورة 11فبراير 2011".
 

وذكر لـ"الموقع بوست" أنه وحتى الآن هناك محاولة لاستعادة الأرض اليمنية من سيطرة الانقلابيين، وتم ذلك بالفعل، ولكن لا وجود حقيقي لمفهوم الدولة، باستثناء مدينة مأرب.


وهو ما يفتح -بحسب سلطان- عددا من الأسئلة حول مفهوم الدولة في عرف السلطة الشرعية إلى هذه اللحظة، وإلى متى سوف تبقى كثير من القضايا مفتوحة دون أي حسم، كما هو الحال في المحافظات الجنوبية، بالإضافة إلى ملف تعز.
 

ويضيف "كمتابع لا أجد أفقا قريبا للحل، وحتى استعادة الأرض كاملة من تحت سيطرة الانقلابيين، سوف يصطدم برغبات خارجية، وستبقى اليمن مكانا للحرب لبضع سنوات، وخاصة تلك الدول التي تورطت في دعم الحوثيين والنظام السابق ولا زالت، وأيدت بطريقة غير مباشرة الانقلاب على مخرجات الحوار الوطني، التي تشعر أنها فقدت السيطرة في التأُثير عليه في اللحظات الأخيرة فيما يخص بناء الدولة".
 


التعليقات