حرب المجتمع الدولي على داعش.. هل ستكون اليمن محطته القادمة؟ (تقرير)
- خاص الاربعاء, 25 أكتوبر, 2017 - 09:55 مساءً
حرب المجتمع الدولي على داعش.. هل ستكون اليمن محطته القادمة؟ (تقرير)

[ تضاعفت الضربات الأمريكية ضد القاعدة في اليمن في الفترة الأخيرة ]

تغير واقع الكثير من الأمور في اليمن عقب انقلاب سبتمبر/أيلول 2015، منها ملف الإرهاب الذي دخل في نفق مظلم بعد ظهور كيانات متطرفة كثيرة.
 
فعقب سقوط صنعاء بأيدي مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، زعم أفراد من منطقة يافع بلحج، في أول تسجيل صوتي، بيعتهم لتنظيم الدولة في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2014.
 
توالت بعد ذلك عملياته الإرهابية التي بدأت في 20 مارس/أذار 2015، بعد تفجير مسجدي البدر والحشوش بصنعاء، وحدثت كذلك عدة عمليات
 
وحدث بعد ذلك أن تبنى تنظيم الدولة عدة تفجيرات إرهابية كالتي وقعت في المكلا بحضرموت، أو بعدن.
 
بدا واضحا أن توقيت ظهور تنظيم الدولة، مرتبطا بمليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، في محاولة لابتزاز المجتمع الدولي كما اعتاد المخلوع صالح أن يفعل، بحسب الاتهامات الأمريكية الموجهة إليه، بالإضافة إلى صرف الأنظار عن حقيقة الانقلاب والتوجه إلى محاربة التطرف، وليبدو الانقلابيون شركاء فاعلين في مكافحة الإرهاب.
 
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد أضافت تنظيم داعش في اليمن إلى اللائحة السوداء للتنظيمات الإرهابية، في مايو/أيار 2016.
 
تحول خطير
 
ولم يحدث منذ ذلك التاريخ أي تحول بارز في ملف الإرهاب في اليمن وتحديدا تنظيم الدولة، إلا بعد استهداف طائرات بدون طيار أمريكية في 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، معسكرين لتنظيم الدولة في البيضاء، لأول مرة في اليمن.
 
تم التمهيد لذلك قبل الحديث عن إنشاء معسكرات لتنظيم الدولة تقع على مقربة من معسكرات الانقلابيين، في المحافظة التي أدت شيطنتها إلى تضررها كثيرا، كما أن المقاومة فيها تفتقر للدعم في المعركة التي يخوضونها ضد الحوثيين.
 
ولا يستبعد مراقبون أن تكون اليمن ساحة قادمة يلعب فيها المجتمع الدولي بملف داعش، خاصة بعد أن تم محاربة هذا التنظيم الذي يُوصف بـ"الاستخباراتي" في سوريا والعراق، والذي سيتم استخدامه للإضرار بالشرعية ولصالح الانقلابيين.
 
وكان لافتا كذلك أن مصادر أمنية تابعة للشرعية، أعلنت عن وقوع تلك الغارات الجوية ضد تنظيم الدولة.
 
توظيف التطرف
 
بعد ثورات الربيع العربي، بدأ تنظيم الدولة بممارسة نشاطه بشكل أقوى من ذي قبل، لتنفيذ الأجندة التي تأسس لأجلها.
 
ويستغل المتطرفون في اليمن الوضع الاقتصادي المتردي والفوضى التي خلقتها الحرب، في استقطاب بعض الشباب إلى صفوفهم، كما تقوم بعض الأطراف المستفيدة من استخدام ورقة الإرهاب بتغذيته أيضا.
 
ويرى الباحث في شؤون الحركات الإسلامية نبيل البكيري أن داعش أو ما يسمى بتنظيم الدولة أصبح ورقة مكشوفة وأكثر وضوحا لأي متتبع لأنشطة هذه الجماعة التي ظهرت في دول الربيع العربي.
 
وقال في تصريحات صحفية إن ظهور هذه الجماعة وفي توقيت معين، يضع حوله العديد من علامات الاستفهام التي تربط بين هذا الملف والحالة السياسية عموما، التي كثر فيها التوظيف لملفات العنف.
 
وحشية التنظيم
 
ومنذ ظهور تنظيم الدولة في اليمن، اصطدم بتنظيم القاعدة، الذي انضم بعض أنصاره إلى داعش، ونشبت مواجهات بينهما.
 
وفي دراسة صادرة عن مركز أبعاد للدراسات والبحوث، ذكرت أن تنظيم الدولة يلعب على العصبويات الطائفية والمناطقية ويستخدم الهجمات الأكثر وحشية.
 
وأضافت الدراسة التي حملت عنوان "توحش الإرهاب في اليمن.. الحرب الهشة على القاعدة" أن عام 2015 هو أزهى أعوام "داعش" في اليمن، حيث حاول فيه الازدهار من خلال استغلاله الفراغ الحاصل في المدن المحررة جنوب اليمن.
 
ورغم الاغتيالات والعمليات الانتحارية المتعددة التي استهدفت مسؤولين وعسكريين في عدن، إلا أن تنظيم الدولة ظل غير واضح المعالم وغير قادر على الظهور، ويعزو المراقبون ذلك لسببين رئيسيين، هما: عدم وجود حاضنة مجتمعية لأفكاره العنيفة في الوسط القبلي، ودخوله في صراع مباشر مع تنظيم القاعدة، بحسب الدراسة.
 
الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت في 2002 بالاتفاق مع الحكومة اليمنية في عهد نظام صالح، بمكافحة الإرهاب في اليمن، ونفذت عديد من الغارات الجوية باستخدام طائرات دون طيار، مما أدى إلى مقتل كثير من عناصر التنظيم وقادته، فضلا عن سقوط مدنيين أبرياء.


التعليقات