الرواية الكاملة للأحداث الأخيرة التي وقعت بصنعاء (تقرير)
- صنعاء - خاص الجمعة, 01 ديسمبر, 2017 - 11:37 مساءً
الرواية الكاملة للأحداث الأخيرة التي وقعت بصنعاء (تقرير)

[ أدت المواجهات الى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين ]

لساعات دارت الاشتباكات في العاصمة صنعاء بين العناصر التابعة لمليشيا الحوثي والمجاميع المسلحة التابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وشهدت شوارع وحارات في صنعاء توترات كبيرة جدا، سقط على أثرها قتلى وجرحى من الطرفين، وانفجرت الأوضاع بصورة مفاجأة وغير متوقعة، الأمر الذي دعا الشعب الى ترقب ما قد يحدث بالعاصمة صنعاء من تصادم بين طرفي الانقلاب.
 
مراسل "الموقع بوست" كان في العاصمة صنعاء وشاهدا على الاحداث التي وقعت، وفي هذا التقرير ننقل لكم الصورة الكاملة لما جرى من حليفي الانقلاب وماذا يجري وما المتوقع ان يحدث خلال الساعات القادمة.
 
وقال مراسلنا أن الأحداث بدأت في جامع الصالح قبل الاحتفال بيوم وتحديدا يوم الأربعاء عندما بدأت الاشتباكات على خلفية السيطرة على جامع الصالح ورفع شعارات ولافتات الحوثيين للاحتفال بيوم المولد النبوي جوار ميدان السبعين، ورد صالح بالرفض على تعليق الشعارات الخضراء في أي مكان بالجامع.


 
وكان الحوثيين اعتقلوا ثلاثة من حراسة وأمن جامع الصالح بحجة أنهم قناصة، فيما طرودا بقية الحراسة للمسجد، لتأتي بعدها تعزيزات لأنصار صالح ودخلت الجامع إلا ان الحوثيين منعوهم، ومنعوا أنصار صالح أو أي قوة عسكرية من الدخول الى المسجد، بحجة أن صالح يريد أن يفجر الوضع ويرتب لوضع قناصة عسكرية في منارات المسجد لإفشال الفعالية التابعة للحوثيين وتفجير الوضع.
 
وحصلت بعدها الاشتباكات والتي استمرت نصف ساعة لتنسحب قوات صالح وترسل قذيفة أر بي جي الى حوش جامع الصالح وتدمر طقم خلف أثنين قتلى وأربعة جرحى، ليزداد الوضع توترا وبشكل غير طبيعي وتمتد الاشتباكات الى أكثر من منطقة بعدها لتندلع معارك دامية في عددا من الشوارع بالعاصمة صنعاء.
 
من جديد عادات الاشتباكات بالقرب من الحي السياسي، واستمرت لمدة نصف ساعة، وتنتهي بمقتل شخص من الحوثيين وأصابه أخر، فيما فر البقية من الأطقم العسكرية امام منزل طارق بعد أن شنت عليهم القوات الخاصة والحرس التابع لطارق أطلاق نار كثيف جدا.
 
دفعت قوات الحوثي بتعزيزات كبيرة جدا والتي كانت في طريقها الى منزل طارق عبد الله صالح، لكن قوات تابعة لطارق والمخلوع صالح من الأمن المركزي والحرس الخاص والحرس الجمهوري كانت لها بالمرصاد، والتي انتشرت بكثافة في الكثير من الشوارع، ومنها شارع الجزائر لتلتقي بتعزيزات للحوثيين، وتكون هناك الاشتباكات النارية والتي سقط على أثرها أكثر من سبعة قتلى وأصابه الكثير من الطرفين.


 
واستمرت الاشتباكات لأكثر من ثلاث ساعات في الحي السياسي وشارع الجزائر، وزادت التوترات بشكل كبير جدا، ولم تكن مليشيات الحوثي على استعداد للمواجهة، غير أنها تلقت خسارة كبيرة من حيث المقاتلين، وكسب مزيد من المواجهات.
 
 
ودخلت بعدها وساطة عليا من الحوثيين تطلب من علي عبد الله صالح وقف الاشتباكات، حتى يتسنى لهم الاحتفال بيوم المولد النبوي، وعدم تأجيج الوضع والصراع بين الطرفين، غير أن هذه الوساطة استطعت أن تهدأ الوضع نسبيا وبشكل طفيف جدا.
 
مصادر عليا في المؤتمر الشعبي العام قالت لمراسل "الموقع بوست" ان علي صالح أشترط عليهم عددا من الشروط مقابل تهدئة الأوضاع من ضمنها الانسحاب من جامع الصالح، ولكن الحوثيين رفضوا، في الوقت ذاته تجددت الاشتباكات في أطراف شارع الستين، وتنتهي المفاوضات بين الطرفين عدم المساس بجامع الصالح ومنع رفع أي لافتات أو شعارات ويبقى في حماية الحوثيين حتى لا يغدر بهم صالح من خلال القناصة ولقواته التابعة له واتخاذ المسجد منطقة لانفجار الوضع.
 
ظل الأمر متوترا وبشكل كبير جدا، وجرت الترتيبات العسكرية بين الطرفين، ونشر كلا منهم قواته في شوارع العاصمة، حيث أكتفى الحوثيين بنشر قواتهم وتأمن محيط ساحة السبعين من جميع الجهات، فيما انتشرت قوات طارق في الحي السياسي وشارع الجزائر وحدة وجولة الرويشان والزبيري.


 
وفي اليوم الثاني جرى التحضير للاحتفال، وفي الوقت ذاته كان هناك توتر كبير وتوقعات بانفجار الوضع في أي لحظة، وكان من المتوقع ان تكون هناك اشتباكات بين الطرفين، غير أنه كان هناك هدوء نسبي لحين انتهت فعالية الحوثيين باحتفال بالمولد النبوي، وتوجهت قوات تابعة للحوثيين لمواجهة قوات طارق في شارع الجزائر، وجرت الاشتباكات بشكل متقطع.
 
وبعد الاشتباكات أقدمت قوة تابعة للحوثيين على اقتحام مقر اللجنة الدائمة للمؤتمر بشارع حدة، غير ان قوات صالح كانت لها بالمرصاد، وجرت الاشتباكات هناك واستمرت لنصف ساعة لتخلف قتلى من حراسة اللجنة الدائمة التابعة للمؤتمر واثنين قتلى من الحوثيين وأربعة جرحى .
 
أصدر بعدها حزب المؤتمر بيانا حذر الحوثيين من الصدام معهم، وقال إن الحوثيين انقلبوا عليهم، وأنهم من انقلبوا على الوطن والمواطن والمؤسسات التابعة للدولة، وأن الحوثيين يريدون أن ينقلوا على الحليف لهم والمؤتمر الان في وضع الدفاع عن النفس.
 
تبعتها التراشق والتصريحات بين الطرفين واتهام كلا منهم الأخر بمحاولة تفجير الوضع، والسعي نحو القضاء الأخر في أشاره الى الخلافات الكبيرة التي تجري بينهم.


 
تدخلت العديد من الوساطات الكبيرة من مشايخ وقبائل بين الطرفين ولكن ما زال الوضع متوتر حتى اللحظة، ومن المتوقع أن ينفجر الوضع بين الطرفين، فيما يسعى كلا من الطرفين للقضاء الأخر حتى اللحظة، ومن المتوقع أن يحصل هناك انقلاب على الحوثيين من قبل حليفهم صالح في ظل الوضع القائم وخصوصا بعد اتهامة بالتعامل مع التحالف والتنسيق معهم للقضاء على الحوثي.
 
مصادر خاصة ورفيعة قالت لمراسل "الموقع بوست" أن المؤتمر وحزب صالح سينقلب على الحوثيين، ولكنه ينتظر الفرصة المناسبة، ويجري التنسيق بينة وبين دولة الأمارات والتحالف للانقلاب على الحوثي وعودته بقوة الى الواجهة السياسية.
 
وجرى التنسيق والترتيب وتوجيه دعوة لقوات الحرس الجمهوري للتوجه للعاصمة صنعاء وقوات طارق محمد صالح للاستعداد للمواجهات في إي لحظة مع الحوثيين، في المقابل هناك دعوات للقبائل حول صنعاء وفي بعض المحافظات للاستعداد والجاهزية، حسب قول الكثير من المصادر القبلية.
 
ووصلت اليوم الجمعة تعزيزات عسكرية الى العاصمة صنعاء من خارج صنعاء، وانتشرت في حي الأصبحي وتكثيف الحماية الأمنية في حي حدة والحسي السياسي، حيث منزل طارق والمخلوع صالح، وفي المقابل هناك انتشار لقوات عسكرية بسيارات مدنية وداخلها معدات عسكرية كالقنابل وقذائف الأر بي جي والرصاص وعسكر تابعين للحرس الجمهوري، والأمن المركزي.


 
وبعد انتهاء فعالية السبعين طالب صالح بتسليم جامع الصالح وتم تسليمة ليظهر اليوم بداخلة مع عددا من القيادات العسكرية والأمنية التابعة لها للحزب وطرد الحوثيين منه خلال صلاة الجمعة اليوم.
 
وخلال فيديو بثت قناة اليمن اليوم التابعة للمخلوع صالح ظهور قائد القوات الخاصة للرئيس السابق طارق محمد عبد الله صالح وسط احتفاء جماهيري في وجه ميليشيا الحوثي عقب صلاة الجمعة اليوم في جامع الصالح.
 
وهتف المئات من المصلين (بالروح بالدم نفديك يا يمن) (بالروح بالدم لبيك يا زعيم) الأمر الذي أستفز نشطاء الحوثي ليطالبوا ميليشياتهم بالقبض على من وصفوه بالمتمرد وقائد الميليشيا، وأظهر مقطع فيديو أخر تداوله ناشطون هتافات ومطالبات برحيل جماعة الحوثي والتي رددت قول "لا حوثي بعد اليوم".


التعليقات