الأوبئة تفتك بأرواح اليمنيين في ظل استمرار الحرب (تقرير)
- خاص الاربعاء, 14 مارس, 2018 - 08:27 مساءً
الأوبئة تفتك بأرواح اليمنيين في ظل استمرار الحرب (تقرير)

[ استمرار الحرب باليمن فاقم من انتشار الأمراض بين المواطنين ]

يتراجع الوضع الصحي في اليمن يوما بعد آخر وبشكل كبير، مع استمرار الحرب في البلاد منذ ثلاثة أعوام.
 
تضرر العديد من اليمنيين بسبب الأمراض التي انتشرت بشكل كبير في مختلف المحافظات، خاصة الأمراض المُعدية أو الفتاكة التي يتعرض لها الأطفال لعدم توفر اللقاحات.
 
وذهب ضحية تلك الأمراض مئات اليمنيين من مختلف الأعمار، فيما لا يزال الآلاف منهم معرضين لخطر الإصابة بأحدها.
 
جهود غير كافية
 
يكاد يغيب دور الحكومة في تحسين الوضع الصحي باليمن، بسبب استمرار الحرب، وعدم بسط سيطرتها على المحافظات المختلفة، واستعادة مؤسسات الدولة.
 
بينما تتفاقم الأزمة الصحية بشكل أكبر في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية، التي يشجع بعض أتباعها الأهالي على رفض استخدام اللقاحات بحجة أنها تحتوي على مواد مُسرطنة، مستغلين جهل المدنيين.
 
وتتهم مصادر طبية عديدة ومسؤولين في الحكومة اليمنية، مليشيات الحوثي الانقلابية بمنع دخول لقاحات الأطفال إلى البلاد، وبعض المحافظات المحاصرة كتعز.
 
وتظل جهود المنظمات الدولية محدودة في اليمن، نتيجة لعدم تعاون مليشيات الحوثي معها، إضافة إلى تضرر البنية التحتية بالقطاع الصحي بشكل كبير جراء الحرب.
 
أمراض منتشرة
 
وعقب اندلاع الحرب في اليمن في مارس/آذار 2015، انتشرت الأوبئة والأمراض المختلفة في اليمن، والتي كان بعض منها قد تم القضاء عليها قبل سنوات، كوباء الكوليرا الذي سبق وأن أُعلنت اليمن بلد خالٍ منه.
 
وانتشر وباء الكوليرا بشكل كبير في عموم محافظات الجمهورية، وأدى لإصابة أكثر من مليون حالة، ووفاة أكثر من ألفي مريض حتى أواخر العام 2017، بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية.
 
وهناك مخاوف من زيادة انتشار الوباء مع قدوم موسم الصيف وتساقط الأمطار، حيث تزاد مخاطر انتشاره عبر المياه الملوثة، وهو ما أدى إلى سعي منظمة الصحة العالمية لإيصال اللقاح لبعض المواطنين في اليمن، برغم صعوبة ذلك في وقت سابق بسبب وجود معوقات لوجستية وفنية، وهو ما قد يتكرر كذلك هذا العام.
 
كما يفتك -كذلك- مرض الدفتيريا باليمنيين والذي انتشر أواخر العام الماضي في 20 محافظة من أصل 23، وأدى لإصابة نحو 1172 حالة، ووفاة 72 حالة أخرى، حتى فبراير/شباط 2018.
 
وكشفت مصادر طبية عن تزايد حالات الإصابة بمرض الحصبة في عموم اليمن، إذ بلغت حالات الإصابة 1280، و21 حالة وفاء.
 
وأرجعت المصادر الطبية سبب انتشار المرض، إلى عدم تحصين الأطفال ضد الأمراض الفتاكة، وعدم اهتمام الأهالي بحصول أبنائهم على اللقاحات، أو لعدم توفرها.
 
وقبل أيام دشنت وزارة الصحة اليمنية حملة تحصين ضد مرض الدفتيريا في محافظة عدن، وتستهدف أكثر من مليوني طفل من سن 6 أسابيع وحتى 15 عاما.
 
وتنتشر العديد من الأمراض المعدية في نطاق ضيق، كمرض التهاب السحايا، والجدري، والجمرة الخبيثة.
 
مخاوف
 
وأغلقت العديد من المستشفيات والمراكز الصحية أبوابها في بعض مناطق الصراع، لتعرضها للإفلاس، وعدم حصولها على الدعم.
 
كما أدت الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات إلى تدمير بعض المرافق الصحية بشكل كلي أو جزئي، بسبب قصف طيران التحالف العربي، أو مليشيات الحوثي الانقلابية.
 
ويثير تدهور الوضع الصحي وعدم توفر اللقاحات اللازمة للأطفال، مخاوف الأهالي من تعرض أبنائهم للأمراض الفتاكة التي حصدت أرواح العشرات من اليمنيين.


التعليقات