تعز ...تدشين الإغتيالات واستنساخ تجربة القتل بنفس سيناريو عدن (تقرير)
- تعز - خاص الجمعة, 30 مارس, 2018 - 09:24 مساءً
تعز ...تدشين الإغتيالات واستنساخ تجربة القتل بنفس سيناريو عدن (تقرير)

[ عمر دوكم من الشخصيات المعروفة في تعز ]

شهدت محافظة تعز وسط اليمن اليوم الجمعة، أولى حالات الاغتيال التي تستهدف أئمة المساجد، في تكرار واضح لسيناريو العاصمة المؤقتة عدن وبعض المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة الإمارات.

ونجا إمام جامع العيسائي عمر دوكم من محاولة اغتيال، لكنه تعرض لإصابات خطيرة، نُقل على إثرها لأحد مستشفيات المدينة، وخضع للعديد من العمليات الجراحية.

وبحسب مصادر محلية فإن مسلحين كانوا على متن دراجة نارية، أطلقوا النار عليه في حي اللجينات بتعز، ما تسببت بمقتل رفيق الأكحلي أحد التربويين بالمدينة.

وتأتي هذه الحالة بعد مرور أكثر من شهرين على إعلان محافظ تعز تحرير المحافظة، عبر بيان تلفزيوني بثته وكالة "وام" الرسمية.

وأثار الحادث المزيد من التساؤلات عن السيناريو الذي ينتظر المحافظة، وحالة الفوضى التي يجري استنساخها وتصديرها لمدينة لاتزال ترزح تحت الحصار والقتال منذ أربع سنين.

أهداف أبوظبي

وأحدثت محاولة الاغتيال التي تعرض لها الشيخ دوكم وراح ضحيتها الأكحلي –بحسب المحلل السياسي ياسين التميمي- حالة من الخوف في الأوساط السياسية والاجتماعية والإعلامية بمحافظة تعز.

وقال لـ"الموقع بوست" إن الأمر بالنسبة لكل هؤلاء مقدمة استحضار مشهد عدن الدامي الذي أخرجها عن مدنيتها.

كما يشير كذلك إلى وجود لائحة أهداف أخرى أعدتها ابوظبي، لتجريف مدينة تعز من رجالاتها وقاماتها، على حد قوله.

وأضاف "هذا المخطط يمضي قدما في ظل الترتيبات التي تشرف عليها الإمارات، وينفذها القتلة المأجورون والساسة الموعودون بالسلطة على أشلاء الضحايا والمناضلين".

وحث التميمي على عدم بقاء المحافظ وقادة الجيش والأمن، شهود سلبيين على هذه الجرائم، مُطالبا إياهم بحفظ دماء أبناء المدينة؛ فعليهم تقع مسؤولية ذلك.

ضرورة إيقاف العبث

بدوره يتوقع الكاتب الصحفي محمد اللطيفي أن الاغتيالات التي كانت منحصرة على الضباط والجنود، ربما قد تتجه نحو استهداف أئمة المساجد الداعمين للمقاومة بتعز، مثلما حدث سابقا منذ ما بعد عاصفة الحزم وتحديدا في المناطق المحررة التي استهدف كل رافضي انحراف مسار التحالف.

ورأى في تصريحه لـ"الموقع بوست" بأن محاولة اغتيال الخطيب  دوكم، ينحرف معها مسار الاغتيالات نحو تكرار سيناريو عدن، لافتا إلى وجود مخاوف من أن تتحول تلك المحاولة إلى ظاهرة تحصد الخطباء والشخصيات المؤثرة.

وفي تقدير اللطيفي، فإن تلك المحاولة ستستمر، إذا لم تتحرك تعز الآن وبسرعة، لحماية أبنائها الأحرار، لأن المستهدف من الاغتيالات هم الوطنيين والمتنورين، في المساجد والأحزاب والجيش الوطني، وسيكون الكل ضحيتها.

ووفقا للكاتب فإن تعز فيها من القوة لإيقاف هذا المسلسل العبثي الذي أضحت خيوطه مكشوفة في عدن، متسائلا "وإلا لماذا يستهدف فقط الوطنيين من السلفيين والإصلاحيين من خطباء المساجد، ويقتل الضباط والجنود الرافضين المعارضين للتدخلات الغير شرعية للإمارات".

واستطرد "هذه أسئلة يجب أن نجد إجابتها الآن، وفي تعز يجب أن يلتف الجميع حول الجيش الوطني، وضد كل من يؤيد الإمارات، وضد كل متطرف فكريا ودينيا، وكل من يقف ضد الشرعية".

بادرة خطيرة

ونتيجة لغياب أجهزة الأمن بتعز، تعاني المدينة من الانفلات الأمني، الذي تُعد الاغتيالات أحد مظاهره.

الناشط عبدالجبار نعمان، تحدث عن بدء ظاهرة الاغتيالات التي كانت تستهدف أفراد الجيش الوطني، والتي توسعت مؤخرا بعد ظهور العبوات الناسفة التي زُرعت في أطقم تابعة لألوية عسكرية أو مسؤولين في السلطة المحلية.

واعتبر في تصريحه لـ"الموقع بوست" محاولة اغتيال دوكم بأنها بادرة خطيرة، كونها تستهدف أئمة المساجد، في مشهد يوحي بإمكانية تكرار سيناريو عدن التي قتل فيها أكثر من عشرة دعاة وأئمة وخطباء.

وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية بالمدينة بحاجة إلى الدعم لمواجهة العصابات التي تستهدف الأبرياء، كونها لا تمتلك إمكانات كافية تمكنها من العمل والانتشار وسط تعز، ونتيجة لتضررها بشكل كبير بسبب الحرب.

يُذكر أن تعز شهدت عدة عمليات اغتيالات تركزت على قادة عسكريين وفي المقاومة الشعبية وجنود، وهي تستهدف اليوم أئمة المساجد.

كما تعيش تعز في ظل الحرب منذ مارس/آذار 2015، وتحررت بعض مديرياتها من قبضة مليشيات الحوثي الانقلابية، التي تفرض عليها حصارا حتى اليوم.


التعليقات