هل سيقبل الحوثيون بتسوية سياسية بعد ثلاث سنوات من الحرب؟ (تقرير)
- خاص الإثنين, 09 أبريل, 2018 - 05:45 مساءً
هل سيقبل الحوثيون بتسوية سياسية بعد ثلاث سنوات من الحرب؟ (تقرير)

[ مليشيا الحوثي والحل السياسي باليمن ]

أكثر من ثلاث سنوات انقضت منذ أن اندلعت الحرب باليمن، ظل فيها موقف مليشيات الحوثي الانقلابية ثابتا من السلام في اليمن، والذي تمثل برفضه، وعدم الامتثال للمرجعيات الثلاث وأبرزها قرار 2216.
 
مؤخرا برزت بعض التحركات بخصوص ملف السلام في اليمن، تبناها المجتمع الدولي، بعد تفاقم الوضع الإنساني في البلاد، والذي أثر بشكل واضح على مختلف مناحي الحياة.
 
وجاء هذا في ظل تصعيد متبادل بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية، قابله معارك متقطعة داخل البلاد بين الانقلابيين والقوات الشرعية، في محاولة للتأثير على مجريات الترتيبات التي يتم التحضير لها.
 
تزامن هذا مع بوادر قبول مبدئي بالمشاورات أبدته قيادات في جماعة الحوثيين، وزيارات مكثفة يجريها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.
 
وأمام تلك المعطيات، من غير المستبعد أن يقبل الحوثيون بتسوية سياسية في حال موافقة إيران، بعد أن أنهكتهم الحرب، التي خسروا خلالها قوى بشرية هائلة بينها قيادات بارزة في الحركة الحوثية.
 
انفتاح حوثي مبهم
 
في هذا الصعيد، يبدو الحوثيون في هذه المرحلة -بالنسبة للمحلل السياسي ياسين التميمي- أكثر انفتاحاً على مناقشة الأفكار المتصلة بإنهاء الأزمة والحرب، وذلك تأسيساً على المكاسب الجديدة التي حققوها بعد أن قضوا على شريكهم صالح، الذي كان يمثل ثغرة خطيرة في دائرة المعركة التي يخوضونها ضد السلطة  الشرعية والتحالف.
 
ووفقا للتميمي الذي تحدث لـ"الموقع بوست" فليس هناك دلائل على أنهم مستعدون للقبول بالتصورات التي سبق وأن رفضوها وكان آخرها مسودة اتفاق الكويت، ولا يوجد هناك ما يشير إلى أنهم يمكن أن يتنازلوا عن المكاسب التي حققوها، وعن النفوذ الذي يمتلكونه اليوم، والسلاح الذي يفرضون به نفوذهم.
 
واستطرد مبيَّنا أن الطرف الذي يزداد ضعفاً، هو الشرعية الذي جاء التحالف لدعمها وتمكينها، لافتا إلى إدراك الحوثيين بأن التحالف هو اليوم من يقف ضد الحكومة، وضد استعادة المسار السياسي تأسيساً على المرجعيات الثلاث.
 
ورأى التميمي أن التطورات الأخيرة لا تشير إلى أن التحالف يمارس ضغطاً حقيقياً على الحوثيين على ضوء التصريحات التي يطلقها قادة هذا التحالف، ويعيدون من خلالها التأكيد على أن الحوثيين في المرتبة الأخيرة من قائمة الأعداء الذين يستهدفونهم في الميدان، ومنهم حلفاء لهذا التحالف (في إشارة إلى الشرعية).
 
وأكد بأن ترتيبات التحالف وتناقض أهدافه وطموحه المفضوح لفرض الهيمنة على يمن مقسم ومجزأ ومتصارع، تمنح الحوثيين فرصة جديدة للبقاء والتشبث بفرص السيطرة على العاصمة صنعاء، والجزء الأهم والأكثر ازدحاماً بالسكان في اليمن.
 
استمرار الحرب
 
ويختلف مع ما طرحه التميمي، الإعلامي عبدالله دوبله الذي يعتقد أن الحوثيين لن يستسلموا، وهم يبحثون عن تسوية سياسية تثبت حكمهم على الأرض، أما كتطبيق في الواقع فلن يتم.
 
وقال لـ"الموقع بوست" إن المكاسب السياسية بالنسبة للحوثيين، تعني أن يظلوا مسيطرين عسكريا على الأرض، مستبعدا أن ينسحبوا من أي منطقة خاضعة لسيطرتهم.
 
وأضاف: لن يكون هناك أي فرصة لأي تسوية سياسية، فهم لا يريدون المشاركة بالحكومة، بل يهدفون إلى السيطرة العسكرية على الأرض، لبناء قدراتهم أولا، والتي ستمكنهم من الاستمرار كقوة عسكرية وسياسة في آن واحد مستقبلا.
 
وتخوض المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي، حربا شرسة ضد الحوثيين المدعومين من إيران، لكنها أبدت مؤخرا رغبتها بالحوار معهم والوصول لاتفاق معهم.
 
وأدت الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، إلى تدمير هائل طال البنية التحتية في اليمن ومنازل ومرافق حكومية عديدة، فضلا عن تفاقم الوضع الإنساني، بعد أن أصبح أكثر من 82% من المدنيين بحاجة لمساعدات إنسانية.


التعليقات