بين الحذر والتشكيك .. هكذا قرأ يمنيون قرار أبو العباس وخروجه من تعز
- خاص السبت, 25 أغسطس, 2018 - 09:39 مساءً
بين الحذر والتشكيك .. هكذا قرأ يمنيون قرار أبو العباس وخروجه من تعز

[ قائد كتائب أبو العباس السلفية عبده فارع الذبحاني ]

أثار إعلان قائد "كتائب أبو العباس" السلفية المدعومة من الإمارات في تعز، مغادرته وجماعته مدينة تعز بشكل نهائي، جدلا واسعا لدى اليمنيين في شبكات التواصل الاجتماعي.
 
وأصدرت كتائب أبي العباس، اليوم السبت، بياناً أعلنت فيه عن مغادرة تعز بشكل نهائي مع عوائلها، كما طالبت الحكومة والسلطة المحلية بتأمين خروجهم وعدم التعرض لهم وتوفير وسائل النقل.
 
أبو العباس قيادي في المقاومة بتعز، اسمه "عادل عبده فارع"، يعرف بـ"ولائه للإمارات"، تم إدراجه في قائمة ممولي الإرهاب، الصادرة عن الولايات المتحدة ودول الخليج، في أكتوبر من العام الماضي.
 
يشار إلى أن الإمارات، كانت تحضر أبو العباس لقيادة "حزام أمني" في تعز، على غرار التشكيلات العسكرية  الموالية لها في محافظات جنوب البلاد.
 
ويتهم اليمنيون، جماعة أبو العباس بتنفيذ اغتيالات لجنود بالجيش الوطني وخطباء مساجد ودعاة وشخصيات اجتماعية.
 
حنق
 
وفي السياق قال الصحفي علي الفقيه، إن "التعميم الذي أصدره  أبوالعباس اليوم لأفراده بمغادرة تعز حمل لغة الحنق بغرض التأسيس لمظلومية جديدة، بينما كان عليه كضابط أن ينصاع كلياً لتوجيهات قائد المحور واللجنة الأمنية وينهي مسمى كتائب أبو العباس ويفتح دهاليز الأحياء المغلقة للشمس حتى لا يختبئ فيها فئران التطرف، والإغتيالات".
 
وأضاف متسائلا: كيف يمكن بناء جيش نظامي وكل قائد يعمل له داخله كتائب خاصة به ويغلق أحياء لتكون إمارة هو زعيمها؟
 
وتابع الفقيه قائلا "إجمالاً هو إما أن يكون الجيش وحدات نظامية تتلقى توجيهاتها من قيادة موحدة، ما لم فلا داعي لكانتونات مشتتة الولاء تؤسس لاقتتال داخلي يذهب ضحيته الأبرياء من سكان المدينة، وهذا ما حدث في جولات قتال عدة خلال العامين الماضيين".
 
وقال "ستبقى النقطة الأهم من الخروج هو تسليم أو القبض على عصابة الاغتيالات التي ذهب ضحيتها أكثر من 200 شهيد من أبطال الجيش الذين تم اغتيالهم في الغالب وهم عائدون من الجبهات وفي كل مرة كانوا يجدون في مربعات الأحياء الخاضعة لسيطرة الكتائب ملجأً للاختباء والانطلاق لتنفيذ عمليات جديدة".
 
مقدمة لتمرد كبير
 
المحلل السياسي عبدالغني الماوري غرد قائلا "بيان أبو العباس قد يكون مقدمة لتمرد أكبر، الرجل إرهابي ويتحرك وفق الإرادة الإماراتية التي تسعى لنشر الفوضى في اليمن".
 
إنقاذ للمجرمين
 
من جهته قال الناشط منير المحجري إن "إعلان جماعة أبو العباس  مغادرة تعز ليس إلا إنقاذا للمجرمين المطلوبين أمنيا".
 
وأضاف "واحد من أهم أهداف بيان أبوالعباس هو إنقاذ المجرمين المطلوبين أمنياً بعد تضييق الخناق عليهم وحشرهم في نطاق ضيق في المدينة القديمة خصوصاً عادل العزي (نائب كتائب أبي العباس) وحارث العزي ونديم الصنعاني ضمن قيادات الجماعة وعصاباتهم.
 
الناشطة الحقوقية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان كتبت "الارهابي أبو العباس المدعوم إماراتيا مصنف في قائمة الإرهاب وفق توافق عالمي، المطلوب نزع أسلحته وأسلحة مسلحيه وليس فقط مغادرة مدينة تعز".
 
تهديد ووعيد
 
الصحفي خليل العمري قال "أي شخص مصنف على قائمة الإرهاب الدولي ينبغي أن يكون خارج المدن المأهولة بالسكون، خارج مربع الجيش الوطني، خارج تحالف الشرعية الذي يواجه الانقلاب".
 
أضاف "لا علاقة للأمر بما حدث للسلفيين في دماج، وأبو العباس لا يمثل السلفيين، إذ إن نائب رئيس اللجنة الرئاسية عدنان زريق من القيادات السلفية أيضا".
 
وتابع "في دماج كان أبو العباس طالب علم وهنا على رأس الإرهاب الدولي، هناك خرج تحت قصف دبابة الحوثي وهنا بأوامر رئاسية، هناك غادر بباصات ركاب وهنا لديه سلاح ثقيل ومدرعات".
 
يقول الصحفي العمري "هناك خرج بضحايا وملازم الحجوري وبتعز خرج بـ 400 عملية اغتيال لأفراد الجيش، يتهم بأنه شكل حماية على الأقل للمنفذين"، مشيرا إلى أن  بيان أبو العباس الأخير بمثابة وعيد وتهديد تجاه قوة سياسية وليس بيان انسحاب.
 
يضيف "أبو العباس يبحث الآن عن خصوم لا أقل ولا أكثر بمحاولة الزج بالإصلاح في دائرة الانتقام، وهذا يجعله مسؤولا عما سيحدث من عمليات اغتيالات قادمة، ربما تستهدف قادة بالحزب في المدينة كما حدث مع الأمين العام المساعد صادق منصور".
 
أغبياء
 
الروائي اليمني مروان الغفوري أشار إلى أن بيان جماعة أبو العباس هو هزيمة أمام حزب الإصلاح، وقال "جماعة جديدة تخسر مواجهتها مع حزب الإصلاح، حتى صالح ضل طريقه وخسر معركته الأخيرة واختفت جثته.
 
وأضاف "كسب الإصلاح كل معاركه في اليمن خلال النصف قرن الأخير، لم يخض معركتين في الوقت نفسه، وكان دائماً المنتصر رقم اثنين، أو رفيق المنتصر. لم يختر قط معركة خاسرة.
 
وتابع "ومع خروج أبي العباس من تعز والانهيار المتسارع للقاعدة الجماهيرية للانتقالي في الجنوب يخرج الإصلاح منتصراً من جديد". مضيفا "سرعان ما تقع الثيران المندفعة نحوه في الفخ، فهو هلامي ولا وجود له".
 
وقال إن "مطاردة الحزب ستبوء دائماً بالخسران، وهذا ما استنتجته الإمارات مؤخراً، فهي، الإمارات، لا تملك نعالاً كثيرة على الأرض أما الحزب فلا وجود له، لا يمكن رؤيته، هو يحس فقط ولا يتعين".
 
يقول الغفوري "لقد رزق الله الإصلاح أعداء أغبياء وحلفاء مساكين، وكان يخلط الاثنين معاً: المساكين بالأغبياء ويخرج مظفراً".
 
الشاعر فؤاد الحميري علق على بيان أبو العباس وقال "بناءً على ( الترويسة ) التي تعلو تعميمكم فأنتم جزء من ( الجمهورية اليمنية - وزارة الدفاع - رئاسة هيئة الأركان العامة - المنطقة العسكرية الرابعة - اللواء 35 مدرع ) فمن مِن هذه الجهات أصدرت لكم الأمر بمغادرة تعز.
 
وأضاف الحميري أن "كان التعميم صادرا فقط عنك عزيزي أبا العباس فمن خوّلك ؟!! وإن كنت - جدلاً - مخوّلاً من إحدى تلك الجهات، أو تجاوزتها مخوِّلا نفسك، فمتى كانت الأوامر العسكرية تتجاوز العسكريين إلى عوائلهم ؟!!
 
ويختم الحميري منشوره بالقول "هذا على اعتبار أن التعميم صادر كما في ختام الترويسة عن مكتب ( القائد ) لا أمير المؤمنين".


اقرأ أيضاً:
التعليقات