تجميد جبهة تعز .. قرار سياسي أم عجز في استكمال التحرير؟ (تقرير)
- خاص الإثنين, 24 سبتمبر, 2018 - 08:32 مساءً
تجميد جبهة تعز .. قرار سياسي أم عجز في استكمال التحرير؟ (تقرير)

[ جمود في جبهة تعز ووقف لعمليات استكمال التحرير ]

عقب تعثر جولة المشاورات الرابعة، اشتدت المعارك في الجبهات المختلفة، كتصعيد من قِبل الحكومة اليمنية والتحالف العربي ردا على إفشال الحوثيين لمساعي السلام في البلاد.
 
اندلعت الكثير من المعارك في العديد من المحافظات، أبرزها محافظة الحديدة التي تشهد جولات قتال، تشتد حينا ثم تتوقف.
 
البيضاء كذلك كانت من المحافظات التي شهدت تحركا عسكريا، فأمس الأحد، أعلن الجيش اليمني عن تقدم كبير في بلدة قانية بالمحافظة.
 
في المقابل ظلت مدينة تعز جامدة عسكريا، برغم أهمية تحريرها، نظرا لقربها جغرافيا من العاصمة المؤقتة عدن والحديدة، بما يساهم بحماية ودعم أمن المناطق المحررة هناك.
 
 وتعيش أغلب مديريات تعز في ظل الحرب منذ دخول الحوثيين المدينة في مارس/آذار 2015، وهو ما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية والأمنية بشكل مخيف.
 
إطالة أمد الحرب
 
في تفسيره لأسباب تأخر عملية الحسم العسكري بتعز، يؤكد المحلل السياسي محمد الغابري أن ثمة أهداف للتحالف العربي جملة وللإمارات خاصة، تتمثل في إطالة أمد الحرب، لافتا إلى أن محافظتي تعز والبيضاء تدخلا في ذلك السياق.
 
وأوضح لـ"الموقع بوست" أن تحرير تعز يعني بالضرورة قطع خطوط الإمداد الحوثية إلى الحديدة، وتحرير سريع وتلقائي لمحافظة إب، ودحر الانقلاب من "البيضاء وتعز" يعني تخلص البلاد من الانقلابيين.
 
واستطرد "هناك مخاوف إماراتية من تحرير تعز لموقعها وثقلها الجغرافي والسياسي والثقافي وإبقاء حالة المدينة كما هي اليوم، يكاد يكون هدفا متطابقا لأبو ظبي والحوثيين.
 
فجماعة الحوثي تعتقد أن خسارة تعز هي الهزيمة، ولا تقل عن صنعاء وصعدة من حيث الأهمية والرمزية، لرفضها الانكسار والخضوع لها.
 
تشويه متعمد
 
ويدور الكثير من الجدل حول أسباب تأخير معركة تعز، ويربط الكاتب الصحفي محمد اللطيفي بين ذلك وجبهة الحديدة، التي يرى أنه يتم توظيف "التحرير الوهمي" لصالح تشويه الجيش في تعز، لإثبات أن الخلل يكمن في "محور تعز العسكري"، وليس في القرار السياسي والعسكري للشرعية المرتبط بالتحالف.
 
وقال في مقال له إن الحملات الإعلامية على الجيش بتعز، وتزامنها مع إعلان الإمارات حملات عسكرية ضد مليشيا الحوثي بالحديدة، تثير الكثير من الشكوك حول أهدافها، وتشير في الوقت ذاته إلى أن الجيش بتعز مستهدف بشكل علني وممنهج، لتثبيت عدة أمور كذبتها وقائع ميدانية كثيرة.
 
 فالحديدة لم تتحرر في الحملة العسكرية الأولى، رغم أنها امتلكت ضوءا عسكريا أخضر من التحالف، ودعم عسكري بري وجوي لا محدود، ومع ذلك فإن الجيش في تعز استطاع تحرير الكثير من المناطق بإمكانيات عسكرية محدودة، على حد تعبيره.
 
وأضاف "اللطيفي" هناك "مجموعة من هواة العبث"، يريدون تمرير أجندات مشبوهة، بأساليب تم تكرارها في أكثر من مرة، وأثبتت الوقائع أنها كانت مجرد نكايات سياسية على حساب اليمن، واستفادت منها أطراف غير يمنية، وهو الأمر الذي يتكرر الآن.
 
وشدد على ضرورة الوقوف ودعم الجيش كونه مؤسسة سيادية، لافتا إلى أن هناك فرقا بين نقد أخطائه وتدمير سمعته، وفارق بيّن بين تعديل اختلالاته وبين تدمير بنيته العسكرية.
 
عوائق
 
العقيد عبدالباسط البحر، نائب المتحدث الرسمي باسم قيادة الجيش اليمني بتعز، أرجع في تصريحات صحفية أسباب تأخر الحسم العسكري بالمدينة إلى الافتقار الواضح والكبير للأسلحة الثقيلة كالدبابات والمدرعات، من أجل مواجهة الحوثيين.
 
وشكا من أنه لا يوجد حتى الآن قرار سياسي واضح يعمل على تحرير هذه المحافظة، لكنه أكد أن معركة الحسم قادمة لا محالة، لكن نحتاج إلى الدعم والقرار السياسي.
 
ومنذ 2015 يفرض الحوثيون حصارا على تعز، تم كسره بشكل جزئي لاحقا، لكن معاناة المواطنين لا تزال مستمرة حتى اليوم.


التعليقات