إضراب لنقابة المعلمين في عدن للشهر الثاني والحكومة تتجاهل (تقرير خاص)
- أدهم فهد السبت, 20 أكتوبر, 2018 - 08:31 مساءً
إضراب لنقابة المعلمين في عدن للشهر الثاني والحكومة تتجاهل (تقرير خاص)

[ طلاب يمنيون في طابور الصباح بالمدرسة ]

مضى قرابة الشهرين منذ أن بدأ موعد تدشين العام التعليمي الجديد والذي دُشن فعلياً في محافظات يمنية عدة عدا العاصمة المؤقتة عدن، والتي ما تزال مدارسها وثانوياتها مُغلقةً أمام آلاف الطلاب، بفعل الإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة التربويين الجنوبيين والتي استجاب لها السواد الأعظم من المُعلمين نتيجةً لما يمرون به من أوضاع اقتصادية صعبة.
 
دعوة نقابة التربويين الجنوبيين (غير الرسمية) جاءت صريحةً منذ مطلع سبتمبر/ أيلول الفائت وهو موعد انطلاق العام التعليمي الجديد، فقد حددت مطالبها بخمسة أمور مرتبةً كالآتي: المطالبة بهيكل أجور جديد يتناسب مع وضع المعلمين والتربويين المعيشي الحالي، وضع حل نهائي وحاسم لموظفي 2011م و 2010م و2009م و 2008م وتسكينهم في كشف الراتب بشكل قانوني مستوفٍ كل الالتزامات والإجراءات، الإفراج عن كل ما يخص المعلمين من علاوات سنوية وتسويات الدرجات الوظيفية، حسم قضية المعلمين المُحالين للتقاعد وصرف المستحقات المالية المتراكمة لدى الحكومة دفعة واحدة، منح المعلمين ما يستحقونه من العيش الكريم كالتأمين الصحي أسوةً بالقطاعات الأخرى ذات الدخل المرتفع.
 
وأكدت بيانات النقابة المتوالية بأنه لا إنهاء للإضراب أو تعليقه إلا بتحقيق كل المطالب المطروحة، لكن ذلك لم يحدث ولو حتى بشكل نسبي، فالحكومة لم تولِ ملف إضراب المعلمين والتربويين في عدن أي اهتمام مخصوص، وهو ما جعلهم يستمرون في إضرابهم وبذلك يتوقف قرابة العشرين ألف طالب وطالبة من مختلف المستويات الدراسية عن التعليم في الوقت الذي يتلقى فيه آلاف الطلاب الآخرين تعليمهم بباقي المحافظات حتى تلك الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الانقلابيين.
 
تؤكد المُعلمة "هبة أحمد" ذو 32 عاماً، على أن إضرابهم المفتوح لم يكن بمزاجية أو نابعاً من انعدام المسؤولية لديهم تجاه الطلاب، بل هو نتيجة لأوضاعٍ مزرية يعيشها المعلم.
 
وتضيف هبة في سياق حديثها لـ"الموقع بوست" ومخاطبةً أولياء أمور الطلاب، أي عطاء تطالبونا بتقديمه ونحن نفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة التي ينعم بها قادتنا ومسوؤلو حكومتنا.
 
وتتابع، أي تعليم تريدونه ونحن كمعلمين لا نتسلم سوى الفتات وعلى عاتقنا يقع واجب تنوير الأجيال وتعليمهم لأجل النهوض بالبلاد.
 
واستدركت هبة وهي معلمة بمكتب التربية والعليم بمديرية الشيخ عثمان، بتساؤل يملأه الأسى " أهكذا يكون المعروف.. نحن لا نتسول أو نستعطف بل نطالب بحقنا الذي يحاولوا أن يسلوبنا إياه لكن لا وألف لا فسنظل نطالب بحقوقنا وسنستردها، فما ضاع حق وراءه مطالب، وسيتواصل إضرابنا إلى أن نسترد كافة حقوقنا.
 
وفي 30 سبتمبر/أيلول الفائت اجتمع نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري بمسؤولين بوزاراتي المالية والخدمة المدنية ومعهم رئيس اتحاد النقابات العمالية بعدن، وذلك على أن يتم صرف الزيادة التي وجه رئيس الجمهورية بإضافتها لرواتب موظفي الدولة والمُحددة ب30%، للتربويين وبصورة مستعجلة لأجل تعليق الإضراب الحاصل وعودة العملية التعليمية وهو مالم يحدث.
 
وكان وزير التربية والتعليم عبدالله لملس قد أعلن، منتصف سبتمبر المنصرم، عن تعليق الالتزام بالزي المدرسي، وذلك استجابةً لمعاناة المواطنين ولتخفيف العبء عن كاهلهم بشراء الملابس المدرسية، حتى تحسن الأوضاع المعيشية".
 
وأكد الوزير لملس " أن الوزارة ستعمل حتى تستمر العملية التعليمية ولن يسمحوا للوضع المعيشي الصعب والغلاء فرصة كي يحرم الطلاب من حقهم في التعليم.
 
وبعدها بأيام أعلن الهلال الأحمر الإماراتي عن تكفله بتوفير الزي المدرسي للطلاب المحتاجين والأشد فقراً، وهو ما اعتبره الوزير لملس تفاعلاً مع قراره القاضي بوقف الالتزام بنظام الزي المدرسي الموحد.
 
وبعد مرور أكثر من شهر على إعلان الهلال الإماراتي تكفله بتوفير الزي المدرسي، لم يتم التنفيذ بعد، وسط مخاوف من أن يكون ذاك التعهد كسابقيه من الوعود الإماراتية والتي لا تخرج عن مربع التصريحات الإعلامية.
 
ولم تُحدث تصريحات الهلال الإماراتي أو حتى توجيهات الوزير لملس التي ألغت الالتزام بالزي المدرسي، أي تحريك في المياه الراكدة، حيث لا تزال المدارس مغلقةً والإضراب مستمرا.
 
ضغوطات على النقابة
 
وطيلة فترة الإضراب الشامل التي تقترب من إكمال شهرها الثاني، ارتفعت الأصوات الرافضة لخطوة الإضراب، نظراً لخطورتها على المجتمع ككل، فهي تمس تعليم الأجيال.
 
وبحسب مصادر مطلعة مقربة من نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين فإن اجتماعات مكثفة عقدتها النقابة طيلة الأيام القليلة الفائتة وذلك لتدارس ما يمكن اتخاذه بظل عدم التفات الحكومة للإضراب الذي نفذه المعلمون منذ بداية العام الدراسي.
 
وأضافت المصادر لـ "الموقع بوست" أنه ومن المُرجح تعليق الإضراب خلال الأيام القليلة القادمة، حيث ستعيد النقابة التفكير بخطوات أخرى للضغط على الحكومة وإلزامها بتنفيذ مطالب المعلمين.
 
وذكرت أن قرار تعليق الإضراب لن يُنهي نشاطات النقابة المطالبة بحقوق المُعلمين، والتي لم يحصلوا عليها بعد.


التعليقات