تعرف على اللاعبين والمؤثرين في مسار مفاوضات جنيف
- الخليج الاماراتية الإثنين, 14 ديسمبر, 2015 - 08:33 صباحاً
تعرف على اللاعبين والمؤثرين في مسار مفاوضات جنيف

[ من مشاروات جنيف الاول ]

تبدأ مفاوضات «جنيف 2» بين أطراف العملية السياسية في اليمن غداً الثلاثاء، على الرغم من أن جزءاً من هذه المفاوضات تتحكم فيها شخصيات اقترن بقاؤها بالحرب التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عام، أي منذ استولت جماعة الحوثيين على السلطة بمساعدة وثيقة من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
تتفاوت التوقعات والآمال من المفاوضات بين متفائل بأن تؤدي إلى حل طال انتظاره، ومتشائم بسبب استمرار المعارك التي تدور في عدد من المناطق وعدم رغبة الحوثيين وأنصار المخلوع صالح في التوصل إلى سلام حقيقي يقوم على وقف الحرب بشكل كامل.
مواقف وأهداف متباينة، تتمسك الشرعية اليمنية بتنفيذ الحوثيين للقرار الدولي 2216، الذي ينص على انسحابهم من المدن، وتسليم السلاح الذي استولى عليه الانقلابيون من مخازن الجيش، وعودة الحكومة لممارسة مهامها الرسمية، فيما ظل الحوثيون وجماعة صالح يتمسكون حتى اللحظة الأخيرة بالنقاط السبع التي نوقشت في مسقط قبل عدة أشهر، والتي تعتبرها الحكومة التفافاً على قرار مجلس الأمن، وأبرز هذه النقاط التحاور حول حوار بين أطراف سياسية وليس بين شرعية ومتمردين، وهو ما نص عليه قرار مجلس الأمن الأخير الذي ترتكز عليه المفاوضات القادمة.
وفيما تخوض الشرعية اليمنية المفاوضات في ظل موقف موحد بعد تعيين وزير خارجية جديد هو عبدالملك المخلافي؛ فإن موقف التكتل الثاني يعيش حالة من الإرباك بسبب شعور كل طرف بأنه أحق بالمفاوضات من الآخر، ونقصد بهما جماعة الحوثي، التي تسيطر على مقاليد الأمور في العاصمة صنعاء وبقية مناطق البلاد، بخاصة الشمالية، منها والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، الذي يشعر بأنه صاحب الثقل السياسي والعسكري الكبير، وأنه من مكّن الحوثيين من السيطرة على العاصمة بعد إسقاط المناطق المحيطة بها، خاصة محافظة عمران، التي تعد البوابة الشمالية للعاصمة.
وتقف بقية الأحزاب والأطراف السياسية على مسافات قريبة ومتباعدة من الشرعية ومن الحوثيين، وأبرز هذه القوى التجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، إضافة إلى السلفيين وغيرهم من القوى السياسية الفاعلة في البلاد.
خريطة المتصارعين
يبرز في المشهد القائم في اليمن لاعبون رئيسيون وثانويون، سياسيون وعسكريون، ويمكن تقسيمهم على النحو التالي:
 
عبدربه منصور هادي (الرئيس)
يعد واحداً من اللاعبين الرئيسيين في المشهد اليوم، فهو يمثل الشرعية المعترف بها إقليمياً ودولياً، وكان صاحب القرار في طلب تدخل قوات التحالف العربي لمواجهة انقلاب المتمردين على الشرعية، وقد لعب خلال الفترة القليلة الماضية دوراً مهماً في إعادة الكثير من المناطق اليمنية إلى حضن الشرعية.
يوجد في الوقت الحاضر بمدينة عدن بعد أن تم تحريرها من قبضة المتمردين الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع صالح، وهو من يدير دفة التوجهات السياسية والعسكرية في أكثر من جبهة.
ويحظى هادي بدعم كبير من قبل قوات التحالف والأمم المتحدة، ولا يجري اتخاذ أي قرار في الداخل إلا بعد أن يكون مطلعاً عليه، غير أن حضوره بدأ يقل في الآونة الأخيرة بعد أن تم تعيين نائب له، وهو خالد بحاح، الذي يتولى أيضاً منصب رئيس الحكومة، التي تم تشكيلها في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي باتفاق بين مختلف الأطراف السياسية في البلاد، بمن فيهم الحوثيون، الذين انقلبوا عليه لاحقاً وفرضوا عليه الإقامة الجبرية في منزله، قبل أن يتمكن من مغادرة صنعاء إلى مسقط رأسه بحضرموت ومن ثم إلى الرياض، ليبدأ بممارسة مهامه بعد التحرر من حصار الحوثيين.
 
خالد بحاح
ينظر الحوثيون للحكومة اليمنية التي يرأسها بحاح، على أنها «غير شرعية»، عقب تقديم استقالتها بشكل جماعي بعد فرض إقامة جبرية على قيادات الدولة، ولكنهم لا يمانعون في عودتها لممارسة مهامها لفترة انتقالية محددة، وفق مقررات مسقط، لكنهم سيكونون مضطرين إلى التعامل مع الحكومة الحالية مع شيء من التعديل في حال نجحت مفاوضات «جنيف 2»، التي قبل بها الحوثيون في الفترة الأخيرة.
يحظى بحاح بشبه إجماع من القوى السياسية المتصارعة على خلافة هادي في حكم البلد، وقد برزت في الفترة الأخيرة خلافات بينه وهادي، على وقع التعديلات التي أجراها هادي على الحكومة، وتمثلت بتعيين نواب لبحاح ووزراء للداخلية والخارجية والنقل من دون التشاور معه، ما عرض التوافق بينهما لضربة كبيرة خلال الأسابيع القليلة الماضية.
عبدالملك الحوثي
يمثل زعيم جماعة المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي واحداً من اللاعبين الرئيسيين في المشهد، فالجماعة التي يتزعمها تسيطر على العاصمة صنعاء وعدد لا بأس به من مناطق الشمال، والرجل مرتبط بتحالف قوي مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، على الرغم من أن الطرفين خاضا ست حروب خلال الفترة الممتدة من 2004 وحتى العام 2010.
يرتبط الحوثي بشكل مباشر بإيران، التي قدمت له خلال السنوات القليلة الماضية الكثير من الدعم السياسي والمالي والإعلامي، وزودته بالسلاح عبر تهريبه بواسطة سفن وقوارب عبر البحر الأحمر.
ولا يبدو أن عبدالملك الحوثي في وارد التنازل عن شراكة في الحكم في حال التوصل إلى اتفاق في «جنيف 2»، وهو يريد من المفاوضات أن تمنحه قدرة أكبر على المناورة في العمل السياسي.
 
علي عبدالله صالح
(رئيس حزب المؤتمر)
يعد صالح واحداً من أهم اللاعبين على المسرح السياسي في البلاد، وقد قبل صالح أن يكون صاحب الدور الثانوي في واجهة الأحداث بعد الحوثيين، ويرى كثيرون أن صالح ارتكب خطأ عمره بالتحالف مع جماعة الحوثي، التي زج بالجيش لخوض ست حروب ضدها، وأودى بحياة الآلاف منهم في معارك خاسرة، قبل أن يقبل بأن يمد يد التحالف مع من حاربه وحرض ضده.
سخر صالح القوات التي تدين له بالولاء، بخاصة الحرس الجمهوري، لخدمة مشروع الحوثي في التوسع وشن حروب ضد الشرعية في مختلف مناطق البلاد، وأحدث شرخاً عميقاً بينه وبين العديد من قادة حزبه الذين أعلنوا التمرد عليه، وخاصة من هم في الخارج، وعلى رأسهم المؤسس للحزب الدكتور عبدالكريم الإرياني، الذي توفي قبل أسابيع قليلة، إضافة إلى أبرز القيادات في الحزب، منهم الدكتور أحمد عبيد بن دغر والدكتور رشاد العليمي والشيخ محمد بن ناجي الشايف، والعديد من القادة البارزين.
ويراهن صالح على حضوره واحداً من اللاعبين الرئيسيين في العملية السياسية، ورغم أن كثيرين يرون أن دوره السياسي انتهى، إلا أنه يسعى لإبقاء اسمه حاضراً عبر أي تسوية تبقي حزبه حاضراً في المشهد.
علي سالم البيض عاد في الفترة الأخيرة إلى الحياة السياسية ويعول عليه لعب دور كبير في كبح جماح الحراك الجنوبي الذي يدعو إلى الاستقلال وانفصال الجنوب، وقد زار في الآونة الأخيرة كلاً من الرياض وأبوظبي والتقى بالعديد من قيادات الدولتين، كان آخرها لقاءه بوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش.
 
التجمع اليمني للإصلاح
يعتبر حزب التجمع اليمني للإصلاح، المحسوب على الإخوان المسلمين، من أبرز اللاعبين الرئيسيين في الساحة اليمنية، وأحد أقطاب الصراع الدائر منذ أشهر.
ينظر الحوثيون لحزب الإصلاح كخصم تقليدي لهم، باعتباره ذا مرجعية دينية وصاحب قاعدة شعبية واسعة، لذا بدأوا ب«تقليم أظفاره» وشن حروب فردية على قياداته، انتهت بفرارهم من البلد، وعلى رأسهم الزعيم القبلي «حميد الأحمر»، نجل الشيخ عبدالله الأحمر، زعيم قبائل حاشد، وعضو الهيئة العليا في الإصلاح.
ومنذ اجتياح الحوثيين صنعاء العام الماضي تعرض حزب «الإصلاح» لحملة مضايقات غير مسبوقة من قبل الحوثيين، الذين اعتقلوا قيادات في صفه الأول، ومن أبرزهم عضو الأمانة العام للحزب محمد قحطان، الذي لا يزال حتى اليوم في سجون الحوثيين، كما احتلوا مقراته بمحافظات مختلفة.
ويمتلك حزب الإصلاح، الذي أعلن رسمياً تأييده عملية «عاصفة الحزم» (التي نفذها التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين)، آلاف المقاتلين القبليين.
ومن أبرز شخصيات الحزب محمد اليدومي، رئيس الهيئة العليا للحزب، وأحد مستشاري الرئيس هادي، إضافة إلى عبدالوهاب الآنسي.
 
الحراك الجنوبي
من أكثر اللاعبين حضوراً في جنوب البلاد، يتولى اليوم إدارة العديد من المناطق الجنوبية التي تم تحريرها من قبضة الحوثيين في شهر يوليو/تموز العام الجاري، وقد لعب الحراك الجنوبي الذي كان في قلب المعركة ضد الحوثيين وصالح دوراً مهماً في المعارك الأخيرة.
وقبل نحو أسبوع تم تعيين اثنين من أهم قادته في أعلى مناصب إدارية وأمنية في عدن، وهما عيدروس الزبيدي الذي عين محافظاً لمدينة عدن خلفاً لجعفر محمد سعد الذي تم اغتياله على يد متطرفين من «داعش»، والثاني شلال شايع هادي، الذي عين مديراً لأمن المحافظة.
ويعتقد على نطاق واسع أن الحراك الجنوبي يسعى إلى فصل الجنوب عن دولة الوحدة، ولكنه قد يقبل بفيدرالية بين الشمال والجنوب لمدة زمنية محددة يتم بعدها إجراء استفتاء على بقاء الفيدرالية أو الانفصال.
 
الحزب الاشتراكي اليمني
كان الحزب الحاكم لجنوب اليمن قبل إعلان دولة الوحدة مع شمال اليمن العام 1990، لكنه تعرض للكثير من الضربات القوية خلال السنوات اللاحقة من حرب العام 1994، وتحول إلى حزب غير قادر على التأثير، رغم انضواء الآلاف من أعضائه في إطار ما يعرف ب«الحراك الجنوبي». من أبرز شخصياته عبدالرحمن عمر، الأمين العام الحالي للحزب، والدكتور ياسين سعيد نعمان، الأمين العام السابق للحزب، وسفير اليمن لدى بريطانيا حالياً، ومحمد غالب أحد، عضو المكتب السياسي والدكتور عيدروس نصر، المقيم حالياً في بريطانيا.
 
التنظيم الوحدوي الناصري
أعلن التنظيم الوحدوي الناصري، وهو أحد تحالف اللقاء المشترك، المؤلف من 5 أحزاب، تأييده صراحة للرئيس عبدربه منصور هادي، يمتلك الحزب قاعدة جماهيرية محدودة تتركز في محافظات وسط البلاد، بخاصة تعز وإب، ويعلن في خطاباته الرسمية رفضه لما يصفه ب«الانقلاب على السلطة»، من قبل الحوثيين وحزب صالح.
لا يمتلك الحزب قاعدة قبلية كحزب «الإصلاح» و«المؤتمر الشعبي»، لكن عشرات من أنصاره انخرطوا في المقاومة الشعبية للقتال ضد الحوثيين، وتحديداً في تعز.
من أبرز شخصياته، الأمين العام الحالي للحزب عبدالله نعمان، والأمين العام السابق سلطان العتواني الذي أصبح حالياً مستشاراً للرئيس هادي، ونائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية عبدالملك المخلافي.
 
تنظيم «القاعدة»
استغل تنظيم القاعدة في اليمن الصراع الدائر في البلد منذ مطلع العام الجاري، وفرض حضوره في جنوب وشرق البلاد، حيث تتواجد عناصر التنظيم في كل من عدن وأبين ولحج وحضرموت.
من أبرز شخصياته جلال بلعيدي، الذي يقود التنظيم في الوقت الحاضر في المناطق الجنوبية من البلاد، وشوهد لآخر مرة في محافظة أبين بعد هجوم شنه التنظيم على المقاومة الشعبية في منطقة جعار، وقتله لعدد من قادتها وملاحقته لقائد المقاومة في المنطقة عبداللطيف السيد، الذي فر إلى خارج المحافظة.


التعليقات