الاهتمام التركي باليمن.. تنامي يرتبط بعدة متغيرات (تقرير)
- خاص الاربعاء, 02 يناير, 2019 - 07:24 مساءً
الاهتمام التركي باليمن.. تنامي يرتبط بعدة متغيرات (تقرير)

[ اهتمام تركيا باليمن ]

تنامى الاهتمام التركي مؤخرا بالملف اليمني بشكل كبير، برغم اهتمامها ببعض الجوانب فيه منذ بدء الحرب.

 

تركز ذلك الاهتمام في الجانب الإغاثي، لكنه تزايد بشكل واضح عقب مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وحدوث تصعيد وتوتر بالعلاقة بين أنقرة كطرف والرياض وأبوظبي كطرف ثنائي.

 

الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" قالت إنها نفذت 93 مشروعا في مجالات مختلفة في اليمن خلال ست سنوات، وهي كالتالي (25 مشروعا في مجال التعليم، و15 مشروعا صحيا، و8 ثقافيا، و23 في مجال البنية التحتية، و17 في مجال المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى 5 في القطاع الزراعي والحيواني).

 

فضلا عن إنشاء 4 مراكز غسيل، ومستشفيات ميدانية، ودورات لمتطوعين من موظفي القطاع العام، وأنشطة أخرى.

 

في ديسمبر/كانون الأول 2018 وزعت جمعية "صدقة طاشي" التركية مساعدات إنسانية للنازحين بتعز. فيما أكد سابقا رئيس الهلال الأحمر التركي كرم قنق، أن بلاده كثفت المساعدات إلى اليمن منذ 2015 مع اشتداد الأزمة في البلاد.

 

تشترك إيران مع تركيا في ذلك الاهتمام، فقد كشف خلال ديسمبر/كانون الأول الرئيس الإيراني حسن روحان خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، أن البلدين سيعقدان مشاورات بخصوص المساعدات الإنسانية في اليمن، مشيرا إلى عمل الطرفين من أجل استتباب الأمن في سوريا واليمن.

 

ومنتصف الشهر الماضي، تعرض وفد تركي تابع لمنظمات إغاثية للاحتجاز لمدة يومين بالعاصمة المؤقتة عدن من قِبل قوات مدعومة إماراتيا، وذلك بعد دخوله اليمن للانتقال إلى مدينة سيئون بحضرموت ضمن جهود إغاثة إنسانية.

 

امتداد العلاقة بين البلدين

 

وبدأ الحكم العثماني الأول في اليمن منذ 1538 - 1635، وتم عام 1926 تعيين مندوب لبلانا لدى أنقرة، وعينت بدورها الأخيرة ممثلا سياسيا لها في البلاد، وغادرت البعثة الدبلوماسية التركية اليمن في 2015.

 

في هذا الصعيد يقول المحلل السياسي فؤاد مسعد إنه وبالنظر للدور التركي تجاه اليمن فهو بالدرجة الأولى مرتبط بطبيعة التغيير الداخلي والخارجي لأنقرة بعد تسلم حزب العدالة والتنمية الحكم قبل نحو ستة عشر عاما، شمل مختلف الدول بما فيها الدول العربية ومنها اليمن.

 

وأفاد لـ"الموقع بوست" ما إن أخذت عجلة البناء والتنمية تمشي بوتيرة متسارعة حتى أخذت الحكومة التركية تقوي علاقاتها وتعزز حضورها في المنطقة، ومن ذلك زيارة الرئيس التركي السابق عبدالله جول لليمن بداية العام 2010.

 

وأشار مسعد إلى الدعم التركي للثورة الشعبية عام 2011 ومعالجتها مئات الجرحى والمصابين، فضلا عن الأعمال الخيرية والإنسانية التي بدأت بشكل ملحوظ في العام 2012، مع وكالة التنسيق والتعاون (تيكا)، وكذا التعاون في الجانب الصحي عبر الهلال الأحمر التركي وأطباء حوال العالم، ومنظمات أخرى.

 

ومن خلال ذلك خلص إلى أن ذلك يؤكد أن الدعم التركي اليوم يأتي امتدادا لموقف أنقرة الرسمي والشعبي الداعم لليمن، مستبعدا أن يكون هناك ثمة ارتباط بين الدعم وبين قضية خاشقجي.

 

ورأى المحلل السياسي اليمني أن هناك محاولات من الجانب الإماراتي لإعاقة الدور التركي في اليمن والعمل على تشويهه وشيطنته، وهو ما برز من خلال نشر الفريق الإعلامي التابع للهلال الأحمر الإماراتي العام الماضي إشاعات مسيئة للمساعدات التركية، ومحاولة مسؤولين أمنيين موالين للإمارات عرقلة توزيع المساعدات الغذائية منتصف العام الماضي، وصولا إلى احتجاز أتراك قبل أيام، مؤكدا أن كل ذلك لم يؤثر على طبيعة الحضور التركي الفاعل في اليمن.

 

طبيعة نفوذ تركيا باليمن

 

بدوره أشار الكاتب الصحفي أمجد خشافة إلى مد تركيا نفوذها السياسي إلى اليمن عقب أحداث فبراير/شباط 2011.

 

لكنه ذكر لـ"الموقع بوست" أن تركيا تراجعت بشكل متدرج عن مد نفوذها السياسي في اليمن حتى جاءت عاصفة الحزم في مارس/آذار 2015، والتي معها أصبح اهتمام أنقرة بالبلاد في مستوى متدنٍ، عدا ما كانت تقدمه بشكل نادر من مساعدات عبر الهلال التركي للمناطق المحررة.

 

ويعتقد خشافة أن تركيا عاودت اهتمامها باليمن من جديد عقب حادثة مقتل خاشقجي، التي وضعت تركيا مع السعودية في احتكاك حاد، ما جعل بلادنا أحد الملفات التي دخلت في إطار هذا الصراع، وهو ما أكده ياسين أكتاي كبير مستشاري رجب طيب أردوغان حين تحدث مؤخرا عن إنقاذ اليمن من الحرب ومن التحالف أيضاً.

 

وخلص الكاتب الصحفي خشافة، إلى أن اليمن لا تحتاج لمزيد من التعقيد والمزايدات السياسية بين دول الإقليم.

 

وكانت تركيا قد رحبت بتحقيق التقدم في المشاورات اليمنية التي عقدت في السويد، ثم أعلن وزير خارجية أنقرة مولود تشاووش أوغلو عن دعوة بلاده منظمة التعاون الإسلامي لعقد اجتماع في العاشر من يناير/كانون الثاني الجاري لبحث الأزمة اليمنية، متهما دول الخليج باتخاذها خطوات خاطئة جرت البلاد إلى أبعاد مختلفة ضاعفت المعاناة الإنسانية.


التعليقات