[ توقف إصدار جوازات السفر باليمن وطلاب ومرضى عالقون ]
مضى قرابة أربعة أشهر والمواطن اليمني بانتظار استئناف إصدار بلاده للجوازات، ولكن دون أن يحدث ذلك، برغم الوعود الكثيرة من قِبل مسؤولين في الحكومة، وحديثهم عن وصول حوالي عشرة آلاف دفتر.
واجه نتيجة لذلك العديد من المرضى الذين يحتاجون السفر للخارج أو الطلاب وحتى المواطنين الذين يرغبون بتأدية فريضة الحج هذا العام، واجهوا عوائق كثيرة حالت بينهم وأحلامهم بسبب توقف إصدار الجوازات، وزادت معها معاناتهم.
أدى استمرار الوضع على ما هو عليه إلى إطلاق ناشطين وصحفيين وكتاب حملة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حملت هاشتاغ #وين_الجوازات .
كان هناك تفاعل كبير مع تلك الحملة من قِبل المواطنين المتضررين من توقف إصدار الجوازات، قابله صمت حكومي تجاهل احتياجات المواطن اليمني الذي يعيش في ظل الحرب منذ أكثر من أربع سنوات في ظل ظروف مأساوية.
معاناة
الناشط ماهر عثمان تحدث أن اليمنيين بين فزاعة العدوان والشرعية، وهم يعيشون حياة الثابت الوحيد فيها هو المعاناة.
واستدرك "مش مشكلة تمرض وتموت أو تسافر أيام عشان تحصل على جواز أو تتلقى العلاج، فالمهم هو أن ندعم الشرعية وليس مهما أنك تجوع ومتحصل لقمة تأكلها المهم تصمد أمام العدوان".
فساد مقصود
أما الناشط محمد علي ألمح إلى وجود فساد وراء إيقاف صدور الجوازات وقال: "شكاوي كثيرة وصلت تقول إن الجوازات في اليمن شبه معدومة، وإن أسعارها دبلوها أضعافا مضاعفة".
أوضح ذلك الناشط عبدالواحد العبيدي بحديثه عن عدم وجود إهمال أو سوء إدارة، بل فساد منظم ومتعمد لتنشيط السوق السوداء التي لم تتوقف نهائيا عن إصدار الجوازات.
وذكر "سعر الجواز وصل إلى 700 إلى 800 دولار"، وهو ما يعني أن ملايين الدولارات تذهب إلى جيوب بعض المسؤولين في الجوازات ومن ورائهم في مكتب رئاسة الجمهورية.
شرعية تُخيب الآمال
من جانبه الناشط طارق البنا كتب مجموعة من التساؤلات تكشف عن واقع البلد المرير قائلا: "وين الشرعية؟ وين الفلوس؟ وين التحرير؟ وين الجوازات؟ وين الوائتات؟ وين مدير صندوق النظافة؟ وين الحكومة التي مالها دخل بالسياسة ؟!".
وأستطرد "وألف سؤال وسؤال، ودائما كنا نعود بالخيبة، ولا مجيب".
وأضاف "بلغة ساخرة "طيب على الأقل لو معين وعبد ربه وعلي محسن وبقية مغتربي الدولة والشرعية حقنا مش قادرين يجاوبونا على الأسئلة التي تهم البلاد ، وبما أنه زوجها مغترب مثلكم ، طيب قولوا لنورية، وينوووو مسعوووود؟! "، في إشارة إلى مسلسل غربة البن الذي يتم بثه خلال شهر رمضان في إحدى القنوات اليمنية.
وعود
الباحث مصطفى نصر من جانبه ذكر أن مدير مصلحة الهجرة والجوازات في عدن أخبره في مارس الماضي بأن منتصف أبريل 2019 هو موعد استئناف صرف الجوازات للمواطنين وهو ما لم يحدث.
تعرية للحكومة
الصحفي بسام غبر، رأى بدوره أن الواقع الحالي وحملة وين الجوازات تعري خذلان الحكومة الشرعية للمواطنين في تلبية أبسط احتياجاتهم.
اختلاس
الناشط محمد مهيوب بدوره اتهم قيادات الهجرة والجوازات وقيادات في الحكومة الشرعية، بتعمد إخفاء دفاتر الجوازات وتوقيف طبعها في مكاتب الجوازات، لأجل البيع والشراء في السوق السوداء وبمبالغ خيالية، واختلاس المواطنين وتعبئة الأرصدة وشراء الشقق في مصر والأردن وغيرها، فضلا عن توفير مبالغ السياحة والرحلات على حساب المواطن اليمني.
وتابع "مرضى يموتون يحتاجون للسفر ومواطنون تعطلت سفرياتهم وغيرهم الكثير، يحتاجون إلى جوازات السفر في بلد تطحنها الحرب".
المحامي ياسر المليكي تحدث عن وصول سعر الجواز في السوق السوداء بعدن وتعز ومأرب وحتى جدة السعودية قرابة 1500 ريال سعودي وأكثر من ذلك.
وكما هو معروف فقد أصدر الحوثيون سابقا أثناء سيطرتهم على صنعاء كثيرا من الجوازات بطريقة مخالفة للقانون، أدى ذلك إلى إلغاء التعامل معها، ثم استأنفت الحكومة الشرعية إصدار الجوازات، لكن المتاجرة بالجوازات استمرت في عهد الحوثيين وحتى اليوم.