تعز – مضايا بشاعة الموت الطائفي
- صلاح قعشة الثلاثاء, 12 يناير, 2016 - 09:30 مساءً
تعز – مضايا  بشاعة الموت الطائفي

[ تعز ومضايا نماذج واضحة لطائفية إيران ]

يكتوون بسعير الحرب، وبحصار وحشي لميليشيات طائفية لا تعرف مواثيق الحقوق وشرف الحرب تمنع حتى قطرة الماء عن المدنيين، ذلك ما يحدث في مدينة تعز.. كذلك في بلدة مضايا السورية.
 
ورغم بشاعة الموت الذي ترسله ميليشيا الطوائف كل يوم منذ تسعة أشهر في تعز.. إلا ان الحياة لاتزال تتجلى بإرادة مستمرة للصمود.
 
ويوماً إثر آخر يتأزم الوضع في تعز، وفي مضايا، ليصل الى شفا الكارثة في الاولى، وتدق نواقيس الموت في الثانية. فالأسواق شبه فارغة، المحلات والمطاعم مغلقة، والمستشفيات تعاني من نفاد الأكسجين والأدوية.. ويسقط المزيد من المدنيين بين قتيل وجريح.
 
انعدام الحياة
عن مدينة محاصرة يقطنها ملايين الاشخاص يُمنع عنهم كل مقومات الحياة من ماء ودواء وغذاء حتى انابيب الأكسجين التي تساعد في انقاذ حياة المرضى والجرحى، تمنع ميليشيا الحوثي والمخلوع دخولها المدينة، ذلك ما يقوله عبدالسلام نجيب - احد ساكني مدينة تعز.
 
وفي حين يصرخ اهالي هذه المدينة المنكوبة لطلب العون والمساعدات، تأتي هذه المساعدات والاغاثات لتصل الى اطراف المدينة، حيث تتمركز الميليشيا لتقوم باحتجازها ونهبها، في حين يبدو وضعا أسوأ في مضايا التي يعشعش الموت في ارجائها منذ ستة أشهر وتظهر فيها صور الأطفال الذين اوشكوا على الرحيل من هذا العالم المقيت لتفصيل كل الوجع ولاختصار آلاف الكلمات.
 
حصار وحشي
اشبه بزنزانة مع اغلاق كافة المنافذ ومنع سائر المواد الغذائية والدوائية والنفطية، ذلك الحال الذي تبدو عليه المدينتان اللتان تتعرضان لحصار متخم بالتوحش واللاإنسانية.. «ومافي شي بمضايا» وربما «مافي شي بتعز» الا من نهب مساعدات الغذاء الأممية من قبل ميليشيا الحوثيين وصالح.
 
واستمرار نشر عدد من مؤيدي بشار الأسد على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لموائد وأطعمة يسخرون بها من المجاعة التي يتعرض لها المحاصرون في بلدة مضايا السورية، متجاوزين بذلك أبسط المبادئ الإنسانية والأخلاقية، الفاضحة للممارسات الطائفية المتعمدة.
 
ملامح تشابه
بين مضايا وتعز.. تبدو ملامح تشابه اكثر وضوحاً، لا في ملامح الحصار وأدواته ولكن في ملامح الثورة والكرامة، كانت تعز اول من نادت بإسقاط النظام العائلي للرئيس المخلوع علي صالح في الـ11 من فبراير 2011 إثر ثورة الربيع العربي، تبرز مضايا البلدة والناحية التابعة اداريا لمنطقة الزبداني في محافظة ريف دمشق، والبالغ عدد سكانها 16.780 نسمة حسب تعداد عام 2015، كبلدة منتفضة منذ بداية أحداث الثورة السورية ضد الرئيس السوري بشار الأسد وكأول بلدة تنادي صراحةً بإسقاط نظامه. ورغما عن وحشية الحرب والحصار، يتحدى المدنيون في «مضايا، تعز» ظروفاً بالغة القهر آملين ببزوغ فجر الحرية عما قريب.


التعليقات