ما جدوى تشكيل مجلس الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن؟ (تقرير)
- خاص الإثنين, 13 يناير, 2020 - 08:48 صباحاً
ما جدوى تشكيل مجلس الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن؟ (تقرير)

يزداد التوتر والتصعيد في المنطقة العربية بشكل كبير، خاصة عقب مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، واستهداف طهران لقواعد عسكرية أمريكية في العراق.

 

قبل يومين تم الإعلان عن تأسيس مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن في المملكة العربية السعودية.

 

وقعت على ذلك الميثاق ثماني دول هي: السعودية والسودان وجيبوتي والصومال وإريتريا ومصر واليمن والأردن.

 

عن أهداف ذلك الكيان الجديد، أوضح وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، أنه لا يوجد تصور حاليا لإنشاء قوة عسكرية للتحالف الجديد، مشيرا إلى أن جميع الدول لديها قدرات دفاعية، وتنسيق ثنائي، ويمكن أن يتطور ذلك إلى تنسيق جماعي.

 

وقال خلال مؤتمر صحفي إن المجلس يهدف للتنسيق والتشاور بشأن الممر المائي الحيوي، في ظل تحديات متزايدة في المنطقة في إطار حفظ الأمن والاستقرار، ومواجهة الأخطار المحدقة.

 

بدورها رحبت الخارجية الإماراتية بذلك التحالف، واعتبرت أن المجلس الجديد "يعزز الأمن والاستقرار والتعاون والتنسيق بين الدول المطلة على البحر الأحمر والمنطقة بأكملها".

 

وأكدت أن المجلس "يمثل بعدا مؤسسيا ضروريا للتنسيق بين جميع هذه الدول والتعاون فيما بينها، بما يعود بالفائدة عليها وعلى شعوب المنطقة".

 

وبرغم أهمية مثل ذلك التحالف في ظل الأخطار والمعطيات في المنطقة، إلا أن هناك حالة من عدم التناغم بين الدول التي تمثله.

 

ويأتي هذا الكيان في الوقت الذي ما تزال تعيش فيه اليمن في ظل حرب منذ 5 سنوات، كانت الأزمة الإنسانية عنوانها الأبرز.

 

فقاعات إعلامية

 

وفي هذا السياق، قلل الإعلامي عبد الكريم الخياطي من شأن ذلك التحالف وقال إنه لا يمكن التعويل على أي منظمة تنشئها السعودية، فقد حولت سابقا منظمة الدول الإسلامية لمجرد منبر خطابي ينعقد بطلبها في الغالب، وكذا التحالف الإسلامي الذي أعلنت عنه مع بدايات الحرب اليمنية، وتخلت عنه الرياض بطلب أمريكي.

 

وأشار في تصريحه لـ"الموقع بوست" إلى أن المنظمة الجديدة التي أعلنت عن تشكيلها السعودية ليست فكرة جديدة وكان الرئيس السابق علي عبد الله صالح قد شكل ما يسمى بدول حلف صنعاء الذي يضم دول القرن الأفريقي واليمن وإثيوبيا والسودان، ثم تخلى عن الفكرة بعد ضغوط سعودية، كون تلك الدولة تدعو لهذه التحالفات وفق ظروف سياسية معينة ثم تعمل على تحويلها إلى مجرد فقاعات إعلامية، بحسب تعبيره.

 

ربما يقول البعض إن الظرف تغير في ظل محاولات دول كثيرة التواجد في البحر الأحمر ومنها الصين واليابان وفرنسا وإيطاليا وجميعها لها قوات في جيبوتي، وكذلك انضمام مصر لهذا التحالف الجديد، لكن الجميع يعلم -وفق الخياطي- أن الجيش المصري الذي لطالما تحكم بالقرار السياسي المصري، أيضا له مصالح مع دول مثل الإمارات وإسرائيل، ولن يستمر بالطريقة التي يعتقد البعض أنها تفكر بها.

 

وهذا أسلوب اتخذه الجيش المصري مع انحيازه لسياسة مبارك بعد اتفاقية كامب ديفيد، ثم عمله على خلخلة مجلس التعاون العربي الذي تشكل من العراق ومصر والأردن واليمن، وانهار بفضل انحياز مصر للسعودية في حرب تحرير الكويت، أوضح الخياطي.

 

وفي تقدير الخياطي فإن السعودية ومصر لا تعرفان ما تريدانه في البحر الأحمر والخليجين العربي وعدن، لكن ما هو مؤكد بالنسبة له أن تلك الخطوة طريقة لترويض دول القرن الأفريقي التي اتجه بعضها نحو الصين أو تركيا، إضافة إلى أن الأزمة الجديدة بين إيران وأمريكا أثبتت أن الرياض ستخشى دائما أن تتعامل بندية وشراكة مع حلفائها، وستتعامل معهم كتابعين، وهذا ما لن تقبله حتى دولة صغيرة كجيبوتي ودولة منهكة كالصومال، ودولة متعددة الاقطاب والولاءات كاليمن، وفي الأخير ستحول المنظمة كالتحالف العربي الذي بدأ بعشر دول وبفضل رعونة السياسة السعودية أصبح فقط للسعودية والبحرين، على حد قوله.

 

وتوقع أن يكون لدول الايغاد الذي تقوده إثيوبيا وتترأسه السودان دور أقوى من دور المنظمة أو التحالف الذي أعلنت عنه الرياض، فكل حلفاء السعودية بما فيهم الإمارات لا يثقون بتقلب المزاج السعودي و تطرفه الأحادي في القيادة.

 

اليمن والتحالف

 

وعن تاثير مثل ذلك الكيان على اليمن، يرى الخياطي أن التحالف "لن يخدم بلادنا في ظل تحكم أبوظبي  بمعظم السواحل اليمنية عبر وكلائها من المخا حتى المكلا".

 

وأفاد بأن الإمارات لها سياسة خاصة بها تتفق ظاهريا مع الأهداف السعودية، وبالتأكيد ليس أمن اليمن ووحدة أراضيه وأمن سواحله من أجندة أبوظبي الآن، فهي ترعى مشروع الفوضى في السواحل والموانئ التي يمكن أن تشكل تهديدا اقتصاديا على ميناء جبل علي.

 

وتطل اليمن كما هو معروف على البحر الأحمر وخليج عدن، وهددت جماعة الحوثي مرارا من أماكن تمركزها خطوط الملاحة الدولية، وهناك تنافس بين دول كثيرة لإيجاد مكان لها في مثل هذه المناطق المهمة أو بالقرب منها.


التعليقات