التحالف يعلن بدء تنفيذ الشق العسكري من "اتفاق الرياض".. ما الذي تغير هذه المرة؟ (تقرير)
- خاص الخميس, 10 ديسمبر, 2020 - 10:56 مساءً
التحالف يعلن بدء تنفيذ الشق العسكري من

[ مراسم التوقيع على اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والانتقالي الجنوبي ]

أعلن التحالف العربي، اليوم الخميس، البدء بتنفيذ الشق العسكري لاتفاق الرياض، تزامنا مع وصول لجنة عسكرية سعودية إلى محافظة أبين للبدء بفض القوات هناك.

 

وقال مصدر مسؤول في التحالف لوكالة "واس" السعودية، لم تسمه، إنه سيبدأ منذ اليوم تطبيق الشق العسكري، ليتبعه بعد ذلك الشق السياسي المتمثل بإعلان الحكومة.

 

في تلك الغضون وتزامنا مع تواجد القوات السعودية، جرت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وأخرى تتبع الانتقالي المدعوم إماراتيا في منطقة الشيخ سالم بأبين.

 

وذكر مستشار وزير الإعلام والسكرتير الصحفي للرئيس هادي أن الرئيس اليمني قاوم ضغوطا شديدة لإجباره على إعلان تشكيل الحكومة قبل تنفيذ الشق العسكري القاضي بانسحاب القوات خارج المدن إلى الجبهات وفقا للاتفاق، والذي شدد على تنفيذ الشق العسكري أولا.

 

ويرى مراقبون أن السعودية تسارع الوقت لتنفيذ الاتفاق الذي مر على توقيعه أكثر من عام، خصوصا عقب هزيمة حليفها ترامب في السباق الرئاسي الأمريكي، وسط توقعات بتغير جذري لسلطة الرئيس الديمقراطي الجديد تجاه التعامل مع ملف الشرق الأوسط وحرب اليمن، وهو المعروف بتعاطفه مع إيران ومعارضته لحرب التحالف.

 

لكن آخرين يرون أن إعلان التحالف كسابقيه بلا طائل وسط عدم سيطرة على الأطراف المتنازعة، أو أن من خلف ذلك مكيدة للتنفيذ حسب الرغبة الإماراتية التي عطلت الاتفاق وأفرغته من مضمونه في مساعٍ لتمكين مليشياتها الجنوبية ومواصلة طرد الحكومة خارج البلاد.

 

ترحيب الأطراف

 

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رحب بإعلان التحالف كون ذلك سيحقن الدماء ويوحد الجهود لمكافحة الانقلاب وتظافر الجهود لإيقاف النزيف الاقتصادي في البلاد.

 

عيدروس الزبيدي، رئيس الانتقالي الجنوبي، ثمن جهود التحالف وقال إنها تعكس الحرص والدور الريادي للسعودية في المنطقة نحو توحيد الجهود السياسية والعسكرية في مجابهة الحوثيين والجماعات الإرهابية، وفقا لما أوردته صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم الخميس.

 

ويتواجد "الزبيدي" في الرياض منذ أشهر لبحث تنفيذ اتفاق الرياض الذي لم يرَ النور، كون جوهره يقضي بانسحاب عسكري للقوات قبيل تشكيل حكومة تتشاركها جميع الأطراف، حيث يكمن الاختلاف في التقديم والتأخير بين الشقين.

 

ما أعلن عنه التحالف اليوم نظريا يقضي بالبدء بالشق العسكري قبل إعلان الحكومة، حيث تعرض الرئيس هادي لضغوط شديدة لقبول العكس والذي لم يخضع، وكسب الجولة، وفقا لما أورده "مختار الرحبي" سكرتيره السابق.


 

 

ما الجديد هذه المرة؟

 

 الدكتور محمد جميح بدا متفائلا هذه المرة، معللا ذلك بوجود شيء جديد قائلا: "جميل.. الخبر الجيد اليوم هو تحديد مدة أسبوع لتنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض وإعلان تشكيلة الحكومة عقب ذلك".

 

‏وأضاف جميح أنه "من غير المستساغ بعد أكثر من عام على إبرام الاتفاق ألا يتم تشكيل الحكومة"، معتبرا أن الحوثي يظل "المستفيد الوحيد من بقاء الأمور على ما هي عليه".

 

 

أما الباحث "معن دماج" فقد بدا ساخرا في مهاجمة من لم يرُقهم اتفاق الرياض "الأخوة المستائين من اتفاق الرياض، اعتبروا الأمر مجرد هدنة لأشهر، يمكن للشرعية أن تستخدمها لتحسين وضع جبهات مأرب والجوف والبيضاء".

 

وأضاف "دماج" في صفحته على تويتر" مش عيب تستفيد من الوقت وتناور مثل بقية الجهات".

 

ويرفض الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات تنفيذ اتفاق الرياض منذ التوقيع عليه في ديسمبر من العام الماضي، مشترطا تغيير بند تشكيل الحكومة ليكون قبل تنفيذ الشق العسكري، ما يعني رفض سحب قواته من العاصمة تمهيدا لعودة الحكومة الجديدة.

 

نظرية المؤامرة

 

يمنيون عبروا كالعادة من مخاوفهم تجاه إعلان التحالف، بسبب غياب الثقة، فـ"توفيق أحمد" اعتبر الإعلان "إجراءات مخادعة لشرعنة الانتقالي، وهي مجرد مسرحية هزيلة بسيناريو مختلف هذه المرة بقيادة السعودية"، والهدف وفقا له هو تدمير اليمن.

 

‏ويرى "توفيق" في تغريدة له على تويتر أن "التمسك بتنفيذ الشق العسكري والأمني قبل إعلان الحكومة" هو الضامن الوحيد، وإلا فإن ما لا يحمد عقباه سيحصل، وفق تعبيره.

 

 

الأمر يتعلق بالمؤامرة أيضا بالنسبة للطرف الآخر، الذي يدين للإمارات ولا يثق بالسعودية أيضا، حيث يرى "أبو السيف الجنوبي" أنه "لا أمان للشرعية ونتمنى أن يكون هناك ضامنين للتنفيذ"، ويقصد بذلك الشق العسكري، وفي حال فشل ذلك فإنه ووفقا لأبو السيف فإنهم لا يطيقون الانتظار أكثر في هذا الاتفاق.

 

 

ووقعت الحكومة اليمنية مع الانتقالي الجنوبي اتفاقا في العاصمة السعودية الرياض، قبل نحو عام، يقضي بانسحاب قوات الأخير التي سيطرت على العاصمة المؤقتة عدن وبعض المدن عسكريا، وتشكيل حكومة تشمل الجميع، قبيل أن يضيف الانتقالي جزيرة سقطرى النائية إلى حضيرته.


التعليقات