استدعاؤها للحكومة والانتقالي.. هل تنجح السعودية في إنعاش اتفاق الرياض؟ (تقرير)
- علي الأسمر الجمعة, 19 مارس, 2021 - 07:36 مساءً
استدعاؤها للحكومة والانتقالي.. هل تنجح السعودية في إنعاش اتفاق الرياض؟ (تقرير)

[ مراسم توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والانتقالي ]

وجهت المملكة العربية السعودية دعوة لطرفي "اتفاق الرياض" الحكومة اليمنة والمجلس الإنتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، للحضور إلى الرياض للتشاور بشأن المضي في استكمال تنفيذ اتفاق الرياض.

 

ويأتي الاستدعاء على خلفية اقتحام متظاهرين الثلاثاء الماضي لمقر إقامة الحكومة في "قصر معاشيق" بمديرية كريتر في العاصمة المؤقتة عدن جنوبي البلاد.

 

وتأتي الدعوة في إطار محاولات المملكة إنعاش اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي عقب تعثر استكمال تنفيذ بنوده خصوصا الشق العسكري والأمني.

 

محاولات فاشلة

 

يرى سياسيون استطلع رأيهم "الموقع بوست" أن الدعوة لن تثمر عن أي تقدم في تنفيذ بنود الاتفاق، معللين ذلك بعدم جدية الرياض في تنفيذ الاتفاق منذ البداية وعدم ممارسة أي ضغوط على الطرف المعرقل منذ توقيع الاتفاق.

 

ومع التطورات في المشهدين الدولي والمحلي فإن آخرين يعقدون آمالا كبيرة بجدية المملكة هذه المرة كون التطورات الدولية لا تصب في مصلحتها في وقت تشهد فيه التطورات العسكرية في اليمن تقدما ملحوظا لقوات الجيش الوطني والمقاومة والتحالف العربي والاستهداف الحوثي للرياض والذي زادت وتيرته في الآونة الأخيرة.

 

القرار للرياض

 

الكاتب والمحلل السياسي صلاح السقلدي يقول إن مصير الحكومة ومصير اتفاق الرياض أصبح على المحك.

 

وفي حديثه لـ"الموقع بوست" يرى السقلدي أن اتفاق الرياض أصبح في موت سريري، وبحاجة إلى صعقة سياسية تعيد له وعيه وتبث فيه الروح من جديد، وهي المهمة التي قال إنه لن يستطيع أن يضطلع بها سوى راعي الاتفاق "السعودية" إن جدت في ذلك وأخلصت النية بعيدا عن أسلوب المداهنة وبعيدا عن اعتقادها الخاطئ بأن استنزاف طرفي الحكومة بعضهم بعضا سيصب في مصلحتها ويمكنها من احتوائهما.

 

وعن تداعيات ذلك أكد السقلدي أن أي فشل لاتفاق الرياض أو انفراط عقد هذه الحكومة سيعيد الأوضاع في الجنوب إلى مربع العنف الأول، وهو الأمر الذي قال إنه يعني بالضرورة المسمار الأخير في نعش التحالف والسعودية بالذات، خصوصا أنه لم يعد في الوقت متسعا لإطالة الحرب أكثر مما قد مضى عليها.

 

وأشار إلى أن السعودية لن يكون لديها الوقت الكافي لترميم ما تصدع وبناء ما انهار، معللا ذلك بكون العالم اليوم يضغط لوقف الحرب والشروع بتسوية سياسية، وبالتالي فانهيار هذه الحكومة في هكذا ظروف سيضاعف من حجم التحدي بوجه السعودية وسيدخل الجميع في الشمال والجنوب وسط دوامة أكثر مما هو عليه الحال اليوم، ومصير السعودية لن يكون أقل سوءا من غيرها.

 

دعوة تحتاج لإرادة وحزم

 

من جانبه الكاتب الصحفي إبراهيم علي ناجي يعتقد أن الدعوة السعودية إن لم يرافقها حزم في التنفيذ وعدم التشعب والاهتمام بأمور أخرى غير تطبيق الشق العسكري والأمني فإن المشكلة ستبقى قائمة ولن يحدث أي جديد حتى وإن رافق ذلك هالة إعلامية كسابقاتها.

 

في حديثه لـ"الموقع بوست" يشير ناجي إلى أن إصرار الرئيس هادي على تنفيذ الشق العسكري والأمني وتخوفاته من النكوث أن تبدأ الأطراف بتنفيذه على الأرض في محله.

 

وقال ناجي إنه بالرغم من إصرار أحد طرفي الصراع بالبدء بالشق السياسي وهو ما تم إلا أن النكوث كان من عدم البدء بالخطوات التالية من الاتفاق والتي ظلت حبيسة الأدراج مما جعل اتفاق الرياض يقف عند النقطة الأولى وهو الأمر الذي قال ناجي إنه انعكس سلبا على أداء حكومة المناصفة وتقييدها.

 

وعلل ابراهيم ناجي ذلك بكون الانتقالي المشارك بالحكومة ذاتها مسيطرا على العاصمة وحتى حماية مقر الحكومة ومسيطرا على الإيرادات داخل المدينة وبالتالي انهارت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وتوجت بخروج المواطنين لاقتحام معاشيق.

 

 واختتم ناجي حديثه بالتأكيد على أن إنعاش الاتفاق يتوقف على حزم المملكة على الطرف المعرقل لتنفيذ الشق الأمني والعسكري وتمكين الحكومة من عملها بما في ذلك إيصال الإيرادات لحسابات الحكومة من الموانئ والمطارات وتأمين العاصمة بقوات تتبع الداخلية بعد دمج تشكيلات الانتقالي وما لم يتم ذلك لا معنى للدعوة ولا يؤمل عليها.


التعليقات