ست سنوات على انطلاق عاصفة الحزم.. ما الذي تحقق من أهدافها؟ (تقرير)
- علي الأسمر الإثنين, 29 مارس, 2021 - 06:25 مساءً
ست سنوات على انطلاق عاصفة الحزم.. ما الذي تحقق من أهدافها؟ (تقرير)

[ تعبيرية - عاصفة الحزم ]

تصادف هذه الأيام الذكرى السادسة لانطلاق عاصفة الحزم والتي يقودها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، ومنذ انطلاقتها يخوض التحالف العربي حربا بمعية القوات الحكومية ضد جماعة الحوثي الانقلابية.

 

ومع استمرار الحرب ضد الحوثيين جرت مياه كثيرة على مسار التحالف العربي كان لها التأثير المباشر في تأخير حسم المعركة وإعادة الشرعية وإسقاط الانقلاب الحوثي في اليمن.

 

ومع تحقيق عاصفة الحزم في بدء انطلاقتها لكثير من الإنجازات منها تحرير عدد من المحافظات الشمالية وأجزاء من محافظة الحديدة فإن السنوات الأخيرة باتت فيها الحرب تراوح في مكانها فيما تنامت قوة جماعة الحوثي حتى باتت تهدد أمن المملكة، وتمكنت من إسقاط عدد من جبهات القتال التابعة للتحالف العربي والحكومة الشرعية، إلى جانب أنها تخوض حربا شرسة لانتزاع مدينة مأرب من القوات الحكومية بما تمثله من شريان اقتصادي هام ومعقلا للحكومة اليمنية.

 

وبعد ست سنوات من انطلاق عاصفة الحزم وإعلان التحالف العربي تدخله في اليمن ضد جماعة الحوثي الانقلابية تبرز كثير من التساؤلات لعل أهمها ما الذي تحقق بعد مرور ست سنوات؟

 

 

إنجازات العاصفة

 

الكاتب والمحلل السياسي اليمني فؤاد مسعد قال إن أهم ما تحقق لليمنيين منذ انطلاق عاصفة الحزم هو تحرير عدد من المحافظات وفي مقدمتها العاصمة المؤقتة عدن، بالإضافة إلى تقديم الدعم العسكري والمادي والسياسي للحكومة الشرعية في مواجهة الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران.

 

 

وأضاف فؤاد مسعد في حديث لـ"الموقع بوست" أنه وبرغم وجود كثير من الإخفاقات والاختلالات في السنوات الماضية إلا أنه لا يمكن التقليل من دور عاصفة الحزم والتحالف العربي في الحرب مع الجماعة الحوثية.

 

وعلل مسعد ذلك بالقول إنه قبل انطلاق عاصفة الحزم كانت مليشيات الحوثي قد أحكمت سيطرتها على أغلب المحافظات اليمنية وكانوا يقدمون أنفسهم للداخل والخارج باعتبارهم سلطة أمر واقع ومن يرفض سلطاتهم يتهمونه بأنه تكفيري وداعشي وكانوا يرتكبون الجرائم بحق الشعب اليمني في مختلف المناطق، ومع أن جرائم الحوثيين لا زالت مستمرة لكن وجود التحالف العربي خفف كثيراً من هذه الأعمال الإجرامية.

 

أهداف خاصة 

 

الخبير العسكري اليمني د. علي الذهب أكد أن ما تحقق هو الأهداف الخاصة للتحالف وهي أهداف قال إنها غير معلن عنها.

 

وأوضح الذهب في حديث لـ"الموقع بوست" أن الأهداف المعلن عنها للتحالف العربي لم يتحقق منها شيء.

 

 وبيّن أنه بمرور ست سنوات على عاصفة الحزم وعاصفة الأمل لا الشرعية عادت ولا الانقلاب تم القضاء عليه، وتقسمت اليمن ولم تعد هناك وحدة سياسية وجغرافيا متماسكة.

 

واستدرك الذهب بالقول إن لا أحدا ينكر أن هناك وجودا للشرعية على امتداد المناطق المحررة، لكنها كما قال تتجاذبها مجموعة من الكيانات السياسية المدعومة بالوحدات المسلحة سواء في الجنوب، أو المنطقة الغربية من البحر الأحمر.

 

وأشار إلى أن السلطة الشرعية التي جاء التحالف لاستعادتها لم يعد لها إلا وجود رمزي سياسيا وعسكريا واقتصاديا  في زوايا جغرافيه غير مترابطة.

 

ماذا كسب الحوثيون؟

 

وفي الجانب الآخر أكد د. علي الذهب أن الحوثي كسب أكثر مما كان يحلم به، فرغم أنه تراجع من الجنوب لكنه استطاع أن ينتصر ويوقف تقدم الشرعية والتحالف.

 

وبيّن أن الحوثي تمكن من إيقاف القتال في الساحل الغربي بالحديدة، واستطاع أن يثّبت القتال في المناطق الحدودية مع السعودية، ثم انطلق للتوسع في مناطق النفط في الوسط، وتخلص من جيوب التهديدات في المناطق الوسطى في البيضاء والحشاء وصمد ست سنوات.

 

واختتم الذهب حديثه بالتأكيد على أن الحوثي لم يتمكن من تحقيق كل ذلك بقوته ولكن بضعف التحالف وتخاذله والدور الإيراني الداعم للحوثي سياسيا وعسكريا وتقنيا.

 

تدمير الأمل

 

وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني وديع عطا إنه بعد ست سنوات من عاصفة الحزم تأكد لدى اليمنيين أنها لم تكن إلا عاصفة وهم وتدمير للأمل.

 

وأضاف وديع عطا في حديث لـ"الموقع بوست" أن التحالف العربي خلال ست سنوات فشل في تحقيق أهدافه الرئيسية التي أعلنها ناطق التحالف أحمد عسيري غداة انطلاق العاصفة.

 

وأوضح عطا أن الأهداف التي أعلنها ناطق التحالف هي تدمير القدرة العسكرية لجماعة الحوثي وصالح ثم إعادة الشرعية ثم ضمان ألا يشكل الحوثيون تهديداً للمملكة، مشيراً إلى أنه لم يتحقق شيء من الأهداف المعلنة.


التعليقات