العليمي الأقل حضورا والزبيدي وطارق الأعلى..
الصور القادمة من الرياض حفلة فرح على أنقاض واقع ملتهب
- خاص الاربعاء, 13 أبريل, 2022 - 11:32 مساءً
الصور القادمة من الرياض حفلة فرح على أنقاض واقع ملتهب

[ أعضاء المجلس الرئاسي ]

على مدى الأيام الماضية شهدت منصات التواصل الاجتماعي ضخا مكثفا للعديد من الصور التي تظهر وفودا يمنية في العاصمة السعودية الرياض خلال لقاءات مع بعضها، خاصة تلك التي ظلت طوال السنوات الماضية في حالة احتراب وصراع، واتهامات متبادلة.

 

برزت هذه الصور بكثافة مع انعقاد المشاورات اليمنية التي دعت لها الرياض، وامتد انعقادها لأيام، وانتهت بالإعلان الرئاسي، الذي نحى الرئيس عبدربه منصور هادي من سدة الحكم، وجاء بمجلس رئاسي يرأسه رشاد العليمي، وعضوية سبعة أخرين.

 

ونشر مسؤولين وشخصيات إعلامية العشرات من الصور التي تظهر فرقاء سياسيين مع بعض، معتبرين ذلك مؤشرا على مرحلة جديدة من التصالح بين الأطراف المؤيدة للرياض.

 

 

وكانت أبرز الصور تلك التي جمعت بين قيادات جنوبية جنوبية، كلقاء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بـ أحمد العيسي رئيس الائتلاف الوطني الجنوبي، وهما كيانان سياسيان ظلا يتبادلان الاتهامات والتخوين طوال السنوات الماضية، ومثلها لقاءات جمعت بين شخصيات من محافظة سقطرى، كانت حتى وقت قريب في صراع، يمثل الأولى المحافظ رمزي محروس، ووزير الثروة السمكية السابق فهد كفاين، المحسوبين على الشرعية، بينما يمثل الطرف الثاني شخصيات موالية للإمارات والسعودية، وعملت على إسقاط الفريق الأول، وإبعاده من المحافظة.

 

الصور الأخرى بدت من نصيب القيادات العسكرية والسياسية المنتمي لمحافظات شمال اليمن، وكان أبرزها صورا جمعت طارق محمد عبدالله صالح الذي ظل بعيدا عن مربع الشرعية اليمنية منذ هروبه من صنعاء وتمركزه بدعم إماراتي في الساحل الغربي، مع قيادات أخرى كانت مصنفة ضمن الشرعية، كنائب الرئيس السابق علي محسن الأحمر، ورئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح محمد عبدالله اليدومي، والقائم بأعمال الأمين العام المساعد للحزب عبد الرزاق الهجري، وكذلك القيادي في الحزب حميد الأحمر.

 

 

بدا لافتا وجود توجه في نشر تلك الصور، والحرص على إبرازها، وتكثيف النشر حولها، وتولى عملية النشر مسؤولين حكوميين بالرياض، من وقت لآخر باعتبارها تعكس أجواء التوافق الذي رعته الرياض.

 

لكنها اكتسبت لاحقا اهتماما أكثر بعد سلسلة تغريدات للسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، الذي نشر العديد من تلك الصور، واصفا إياها بالثمار الناتجة عن مشاورات الرياض، مركزا على صور لفرقاء سياسيين وعسكريين ظلت الرياض تغذي الصراع بينهما، بل وكانت سببا مباشرا في نشأة وتشكل تلك الجماعات طوال الفترة الماضية.

 

 

روج السفير من وقت لآخر لتلك الصور، وشجع ذلك العديد من الناشطين العاملين لدى الرياض على الاحتفاء، وبدا كما لو أن الأمر يمضي وفقا لتوجيهات منظمة، وبهدف تشكيل صورة جديدة تريدها الرياض في الذاكرة الشعبية خلال الوقت الراهن.

 

أعضاء المجلس الرئاسي.. موسم جديد

 

واشتعلت حمى الصور أكثر مع إعلان ولادة المجلس الرئاسي، والتحركات التي بدأها أعضاء المجلس في لقاءاتهم مع الزعماء القبليين والمسؤولين الحكوميين، خاصة ذات البعد المناطقي، بين الشمال والجنوب، وكانت شبه مستحيلة إلى وقت قريب.

 

ضاعفت تلك اللقاءات عملية ضخ المزيد من الصور، والتي وجدت طريقها للإعلام الرسمي أولا، ثم للإعلام الموازي للحكومة، ثم من جموع الملتحقين بها والمؤيدين لها، وبدا الأمر كحفلة عرس مفتوحة، يسودها الفرح، ويملؤها الانسجام والتناغم.

 

 

كانت الشخصية الأكثر حضورا في تلك الصور لعيدروس الزبيدي الذي ظهر بصفة نائب رئيس المجلس الرئاسي، والتقى العديد من الشخصيات المتوزعة على مختلف الأطراف، وحل بعده طارق صالح الذي حمل نفس الصفة، بينما كانت الشخصية الأقل حضورا في عملية التصوير لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، رغم اللقاءات التي عقدها مع مسؤولين وأطراف سياسية عديدة.

 

وبالنسبة لنائب رئيس الجمهورية السابق الفريق الركن علي محسن الأحمر فقد عادت صوره إلى الواجهة هذه المرة عبر الزيارات التي نظمها العديد من الصحفيين والناشطين بشكل شخصي، والتي بدا أنها كانت فردية أكثر من كونها ذات طابع رسمي.

 

بينما غابت صور الرئيس عبدربه منصور هادي بشكل تام منذ آخر لحظة ظهوره في خطابه الأخير، وهو ما ضاعف العديد من الأسئلة عن مصيره.

 

ردود فعل

 

لقيت تلك الحمى من الصور العديد من التفاعلات على وسائل التواصل الاجتماعي، ورأى فيها البعض دليلا على مرحلة جديدة، بينما اعتبرها آخرون دليلا على مرحلة جديدة.

 

واعتبر الصحفي اليمني شاكر أحمد خالد بأن ما يجمع تلك الصور هو الريال السعودي وإرادته التي تحاول أن تمضي حتى النهاية.

 

 

لا شيء يجمع هذه الوجوه غير الريال السعودي وإرادته التي تحاول أن تمضي حتى النهاية. هناك خابور كبير سيخرب كل الشغلة كما خربها من قبل. لا تأخذكم هذه الصور في أحلام اليقظة.

Posted by ‎شاكر أحمد خالد‎ on Saturday, April 9, 2022

 

شاكر الذي نشر صورتين الأولى لطارق صالح مع القيادي في حزب الإصلاح عبدالرزاق الهجري، والأخرى لعيدروس الزبيدي مع وزير الدفاع محمد المقدشي قال إن تلك الصور ستكون "خابور" كبير و "سيخرب كل الشغلة كما خربها من قبل"، معلقا بالقول: "لا تأخذكم هذه الصور في أحلام اليقظة".

 

أما الصحفي عبدالله دوبلة فعلق بالقول:" شرعية الصور.. ما نقص من شرعية الانتقال توفيه السعودية بصور الأطراف مع بعضها في الرياض".

 

 

شرعية الصور.. ما نقص من شرعية الانتقال توفيه السعودية بصور الأطراف مع بعضها في الرياض.

Posted by ‎عبدالله دوبله‎ on Sunday, April 10, 2022

 

بينما وصفها وكيل وزارة الإعلام عبدالباسط القاعدي صور باعثة على الأمل، معتبرا أنها اجتماع للصف الوطني، وبداية المشوار لاستعادة الدولة واسقاط الانقلاب.

 

 

صور باعثة على الأمل، اجتماع الصف الوطني بداية المشوار لاستعادة الدولة واسقاط الانقلاب.

Posted by ‎عبدالباسط القاعدي‎ on Saturday, April 9, 2022

 

 

 

 


التعليقات