ما وراء تصنيف القيسي داعماً للإرهاب وكيف نظر سلفيو اليمن لذلك القرار؟ (تقرير خاص)
- وئام عبدالملك الإثنين, 23 مايو, 2016 - 08:06 مساءً
ما وراء تصنيف القيسي داعماً للإرهاب وكيف نظر سلفيو اليمن لذلك القرار؟ (تقرير خاص)

[ الرئيس هادي ومحافظ البيضاء القيسي ]

صنفت وزارة الخزانة الأمريكية في 20 مايو/ أيار ستة أشخاص على لائحة ممولي الإرهاب، وأدرجتهم في اللائحة السوداء للتنظيمات الإرهابية، من بينهم محافظ محافظة البيضاء نايف القيسي، وذلك لتعطيل جهود جمع التبرعات للتنظيمات الإرهابية، ومن بينها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وداعش في اليمن.
 
مراقبون عدوا ذلك القرار سياسيا للضغط على التحالف وعلى الشرعية في اليمن، لمنع أي تحرك عسكري يفضي إلى الحسم في اليمن، إضافة إلى أنه يمنح الانقلابيين الشرعية على الأرض.
 
ويعد هذا القرار هو الثاني الذي يستهدف قيادات سلفية خلال أقل من عامين، بعد صدور قرار من ذات الجهة بحق القيادي السلفي عبدالوهاب الحميقاني الذي صنف خلال العام 2014م داعما للإرهاب.
 
وينتمي نايف القيسي إلى التيار السلفي المعتدل، وتم تعيينه من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي في 28 ديسمبر/ كانون الأول محافظا لمحافظة البيضاء، وكان قائدا للمقاومة الشعبية بالبيضاء.
 
ويعتقد أن الرجل كان يمثل حلقة الوصل بين المقاومة الشعبية في البيضاء والجانب السعودي لإدارة العملية العسكرية ضد مليشيا الحوثي بالمحافظة.
 
إحراج الحكومة الشرعية
 
وتعليقا على القرار قال عضو المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية فهد سلطان:" إن توقيت القرار الذين خرجت به الخزانة الأمريكية باتهام محافظ محافظة البيضاء نايف القيسي والمعين بقرار جمهوري من رئيس الدولة، يؤكد أنه مسيس ويحمل أكثر من رسالة أبرزها إحراج الحكومة اليمنية في مشاورات الكويت".
 
مشيرا في تصريحه لـ(الموقع بوست) إلى أن:" الولايات المتحدة الأمريكية غير راضية عن طبيعة الحوارات التي تجري في الكويت، كون الأوضاع اليمنية بعد انطلاق عاصفة الحزم في أواخر مارس من العام الماضي، أربكت المخطط الذي كان يُحضر لليمن، وكانت قيادات كبيرة في الشرعية حينها جزء من ذلك".
 
وهو يعتقد:" أن إطالة هذه الحوارات يقلص من فرص الحل والوصول إلى تسوية، كما أن تعنت وفد الحوثيين يأتي عبر ضوء أخضر من دول إقليمية ودولية مشرفة على الوضع في اليمن، وهي المحاولات التي تستهدف إسقاط قرار مجلس الأمن أو تعطيله 2216."
 
واضاف مختتما حديثه:" مالم يكن هناك تزمين حقيقي للحوار في الكويت والبدء بخطوات حقيقية في حل الأزمة اليمنية، فإن الأوضاع لن تكون لصالح الشرعية بالدرجة الأولى، كما أن قرار الخزانة الأمريكية سيلقي بظلاله على موقف عدد من دول العالم، ومنه مجلس الأمن، والذي قد يخرج بقرار أو ببيان يفرغ القرار السابق من مضمونه".
 
إفساح المجال للمليشيات
 
بالنسبة للناشط الحقوقي محمد الأحمدي فقد اعتبر القرار أيضاً سياسي بامتياز، مؤكدا في حديثه لـ(الموقع بوست) أن القرار يأتي في سياق السياسات الأمريكية في اليمن، التي تقضي بإفساح المجال أمام مليشيات الحوثي لاستكمال السيطرة على السلطة عن طريق العنف والانقلاب، وذلك في إطار مشروع التخادم الأمريكي الإيراني في المنطقة، الهادف إلى تمكين الأقليات الطائفية من السلطة، وسحق المجتمعات السنية، التي ينظر إليها، حسب الأحمدي في حديثه لـ( الموقع بوست)، باعتبارها متهمة ابتداء في إنتاج ما يسمى "الإرهاب".
 
وعن توقيت إعلان وزارة الخزانة الأمريكية ذلك القرار فهو كما يرى الأحمدي: "من الناحية الميدانية يأتي في أعقاب سقوط جبل" نوفان" الإستراتيجي في محافظة البيضاء بأيدي قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني، وبالتالي يحاول الأمريكيون منح المليشيات الحوثية دعما معنويا لتعويض خسارتهم العسكرية، ومن الناحية السياسية أُعلن عن هذا القرار بالتزامن مع مشاورات الكويت، ليكون بمثابة ابتزاز للحكومة المعترف بشرعيتها من أجل الضغط عليها للحصول على تنازلات لمصلحة الانقلابيين في اليمن، والقبول بتسوية جديدة تلتف على مضامين القرار الأممي 2216".
 
كما نوَّه الأحمدي إلى أن:" الحكومة الشرعية هي المعنية بإصدار بيان استنكار لهذا القرار الظالم والمسيس".
 
ردود أفعال السلفيين
 
واستنكر العديد من المنتمين للتيار السلفي والقيادات في اليمن ذلك القرار، لكن لم يصدر عن حزب الرشاد الذي يعتبر الواجهة السياسية للسلفيين في اليمن أي موقف واضح من القرار باستثناء منشورات لقيادات سلفية في وسائل التواصل الاجتماعي.
 
  وفي تعليقه على القرار تساءل أمين عام حزب الرشاد السلفي عبدالوهاب الحميقاني في منشور له بصحفته بموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك" عن الإرهاب؟ وتعريفه؟.
 
وقال بأن تعريف الارهاب كظاهرة لم يحسم حتى اليوم، واضاف: مصطلح الإرهاب مصطلح سياسي وإعلامي، لا علاقة له بالتوصيف القانوني الدولي".
 
ووجه الحميقاني الذي صدر بحقه قرار مماثل في العام 2014م: هل ستبقى دولنا وقياداتنا وقوانا السياسية والمجتمعية، ترقب الأمر دون تفعيل جدي للأمر ومناقشته بوضوح مع الإسلاميين، ومع دوائر القرار في تلك الدول، ووضع نهاية لهذا التمييع للقضايا، والاتهام خارج دوائر وسلطات القضاء".
 
 واستدرك حديثه بالقول:" وإلا فإننا سنجد في قادم الأيام هذا التصنيف سيشمل رؤساء وأمراء وملوك ودول".
 
شيطنة أمريكا 
 
مدير عام قناة رشد المحسوبة على التيار السلفي اليمني عبدالله النهيدي ذكر في مقال له بأن الأمر ليس اعتباطاً ولا ظنون وأوهام.
 
وقال: إنها أميركا التي تسعى لشيطنة كل العالم وتسلط عصا الإرهاب الغليظة على كل ما يمكن أن يكون عائقاً أمام مشروعها الشيطاني.
 
 واوضح النهيدي أن المسألة ليست مسألة نايف القيسي لوحده، بل هي منظومة مقاومة هيمنة أميركا وأدواتها في المنطقة، فعندما تُتهم قيادات المقاومة، ورجال الدولة بالإرهاب، في ظل منح الانقلابيين كامل الحرية والتسهيلات، فأنت إذاً أمام مشروع واحد، بأصله وأدواته، والعراق أنموذجاً يتكرر في اليمن.
 
ولم يستبعد النهيدي أن تكون المملكة العربية السعودية معنية بذلك القرار، بل هي المقصود الرئيس فيه وفق تعبيره.


التعليقات